فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي لحسن حصريا ل “الهدّ اف”... “إذا أراد سعدان أن أشارك أمام صربيا فسأشارك وإذا أراد أن أكتفي بالحضور فقط فسأفعل ذلك أيضا”
نشر في الهداف يوم 14 - 02 - 2010

كعادته، لا يجد وسط الميدان مهدي لحسن أي حرج في الحديث إلى “الهداف” التي تعوّد على محاورتها، لا لسبب سوى لأنه يراها الجريدة الصادقة التي لا تتوانى في كل مرة عن التنقل إليه في إسبانيا من أجل معرفة موقفه حول كل المستجدات التي تطرأ بخصوص انضمامه إلى المنتخب الوطني.
“حصولي على جواز سفري دليل على أنني كنت أرغب حقا في تقمص الألوان الوطنية”
“إذا أراد سعدان أن أشارك أمام صربيا فسأشارك
“ سعدان لديه خبرة طويلة وبفضله حقّقت الجزائر كل هذه الإنجازات”وإذا أراد أن أكتفي بالحضور فقط فسأفعل ذلك أيضا”
“هذه هي الأسباب التي جعلتني أتردد في كل مرة في المجيء”
“هكذا عشت لقاء كوت ديفوار المجنون.... ولم أصدّق ما فعله بوقرة في آخر لحظة”
“هذا ما يلقبونني به في إسبانيا وليس “دوبيرمان” مثلما كتبت بعض الأقلام في الجزائر“
“ أتمنى أن أعطي الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني”
“قيل لي أن أجواء 5 جويلية رائعة، أنا معجب بمغني ومذهول بما صنعه شاوشي”
“يؤرقني شيء وحيد فقط... لا أرغب في أن آخذ مكان لاعب تعب واجتهد لكي تصل الجزائر إلى المونديال وحلم لكي يشارك، ليجد ربما نفسه مقصى بسببي”
“منصوري ويبدة يقومان بعمل جبّار في وسط الميدان”
هذه المرة “الهداف” وبعد رحلة أوروبية زارت فيها كل لاعبي “الخضر”، حطت الرحال في مدينة “سانتاندير” الإسبانية في وقت كان سعدان يضبط عقارب ساعته على موعد هام للإتصال بلحسن ومعرفة رده النهائي حول انضمامه إلى المنتخب، وهو الوقت الذي تزامن ولقاءنا مع لحسن الذي منحنا رده صراحة في هذا الحوار، قبيل أن يتحدث مع الناخب الوطني... حيث أعلنها صراحة بأنه مستعد الآن لكي يشارك في لقاء صربيا إذا ما أراد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية ل “الخضر” ذلك، ومستعد في آن واحد لكي يكتفي بالحضور إذا ما أراد سعدان ذلك، وهو ردّ صريح وكاف لكي يؤكد أن ملف لحسن قد طوي نهائيا، لكن ليس مثلما زعم البعض، بل طوي لأنه صار الآن وافدا جديدا على تعداد المنتخب الوطني، كما عاد بنا وسط ميدان “راسينغ سانتانيدر” الإسباني للوراء لكي يكشف الأسباب التي كانت تجعله في كل مرة مترددا في المجيء وتلبية الدعوة، بالإضافة إلى أمور أخرى لن تجدوها سوى في هذا الحوار الطويل والشيق.
مضى وقت طويل والأنصار ينتظرون مجيئك إلى المنتخب الوطني، فهل هناك سبب مقنع يجعلك تحجم دائما عن الرد بنعم؟
المشكل لا يطرح بهذه الصورة التي تراها، ليس من هذه الزاوية أرى الأمور. ثق أني لم أرغب يوما في التلاعب بمشاعر الجزائريين، سواء مشاعر المدرب أو مشاعر الآخرين، كنت دائما صريح ومنذ البداية، لست لا منافقا ولا إنتهازيا ومشاعري لم تتغيّر منذ البداية... لست من نوع اللاعبين الذين يغيرون وينوعون إجاباتهم وردودهم من مناسبة لأخرى. كلام كثير قيل عن قضيتي، وقالوا ما يحلو لهم بخصوصها، مثل أني متردد وغير ذلك من الكلام الكثير. أعتقد أن الأمور الآن تحسنت وتقدمت كثيرا بدليل أني تحدثت مع المدرب ومع المسؤولين في الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، فضلا عن أني تمكنت من الحصول على جواز سفري وكل الوثائق تثبت أي مواطن جزائري الأصل، وكل شيء يسير الآن في الطريق الصحيح.
والآن، هل تنقصك الخطوة الأخيرة من أجل الفصل في قضية انضمامك إلى المنتخب الجزائري؟
نعم، تنقص الخطوة الأخيرة التي سأقوم بها اليوم. بإمكاننا أن نؤكد بوضوح أني اليوم مرشح لأكون ضمن تعداد المنتخب، عكس ما كانت الأمور عليه في السابق، عندما كان الجميع لا يتوانى في مطالبتي باستفسارات حول الأسباب التي جعلتني لا أنضم إلى المنتخب الوطني، دون أن يكونوا على دراية بأني لا أمتلك حتى جواز سفر خاص بي أو وثائق شخصية تثبت بأني جزائري، وبإمكاني أن أؤكد لك أنّ الفرق شاسع بين الماضي والحاضر.
لكن بودنا أن نعرف، ما الذي يدور في ذهنك الآن، هل أنت ترغب حقا في اللعب للجزائر؟
الرغبة تحدوني نعم، هذا واضح وأكيد أيضا، وإلا ما الذي يجعلني أعمل المستحيل من أجل الحصول على وثائقي الشخصية، ولو كانت رغبتي عكس ذلك لقمت بافتعال تعطيل الأمور دون أن أشعر الأشخاص بأني لا أرغب في تقمص ألوان الجزائر، لكن لا يمكنني أن أفعل ذلك لأني أرغب في الدفاع عن ألوان “الخضر” وما حصولي على جواز سفري إلا دليل على ذلك.
هل تفكر نوعا ما فيما قد تضيّعه في حال حدوث طارئ ما قد يمنعك من اللحاق بالمنتخب قبل “المونديال” ؟
بلى، لا بد أن أفكر في نفسي، وبنوع من الأنانية أيضا، وأن أفكر في أني سأنال كل شيء من انضمامي إلى المنتخب، وهذا أكيد أليس كذلك ؟ لكني في الحقيقة لست كذلك ولا من نوع اللاعبين الذين يفكرون بهذه الطريقة، أنا شخص يحترم المجهودات التي يقوم بها الأشخاص الآخرون، ولا يمكنني أن أنظر لمصالحي الشخصية فقط، لاسيما أن هناك أشخاص يلعبون لصالح المنتخب منذ ثلاث سنوات، ثم إني أدرك في آن واحد أن فرصة المشاركة في نهائيات كأس العالم لا تأتي سوى مرة واحدة في هذه الحياة، وأحيانا لا تأتي كلية، لكني شخص يرى أنه من السيئ أو من غير المقبول أن آخذ أو أستولي على مكان لاعب آخر تعب حتى يحقق هذا الهدف المنشود، أدرك أيضا أنه عليك أن تكون أبله أو مغفلا حتى ترفض المشاركة في كأس العالم، لكني هكذا، أنا إنسان مباشر في كلامي، عادي في طبعي، ومقتنع بأن المشاركة في المونديال أمر محفّز للغاية، لكن وثم لكن علي أن أكون واثقا من أني لن آخذ مكان لاعب آخر تعب من أجل وصول الجزائر إلى جنوب إفريقيا.
لكنك لن تأخذ مكان أحد، بل ستأخذ ما تستحقه فقط، الأمر يتعلق بمنتخب وطني ليس ملك لأي أحد من اللاعبين، بل هو ملك لكل الجزائريين، أنت تفهم هذا على الأقل ؟
هذا كلامك أنت.
في حال ما إذا تعرض لاعب من لاعبي خط الوسط مثلا لا قدر الله أياما قليلة من انطلاق كأس العالم لإصابة، أنت بصفتك مناصرا فقط ستفكّر في ذلك.
نعم، أحكم عليه بأنه لا يرغب في المجيء، وهذا ما يزعجني في الحقيقة، أؤكد لك أني لا أرغب في أن أكون شخصا أنانيا، ولا أرغب في التفكير فقط فيما قد أناله لدى قدومي، علينا أن نضع أنفسنا فقط في مكان من ينتظر هذا الموعد من فترة طويلة، من يحلم بأن يشارك في محفل كروي عالمي ككأس العالم منذ التصفيات، ففي هؤلاء اللاعبين الذين ساهموا في ذلك وجدتني أفكر اليوم، ومن أجلهم جميعا ومن أجل كل من ساهموا في وصول الجزائر إلى كأس العالم ترددت في الإقدام على القيام بالخطوة الأولى نحو الأمام.
لكن لا أحد يفكر في هذه الأمور، الجزائريون لا يتعاملون بالعواطف مع حالات كهذه وخصيصا قبل المونديال، وكلهم يرغبون في أن ترفع راية الوطن عاليا، وفي أن يمثل المنتخب من هم الأفضل حاليا.
لو أنضم إلى المنتخب، كن واثقا أني سآتي إلى المنتخب مشيا على أصابع رجلي، هذا أكيد، من جهة الأمر عادٍ جدا، لكن ما لا أرغب في القيام به هو أني لو أقول أني جاهز للمشاركة في لقاء الثالث مارس، فذلك يعني أني لا أفكر في الآخرين، وهو الأمر الذي يقلقني، وبكل بساطة لا أرغب في أخذ مكان لاعب آخر، لا أرغب في أخذ مكان من كافحوا وثابروا طيلة التصفيات من أجل وصولهم إلى المونديال، لا أرغب في أن أكون سببا في إقصاء أي لاعب من أولئك الذين أعادوا هيبة الكرة الجزائرية، وأوصلوها إلى ما وصلت إليه اليوم أشهرا قليلة قبل انطلاق المونديال، هذا ما يقلقني... هذا ما يزعجني ويؤرقني في الحقيقة، ما الذي سنقوله لهذا اللاعب الذي سأحل مكانه ؟ لقد وجدنا لاعبا جيّدا، ولذلك لن نستدعيك مجددا، وهذا ما أعتبره أمرا غير عادٍ.
ماذا لو كنت أنت المدرب الوطني، كم هو عدد لاعبي خط الوسط الذين ستستخدمهم فوق الميدان ؟
من المفروض أربعة لاعبين.
مع يبدة، منصوري، لموشية في حال ما إذا تمت إعادته، وصلنا إلى ثلاثة لاعبين فقط، فمن هو الرابع في رأيك، أنا أم من ؟
(يضحك مطولا)، أدرك ذلك، أي مدرب يعمل المستحيل حتى يوظف التركيبة الأفضل، والآن ما دام يرغب في ذلك فهذا أمر جيد... هذه هي.
بمعنى ؟
أردت أن أقول لك أن السيد سعدان يرى بأني لدي مكاني ضمن 25 أو 23 لاعبا الذين يرغب في توظيفهم، فمن الطبيعي أن يحاول دوما أن يستدعيني لكي أكون معهم، المدرب كان دوما يقول لي أبواب المنتخب الوطني تبقى مفتوحة لي، وأنه يرغب في ضمي، وأنا أشكره كثيرا على ذلك، وبخصوص هذه النقطة لا أعارض ذلك، لكن المشكل أن هذه الحكاية طالت واتسعت كثيرا وأخذت أبعادا أخرى.
لكنك أنت الذي يرغب في أن تطول وتتسع وتأخذ أبعادا أخرى بتعطيلك الأمور، رغم أن كل شيء صار واضحا الآن.
لكن تأكد أني لا أتعمد ذلك، من المفروض أنك فهمتني، لا أرغب في أن يحدث قدومي ضجّة كبيرة داخل المنتخب.
ثق أننا نصدقك في كل ما قلته، لأننا نشعر بأنك لست من النوع الذي يرغب في إحداث ضجة أو مشاكل داخل المنتخب، لكن عليك أن تعترف أنك من تركتها تتسع لأنك لم تكن ترد، أليس كذلك ؟
أكيد أنه ليس بالشيء الذي كان علي فعله، لأن ذلك لم يخدم الأمور، لكن ماذا تريدني أن أفعل ؟ أن أقوم بحوارات وأدلي بتصريحات للجميع، حتى يعرفوا شخصيتي وما بداخلي ؟ لو أني فقط كنت أرد على المكالمات التي أتلقاها يوميا من الجزائر لما خرجنا من هذه الحكاية (أظهر لنا هاتفه النقال وكمّ المكالمات الغزيرة التي تهاطلت عليه، والتي تنطلق ب 213)، كلّ يوم أتلقى مكالمات من الجزائر لكني لا أرد عليها.
أليس لأنّ أمك فرنسية أنت تشعر الآن بأنك نصف جزائري مقارنة مثلا بكريم زياني أو مراد مغني اللذين هما أيضا ليسا من والدتين جزائريتين ؟
أعلم ذلك، لكني لست مكترثا بما يفكّر فيه البعض، ولا مهتما بذلك، فإذا كان هناك 80 بالمائة مثلا ممن يعتقدون أنه لا يحق لي بأن أحمل ألوان الجزائر، فهذا رأيهم ولن يؤثر فيّ إطلاقا، أحترم رأيهم وأتفهمهم، أنت ترى معي ما أريد قوله ؟ أنا أعلم أني لست زيدان، وأعلم أيضا أنني لن آتي من أجل مساعدة الجزائر على نيل كأس العالم.
لكن لا أحد ينفي بأنك لا تلعب لا في مدريد أو برشلونة، كلنا نعلم أنك تدعى مهدي لحسن، وأنت مدعو للعب في المنتخب الوطني الذي أنت مرشح لكي تعطيه الإضافة اللازمة.
لقد قلتها بنفسك، هذا كل ما في الأمر، من الممكن أن أتمكن من إعطاء الإضافة اللازمة للمنتخب. نعم.
هل بإمكاننا القول أنك كبرت على الطريقة “الجزائرية-الإيطالية” أم “الفرنسية - الإيطالية” أم الفرنسية-الجزائرية” ؟
ما دمت تريد أن تفهم ذلك، فأمي إيطالية الأصول، لكني مع ذلك لا أعرف شيئا عن إيطاليا، بدليل أني لا أعرف شيئا عن عائلة والدتي، كما أني لم أشعر يوما بأني إيطالي، بالعكس فمجرد أني ولدت في فرنسا من والد جزائري فذلك أشعرني دوما بأني فرنسي-جزائري في آن واحد.
وهل تعرف على الأقل عائلتك في الجزائر ؟
الأمر معقد بعض الشيء، ولذلك لا يمكنني أن أتحدث كثيرا عن هذا الموضوع، وبودي أن أكشف لك أمرا آخر.
تفضل.
لقب لحسن ليس اللقب الحقيقي لعائلتي، هناك حكاية طويلة مع جدي الذي قام بتغيير اللقب، وأعذرني لا يمكنني أن أضيف شيئا عن هذه الحكاية، وللإجابة عن سؤالك أيضا فلتعلم أن أغلبية أفراد عائلتي لا أعرفها، وهناك منهم من لا يعرف أنهم من أفراد عائلتي، أو أني فرد من أفراد عائلتهم أيضا.
لكنك تعرف على الأقل لقب عائلتك الحقيقي ؟
نعم أعرفه، لكني لست مستعدا لكي أكشف عنه عبر صفحات الجرائد.
لكنه لقب جزائري أليس كذلك ؟
نعم، جزائري قلبا وقالبا (يضحك)، لكن من فضلك لا تطلب مني أسئلة أخرى حول هذا الموضوع.
لكن كل هذه الإجراءات طال انتظار تسويتها، أليس كذلك؟
صحيح أنها طالت كثيرا، تمنيت مثلكم لو أنها سويت بسرعة لكني وللأسف الشديد واجهت مشكلة تتجاوزني كلية وحالت دون سير الأمور بالسرعة التي كنت أشتهيها، بإمكانك القول إنها خارجة عن نطاقي.
لكنك مطالب يوما ما بكشف الغموض الذي يحوم حول هذا المشكل، حتى لا تترك الإشاعة تفعل فعلتها، أليس كذلك؟
ممكن جدا، لكني الآن لا أرغب في سرد تفاصيل هذا المشكل الذي اعترضني، هو مشكل يروى ولا يستحق أن أخفيه لأنه ليس مشكلا خطيرا، لكنّي أرغب في الاحتفاظ به لنفسي أحسن، هذا كل ما في الأمر. والآن، وفي حال ما إذا طرحت عليّ السؤال نفسه بعد سنة مثلا من الآن من الممكن أن أوافق على سرد الحكاية كاملة، لكني في الوقت الراهن أفضل أن أحتفظ بكل شيء لنفسي لأن الأمر يتعلق بحياتي الشخصية، لكن عليك أن تعلم أنّ هذا المشكل ليس هو من أعاق حصولي على وثائقي.
لكن ما الذي عطّل الأمور، صارحنا؟
في الحقيقة، لم تكن هناك قيود أو رغبة في تعطيل الوضعية، أتذكر أن عضو “الفاف” وليد صادي في أول اتصال بي طالبني بتحضير وثائقي ولم أتمكن آنذاك من تحضيرها، فطلبت من والدي أن يجلب لي نسخة من شهادة ميلاده التي كان لا بد من استخراجها من المكان الذي ولد فيه بالضبط.
أين ولد والدك بالضبط؟
في “البلاد”، والدي قام بما يجب القيام به، بل وطالبني بأن أتبع خطاه خطوة بخطوة حتى أتحصل على الوثائق والصور والنسخ الضرورية، وبما أنّي كنت في تلك الفترة مرتبطا بالتدريبات والمباريات مع فريقي “راسينغ سانتاندير” فقد واجهت صعوبات جمة في التنقل للقيام بكل تلك الإجراءات. ثم في الحقيقة كان بإمكانهم أن يقصدوا والديّ من أجل الذهاب للحصول على الوثائق، وبعدها التنقل إلى مقر القنصلية الجزائرية في باريس من أجل تسوية هذه المشكلة الإدارية، إذن كل هذا أخّر تسوية الأمور وجعلني أتعطل كثيرا.
قد يفهمك البعض بسهولة بعد سماعهم لتوضيحاتك، غير أن البعض الآخر قد يتخيّل أن هناك أمرا خطيرا جمّد الوضعية وتسبب في تعطيل الأمور؟
لا يوجد شيء آخر، بإمكاني أن أطمئنك لكني أؤكد لك في آن واحد أن القضية كانت ستأخذ مجرى أسرع من ذلك لو أنهم طالبوني بذلك منذ أربع أو خمس سنوات حتى أقوم بتحضير نفسي لأنضم إلى صفوف المنتخب الوطني.
خلال فترة المدرب جون ميشال كافالي مثلا، أليس كذلك؟
نعم، هذا بالضبط... أرسلوا لي استدعاء أوّلي، لكن دون إشعاري بأي شيء ودون أن تتاح لي الفرصة حتى أتحدث مع أي شخص. أعترف وأقر أيضا أنها خرجة لم ترقني وأن الإجراء لم يكن في محله، الأمور لم تكن جادة إطلاقا... ضع نفسك في مكاني حينها، لم أتلق أي اتصال من أي شخص، كنت حينها في تربص تحضيري بالولايات المتحدة الأمريكية مع نادي “ألافيس” على ما أذكر، فأتى لي المسيرون وأكدوا لي بأني تلقيت استدعاء لتمثيل المنتخب الجزائري، وعلى ما أعتقد أنّ اللقاء كان أمام منتخب رواندا (اللقاء كان وديا أمام منتخب الغابون في إيكس أون بروفونس)، أتذكر أيضا أنّنا كنا في شهر أوت 2006 إن لم تخني الذاكرة. وقت طويل مضى على ذلك الإستدعاء، لا أحد اتصل بي من الإتحادية والإستدعاء الذي تلقيته كان مجرد استدعاء مكتوب لا أكثر ولا أقل.
ولماذا لم ترد على ذلك الاستدعاء؟
لأني وبكل بساطة شعرت بأن الأمور ليست جادة، ولو اتصلوا بي يومها وطالبوني باتخاذ الإجراءات اللازمة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
إذن الأمر كان يفتقد للدبلوماسية في التعامل، ولذلك تراجعت إلى الوراء ولا تتحمس إلى الانضمام؟
نعم، كان يفتقد للدبلوماسية، وأعتقد أن المنتخب آنذاك كان في تربص تحضيري بمارسيليا، من أجل لقاء ودي وآخر رسمي، وما إن تلقيت الدعوة، اتصلوا بي وقالوا لي” نعم، بإمكانك المجيء من أجل المشاركة في مباراة ودية، ولن تحتسب لك كمشاركة رسمية مع المنتخب”.
من قال لك هذا الكلام بالضبط؟
لا أتذكر كثيرا، ربما المدرب، لكني لست متأكدا من ذلك في الحقيقة.
ما يزعج ويقلق فيما سردته، هو مجرد سماع مدرب أو مسؤول ل”الفاف” وهو يقول إن مشاركتك لن تحتسب مشاركة رسمية مع المنتخب الوطني...
نعم، لكني لم أفكر في أن يقولها لي بتلك الطريقة، أعتقد أنه كان يرغب في القول لي”لا تمتلك بعد وثائقك، لكن فلتأتي لكي تقضي معنا ثلاثة أو أربعة أيام، وذلك حتى ترى كيف تسير الأمور وبعدها بإمكانك أن تشارك في مباراة ودية، وبعدها يمكن أن تعود إلى آلافيس”.
الأمر مثير للغرابة، والآن وفي حالة مجيئك في الثالث مارس المقبل، فهل سيكون ذلك من أجل الوقوف على ما يدور في المنتخب من الداخل، أم من أجل اللعب والمشاركة؟
كل شيء مرتبط بما يطالبني به المدرب وما ينتظره مني، في حالة ما إذا أراد المدرب أن آتي وأبقى ثلاثة أو أربعة أيام دون أن ألعب فأنا موافق، وفي حال ما إذا طالبني باللعب فأنا موافق أيضا على اللعب.
أنت شخصيا، هل ترغب في اللعب يوم 3 مارس أم لا؟
أنا، على كل حال أرغب في اللعب سواء مع “سانتانيدر” أو مع فريق آخر، أرغب دوما في اللعب، أنا مجنون بكرة القدم ومن الطبيعي أن أرغب في لعب كل المباريات
وهل سبق أن سردوا لك الأجواء الرائعة التي يعيشها ملعب 5 جويلية عندما تلعب الجزائر مباراة ما، ودية كانت أم رسمية ؟
نعم، قيل لي أن الأجواء تكون دوما مثيرة وساخنة، وعلى كلّ حال فإنّ صيت أجواء الملاعب الجزائرية في “البلاد” شائع ومعروف.
وهل تابعت نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا أم لا ؟
نعم تابعتها، لكن ليس كثيرا، لأن القنوات الإسبانية لم تشتر حقوق البث، هنا ليسوا مهتمين كثيرا بنهائيات كأس إفريقيا، لكني تصرّفت جيدا حتى أتابعها وأتابع بعض جوانبها وبعض مبارياتها وأخبارها.
ألم تقل في قرارة نفسك، أنك كنت قادرا على المشاركة في هذه النهائيات ؟
نعم قلت ذلك، الأمر كان سيسهّل بعض الأمور على مستوى بعض الجوانب، ليس فقط بالنسبة لي أنا شخصيا.
من تقصد بالضبط ؟
بالنظر إلى كل ما قيل عن قضيتي هذه من قبل، لا يمكنني أن أقبل بأن استقبل كالمتطفل، ولا يمكنني في آن واحد أن أقبل بأن أخلق مشاكل داخل المجموعة بانضمامي إلى المنتخب، من الأفضل لي في تلك الحالة أن أبقى في منزلي، على كل حال ما حدث في السابق حدث وانتهى الأمر.
وهل تعلم أن العديد من اللاعبين، خفّفوا من تصريحاتهم منذ فترة، والكل صار الآن يرحب بك في المنتخب، ألا ترى أن الأمر صار مختلفا ؟
لعلمك أني لا أرغب في أن آخذ مكان أيّ أحد من اللاعبين الحاليين، أفهم جيدا أنه كان هناك تردد وتحفّظ بشأن انضمامي، في مكانهم كنت سأفعل نفس الشيء، لأني لن أقبل بأن يحل لاعب في مكاني ويجني ثمار العمل الذي قمت به والمجهودات التي بذلتها. هذا التأهل الذي حققته الجزائر إلى كأسي إفريقيا والعالم يعود شرف تحقيقه إلى كل اللاعبين الذين شاركوا ولعبوا وتعبوا ولا يعود إلي لأني لم أكن معهم، لأني لم أتعب مثلما تعبوا.
لكن التأهل يعني كل الجزائريين، وليس بالضرورة من شاركوا في الإقصائيات.
نعم، أعلم ذلك، لكن كيف أحل بهذا المنتخب وأشارك في نهائيات كأس العالم في وقت لم أفعل شيئا من أجل وصول الجزائر إلى هذا المحفل الكروي الكبير ؟ ولذلك أعتقد أنه أمر عادٍ أن يدافعوا عن مجموعتهم، وأعيد وأكرر كنت سأفعل نفس الشيء لو كنت معهم.
هل كنت متابعا لأخبار المنتخب الوطني وتحضيراته قبيل وخلال نهائيات كأس إفريقيا ؟
أعتقد أن المدرب أعلنها قبيل انطلاق دورة أنغولا، وقالها صراحة بأنها فرصة لتحضير نهائيات كأس العالم، أعتقد أيضا أنه في قرارة نفسه كان يرغب حقا في الحصول على اللقب القاري، هذه لا شك فيها، لكنه تصرف بذكاء حتى يبعد الضغط من على عاتق لاعبيه، وأحسن فعلا لذلك، وهذا دليل على الخبرة التي يمتلكها في مجال التدريب، ثم لا تنس أن الهدف ومنذ البداية كان التأهل إلى المونديال، ونجح في تحقيق ذلك في نهاية المطاف، ولا أحد بإمكانه أن يقزّم ما حققه. منذ 1990 الجزائر لم تصل حتى إلى الدور نصف النهائي في كأس إفريقيا، لكنها في أنغولا حققت ذلك، رغم أن الجميع راح يوجه سهام الانتقادات للمدرب واللاعبين عقب تعثر المنتخب في بداية النهائيات، أتذكر أني قرأت أن المنتخب لا يلعب جيدا، وأن التشكيلة لا تقوم بدورها المنوط لها، فضلا عن الانتقادات التي وجهت للمدرب بسبب برمجته التربص التحضيري في فرنسا، في وقت حضّرت منتخبات أخرى في أدغال إفريقيا حتى تتعوّد على الحرارة والرطوبة، وفي نهاية المطاف ورغم كل تلك الانتقادات، السيد سعدان تمكّن من قيادة المنتخب إلى الدور نصف النهائي، وعلى من انتقدوه أن يعترفوا على الأقل بذلك، لأن الجزائر وبكل بساطة احتلت الصف الرابع تحت إشرافه وليس تحت إشراف مدرب آخر.
أنت شخصيا كيف وجدت الجزائر خلال تلك النهائيات ؟
الجزائر ظهرت بصورة جيدة، ورغم بدايتها الصعبة بسبب الخسارة الأولى، والانتقادات اللاذعة التي تبعتها في حق المدرب واللاعبين، إلا أنها عادت بقوة وما حدث بعد ذلك لخير دليل على أن المنتخب الجزائري ظهر بصورة جيدة، أنا شخصيا هذه هي نظرتي ورأيي، وخلاصة القول وقفت على منتخب جيد وقوي يطبق كرة جميلة طيلة الدورة.
من من اللاعبين مثلا أعجبت بهم ؟
أعجبني لاعب مثل مغني، ولو أني أعلم من قبل ما هو قادر على تقديمه فوق الميدان، فهو وحتى لما كان في فرنسا، كان الجميع يتحدث عنه كخليفة لزيدان، لأنه فنيا مستواه فوق المتوسط، هو لاعب بإمكانه أن يسمح لك بالاحتفاظ بالكرة لفترة أطول، كما أنه لاعب بإمكانه أن يحصل على أخطاء ومخالفات في أماكن خطيرة على المنافس، وزيادة على ذلك فهو يقدم كرة قدم جميلة وحديثة للمنتخب، وهذا ما يؤكد أنه يتمتع بأشياء إضافية مقارنة بالآخرين.
وماذا عن خط الوسط، كيف وجدته ؟
جيّد، صراحة مردودهم كان جيدا، فمنصوري ويبدة مثلا قاما بواجبهما على أكمل وجه خلال هذه “الكان”، وثق أنه ليس لأني أنشط في وسط الميدان سأقول لك أن من يشغلون هذا الخط لم يظهروا بصورة جيدة، بل أني هنا لكي أسرد لك الحقيقة، لاعب مثل منصوري يا أخي لديه خبرة طويلة في الدرجة الأولى من البطولة الفرنسية بحكم السنوات العديدة التي قضاها هناك، نفس الشيء بالنسبة ليبدة الذي أدى موسما كبيرا في البرتغال مع نادي “بنفيكا” وهو الآخر ظهر بصورة ملفتة للانتباه في أنغولا.
ومن لفت انتباهك من اللاعبين المحليين ؟
الحارس شاوشي، أعجبت كثيرا وبما فعله، لاسيما خلال مباراة كوت ديفوار، يا أخي ذلك اللقاء مجنون للغاية.
وهل شاهدت المباراة كلها ؟
نعم كلها، وتأكد أني صدمت لما تمكّن كايتا من إضافة الهدف الثاني لمنتخبه، صراحة فقدت الأمل كلية في قدرة المنتخب على العودة في النتيجة، وأعتقد أني لست الشخص الوحيد الذي اعتبر أن الأمور حسمت نهائيا لصالح الإيفواريين، لكن بوڤرة أبى غير ذلك، وأعاد لنا الروح جميعا بفضل هدف التعادل الذي سجله.
كيف عشت لحظة معادلة النتيجة ؟
بعد هدف الإيفواريين سئمت المباراة وكرهتها، وقلت مع نفسي “من المستحيل أن يعود المنتخب دقيقة قبل نهاية المباراة”، نهضت من مكاني حتى لا أشاهد ما تبقى من فترات اللقاء، تنقلت من مكاني وحينها سمعت المعلق وهو يعلن عن تعديل النتيجة، لم أتمكن من تصديق ما حدث، وهذا ما يثبت حقا أن المباراة لا تنتهي إلا بإعلان الحكم عن صافرة النهاية، صراحة شعرت بأن رغبة شديدة كانت تحدو اللاعبين من أجل الانتصار في هذه المباراة.
أنت أيضا تتحلى بتلك الصفة، وبالمناسبة هل صحيح أنهم يلقبونك في إسبانيا ب”دوبرمان” ؟
هي مجرد تفاهات قرأتها في الصحافة الجزائرية من قبل، هذا اللقب لا أساس له من الصحة، البعض في الجزائر ابتكرها، وبإمكانك أن تسأل الصحفيين الإسبان لكي يؤكدوا لك بأن ذلك لا أساس له من الصحة، وهنا أتوقف لكي أؤكد من جديد بأن هناك أمورا قيلت ولا زالت تقال وتكتب عني في الجزائر، دون أن يكون لها أي أساس من الصحة.
هل لديك لقب ينادونك به في إسبانيا ؟
في سانتادار ليس لدي لقب معين، لكن كان كذلك لمّا كنت في نادي آلافيس أين كانوا ينادونني ب “التودوتيرينو” والذي معناه “صالح لكل شيء”، أي اللاعب الذي بإمكانه القيام بكل شيء فوق الميدان، لأن المدرب يعتمد علي في كل المناصب ففي بعض الأحيان في وسط الميدان الدفاعي وفي مرات أخرى كوسط ميدان هجومي، وبكل بساطة فأنا متعدد المناصب، وكانت لي بعض المناسبات التي شاركت فيها في الجهة اليمنى من الهجوم وحتى الناحية اليسرى ولمّا شاهد الإعلاميون أنني أستطيع القيام بكل تلك الأدوار فلقبوني ب “التودوتيرينو”، لكن في سانتاندار فلم يجدوا لي لقبا بعد.
هل أنت مرتاح في فريقك الحالي أم تريد التنقل إلى فريق آخر أحسن بكثير ؟
من جهة فأنا مرتاح جدا في فريقي سانتاندار الذي منحني كل شيء لأنه لا يمكنني أن أنسى أنني من سنتين فقط كنت أنشط في الدرجة الثانية بإسبانيا، ولكن اهتمت إدارة الراسينغ باستقدامي أين شاركت الموسم الفارط في عدة مباريات وقدمت مستويات كبيرة أين أكملت الموسم من بين أحسن العناصر في فريقي، وهذا الموسم أنا كذلك في أحسن أحوالي وكل شيء يسير على أحسن ما يرام، وأتمنى أن يتواصل ذلك على غاية نهاية هذا الموسم، لأنه في شهر جوان سيبقى لي عام واحد من العقد الذي يربطني بفريقي، ويمكن أن تحدث عدة أمور في هذا الوقت وقد طرح لي مسيّرو الفريق موضوع أنهم ينوون تمديد عقدي معهم.
و ما هو موقفك من هذا العرض ؟
لطالما قلت لهم أنه في حال ما إذا أرادوا الاحتفاظ بي فعليهم أن يقدّموا لي أمورا جادة لأنني أكدت لهم كذلك أن عائلتي مرتاحة جدا في هذه المدينة ولا أنوي تغيير الفريق من أجل التغيير فقط، لكن في حال تقدم لي فريق آخر بعرض جيد من الناحية الرياضية، أي فريق يلعب على الأدوار الأولى فلن أستطيع الرفض وعليهم أن يتفهّموا موقفي حينها.
هل هناك بعض الفرق القريبة منك أو لمّحت لك بأنها تنوي طلب خدماتك ؟
لا ليس لدي أي شيء رسمي لكن هناك بعض الأقاويل من هنا ومن هناك فلقد سمعت أن نادي فياريال مثلا يريد ضمي الى صفوفه الموسم المقبل بالإضافة إلى فريق إسبانيول برشلونة، لكن أؤكد لك أنه ليس هناك أي معلومة رسمية لأنني لم أتلق أي عرض من طرف هذه الفرق، ولكن من جهتي فأقولها علنا أنني أمنح الأولوية لفريقي سانتاندار إذا قدم لي عرضا مقبولا بطبيعة الحال، لأنني أفضّل البقاء هنا على الرغم من أن هذا الفريق لا يملك قاعدة مادية كبيرة أو تقاليد كبيرة في البطولة الإسبانية مقارنة بفرق أخرى، وعليه فأنا لا أنتظر العرض الذي يتمناه أي لاعب في أحلامه ولكن بالنظر الى المردود الذي قدمته في هذا الفريق فأعتقد أنني أستحق راتبا أحسن من الذي أتقاضاه هنا، وعليه فإذا قدموا لي عرضا محترما فهناك حظوظ لكي أبقى هنا ولن أفكّر في الرحيل، والآن علي التركيز أكثر فيما ينتظرني مع فريقي لأن الوقت لا يزال طويلا أمامي لكي أفكر في أمور تنقلي من بقائي في سانتاندار.
ماذا يمكنك أن تقول للجزائريين الذين لا يعرفون الوجه الحقيقي لمهدي ؟
لكي أكون صريحا معك، فلم أفكّر يوما في تقديم صورة عن شخصي لأنني شخص لا يفكر إطلاقا في الكذب أو الغش في كل الميادين، وكذلك فأنا لا أريد أخذ مكان أي طرف كان، خاصة ذلك الذي حارب بكل ما أوتي من قوة لكي يكون في كأس إفريقيا والمونديال، لا أكثر ولا أقل، فأنا لاعب بسيط وأتفهم ما يفكر به كل لاعب.
نقولها للمرة الأخيرة، لا يمكن لأي لاعب في العالم أن يمضي على عقد احترافي في منتخب بلاده لأنه أكبر من أي نادٍ أين بإمكان اللاعبين الإمضاء في نواديهم لمدة عام، عامين أو حتى خمس سنوات، ما يعني أن الباب يبقى مفتوحا في المنتخب أمام الأحسن والأكثر جاهزية من دون مشاعر، أليس كذلك ؟
نعم أنا أتفق معك في هذه النقطة بالذات، لكن ما يمكنني أن أقوله من جهتي هو أن المنتخب الوطني يضم مجموعة متكاملة، أي كل لاعب يكمل الآخر وحتى أولئك الاحتياطيين لهم مكانتهم ودورهم في الفريق، وعليه فكلهم يملكون الحق في التواجد مع الخضر ولطالما رأيت أنهم يستحقونها أكثر مني، وهذا منطقي الى أبعد الحدود حسب وجهة نظري الشخصية، خاصة أنني لم أكن متواجدا معهم في التصفيات وهذا ما لا يسمح لي باللعب إلى جانبهم في وقت سابق وأخذ مكانة الآخرين.
هل تعرف الشاذلي العمري ؟
نعم.
هو كذلك لم يكن موجودا في التصفيات المؤهلة للمونديال ولكنه جاء اليوم الى المنتخب بعد تلقيه الدعوة من طرف المدرب الوطني بشرف كبير، وهل كنت ستحرمه من هذا الحق لو كنت أنت المدرب ؟ من الطبيعي لا يمكنك، وهو نفس الأمر بالنسبة لك بما أن مستواك أجبر المدرب على استدعائك، هل من تعليق ؟
لكن أنا لا يمكنني أن أحكم على الشاذلي بل تكلمت في هذا الصدد فقط لأنني سمعت الكثيرين تكلموا في حقي أمورا لم يكن جديرا بهم أن يقولوها ويحكموا علي من دون أن يعرفوا رأيي في هذه النقطة بالذات، لأنني صحيح لم أشارك في أي مباراة مع المنتخب لحد الآن حتى ينتقدوني، لا أكثر ولا أقل.
في حال إذا كنت أنت مدرب المنتخب الوطني الجزائري، ماذا ستفعل ؟
في حال كنت أنا مدربا للمنتخب الوطني لقمت بالتأكيد باستدعاء الأحسن والأكثر جاهزية وأحاول بذلك تقديم أفضل تشكيلة ممكنة والتي بإمكانها تشريف صورة الجزائر في المونديال القادم وأكثر من ذلك أي في السنوات المقبلة، وفي النهاية فإن السيد سعدان هو الذي قرر في أمر التشكيلة الأحسن لكي تكون في المونديال المقبل، ومن جهتي فليس لدي ما أقوله في هذا الصدد لأنه الأهم بالنسبة لي وسيعود عليّ بالفائدة.
إذن أنت مستعد لتقديم الإضافة، أليس كذلك ؟
بالتأكيد لأنه ما الفائدة من قدومي إلى منتخب بلادي.
لكنك تطلب في نفس الوقت الالتحاق بالمنتخب، أليس كذلك ؟
بما أنني جهزت كل وثائقي فهذا يعني أنني مستعد للانضمام إلى منتخب بلادي، ولدي كل الحقوق مثل الجزائريين وبطبيعة الحال أعرف كل واجباتي.
هل يمكننا تصويرك بالكاميرا حتى يتأكد الجميع من كلامك وانضمامك إلى المنتخب الوطني وتذهب عنك كل المخاوف ؟
لا، فلا داعي لكل هذا لأنني لا أريد الظهور كثيرا في وسائل الإعلام، خاصة لكي أقول مثل هذه الأمور، لأنه كانت لي الفرصة أكثر من 50 مرة ورفضت ذلك لأنني أحاول أن أكون بسيطا الى أبعد حد ممكن، لا أكثر ولا أقل.
أنت لاعب محترف، وستلعب كأس العالم ومع كل هذا تفضّل أن تبقى بسيطا، كيف ذلك ؟
أريد فقط أن أكون هادئا، وما أريد أن أقوله هو أن في عالم كرة القدم أنا لا أساوي شيئا مقارنة بأولئك اللاعبين الذين سبقوني في الميدان لأنني لاعب محترف وأقوم بواجبي فقط لا أكثر ولا أقل، وعليه فلا أريد أن يتكلموا عني كثيرا خاصة خارج الميدان.
لكن هناك على الأقل 35 مليون جزائري يعرفونك، وعليه فلا يمكن أن تقول أنك لا شيء في عالم كرة القدم، هل من تعليق ؟
الناس يعرفون اسمي فقط لكنهم لا يعرفون من أكون في الحقيقة وحياتي الخاصة، وهو ما أريد أن أقوله في الأصل، لأن الصورة التي يملكونها عني ليست هي نفسها التي أوجد عليها في حقيقة الأمر، لأنني لو أردت أن أجرح أشخاصا لقدمت إلى المنتخب من قبل، ولن أندم على فعلتي تلك، ولكن أنا متأسف فليس من مبادئي القيام بمثل هذه الأمور، وليس باستطاعتي جرح أي طرف مهما كان اسمه، ولكي أوضح أكثر ما أردت فعله من قبل هو أنني أحاول أن أكون صريحا الى أبعد حد ممكن مع كل الأشخاص الذي أعرفهم وسبق لي التحدث معهم في مثل هذا الموضوع على غرار المدرب رابح سعدان أو رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم السيد محمد روراوة لما قدما اليّ هنا وتحدثا معي، ولطالما كنت صريحا معهما ولم يسبق لي أن كذبت على أي طرف منهما ولا أفضّل اللعب بمشاعر الآخرين مثلما سمعته من بعض الأطراف التي أخطأت في حقي كثيرا.
هل يمكن لك أن توضّح لنا أكثر في هذه النقطة بالذات ؟
في بعض الأوقات سمعت أن هناك من اتهمني بعدم اهتمامي بالقدوم الى منتخب بلادي الجزائري وما كان تعطيلي للقدوم إلا عمدا مني لأنهم اتهموني بأنني كنت أنتظر دعوة من المنتخب الفرنسي، وهذا ما ليس له علاقة مع الأمر الواقع لأنهم وصفوني كذلك باللاعب الذي لا يستحق اللعب في منتخب فرنسا، لأنني لا أملك المستوى الذي يسمح لي بذلك، وأنا الذي لم أفكر من قبل في اللعب لفرنسا ولم أفهم كيف تم الحكم علي من طرفهم.
قبل أشهر من الآن سبق لك أن قلت بأنك ستتصل بالمدرب ولم تقم بذلك، لماذا ؟
من قال لك أنني لم أتصل به ؟ فلتتأكد أنني اتصلت به لأكثر من مرة ولم يسبق لنا أبدا أن قطعنا الاتصال فيما بيننا وتربطنا علاقة طيبة والتي يسودها الاحترام المتبادل، ما يؤكد قيمة السيد سعدان الذي أكن له احتراما خاصا لأنه لطالما كان صريحا معي وأنا كذلك.
ومتى ستتصل به ؟
هذه الأمسية أو غدا على أقصى تقدير، إنه وعد مني. (الحوار أجري يوم الجمعة).
-----------
مسلسل انضمامه للخضر عرف آخر فصوله أول أمس
لحسن رسميًا مع الخضر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتظار
عرف مسلسل انضمام مهدي لحسن للمنتخب الوطني آخر فصوله أول أمس بعد أن أعلن اللاعب حصريا ل “الهدّاف” عن قراره بحمل الألوان الوطنية بداية من مباراة صربيا، وما بين رفض لاعب سانتاندار، تردده ثم قبوله استحق مهدي لحسن بامتياز لقب اللاعب الأكثر إثارة للجدل في الجزائر بعد أن تصدرت قضية التحاقه ب “الخضر” اهتمامات الصحافة ووسائل الإعلام...
صحيح أن منتخبنا كانت لديه سوابق كثيرة مع لاعبين من مستواه على غرار براهيم حمداني وعلي بن عربية لكن هذين اللاعبين لم يلقيا نفس الدرجة من الاهتمام الذي حاز عليه لاعب سانتاندار الذي جعل الجميع يعيش على السوسبانس، حيث في كل مرة يقترب من الخضر إلا ويبتعد مجددا، لكن إصرار سعدان على ضمه كان أقوى وعرف كيف يقنعه في الأخير بحمل الألوان الوطنية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتظار.
كافالي طلبه في أوت 2006 ولحسن لم يكن يملك جواز سفر جزائري
ويعود اهتمام المنتخب الوطني بمهدي لحسن إلى أربع سنوات خلت لما كان اللاعب يحمل ألوان نادي ألافيس في الدرجة الثانية الإسبانية، يومها تلقى أول دعوة لحمل الألوان الوطنية من طرف المدرب الوطني السابق جون ميشال كافالي الذي طلب منه الالتحاق بتربص الخضر الذي جرى بفرنسا شهر أوت 2006 في إطار التحضير لمشوار تصفيات كأس إفريقيا 2008، والمباراة الأولى أمام غينيا وهذا إلى جانب أسماء صارت معروفة الآن في المنتخب كشاذلي عمري ورفيق جبور. لحسن وإن كان قد وافق مبدئيا على اللعب للمنتخب إلا أن ذلك لم يكن ممكنا لسبب بسيط وهو أن اللاعب المولود في فرساي الفرنسية لم يكن يحوز جواز سفر جزائري، ولم يكن استخراجه أمرًا هينا، خاصة أن والده كان قد قطع كل علاقة له مع الجزائر منذ مغادرته لها سنة 1961، ولم يكن يملك حتى الجنسية الجزائرية، وحتى الطريقة التي تم بها استدعاء اللاعب لم تكن في المستوى حيث لم يتم إعلام اللاعب مسبقا بأمر الدعوة. عدم تنقل لحسن لتربص الخضر جعل كافالي يصرف عنه النظر نهائيا رغم أنه كان مهتما جدا بضم هذا اللاعب للتشكيلة التي خاض بها تصفيات أمم إفريقيا.
تعاقده مع سانتاندار جلب له اهتمام سعدان
وركّز لحسن في مشواره الكروي وبرز كأحد أفضل اللاعبين مع ناديه ألافيس في الدرجة الثانية الإسبانية، الأمر الذي جعله محط إهتمام نوادي الليغا ليكون من نصيب نادي راسينغ سانتاندار الذي وقّع له صيف 2008، وهو التعاقد الذي لفت إليه إهتمام خليفة كافالي على رأس المنتخب الوطني رابح سعدان الذي تابع باهتمام مباريات لحسن مع ناديه الجديد ليقرر ضمه ل “الخضر” وكان أول اتصال بين سعدان ولحسن في سبتمبر 2009، الرجلان تحدثا هاتفيا وهنا أبدى سعدان رغبته في ضم لحسن لكتيبته التي كانت تستعد لخوض التصفيات المشتركة لكأسي العالم وإفريقيا.
“أريد أن أعرف الجزائر التي سأدافع عن ألوانها”
وقد رحب لحسن بالفكرة وعبّر عن استعداده لحمل الألوان الوطنية لكن طلب بالمقابل بعض الوقت، لأنه لا يعرف الجزائر جيدا، ويريد زيارتها أولا حتى تزداد قناعته باللعب لمنتخبها، وبرغم غرابة رد اللاعب إلا أن سعدان وافق على منح لحسن فرصة التعرف على بلاده أولا قبل تقديم رده النهائي، وكان مقرّرا للحسن أن يقوم بزيارته الأولى للجزائر خلال فترة توقف البطولة، خلال أعياد الميلاد ورأس السنة مع نهاية مرحلة الذهاب هناك، وكان مقرّرا أن يحضر لحسن حفل الكرة الذهبية ل“الهدّاف” في نسخة 2008 التي توج بها صايفي، واستغلال الفرصة من أجل الحديث مع سعدان ومع بقية اللاعبين الذين كانوا مدعوين للحضور.
خسارة راسينغ على أرضه تحرمه من زيارة الجزائر
لكن الزيارة التي كانت مقرّرة لم تتم، السبب هي خسارة نادي راسينغ على أرضه في آخر مباريات مرحلة الذهاب، وهي الخسارة التي كلفت لاعبي النادي عقوبة البقاء والتدرب أربع أيام إضافية قبل أن يتم تسريحهم، العقوبة تلك فوتت على لحسن فرصة زيارة الجزائر ولقاء سعدان، “الشيخ” الذي تفهّم الأمر ولم يفقد الأمل في ضم اللاعب رغم النتائج المقبولة على العموم التي حققها في المباريات الأولى من تصفيات كأس العالم في مرحلتها الأولى.
أفريل 2009.. روراوة، سعدان وصادي في سانتاندار لإقناعه
وصول روراوة لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من جديد خلق دينامكية جديدة في تسيير الاتحادية والمنتخب بوجه خاص، روراوة الذي بقي وفيا لسياسته بتدعيم الخضر بأفضل اللاعبين المغتربين قرّر أن يأخذ على عاتقه حل ملف لحسن، وعلى هذا الأساس تنقل رفقة سعدان ومناجير المنتخب وليد صادي للقاء لحسن شهر أفريل 2009 في سانتاندار وعلى طاولة عشاء بأحد المطاعم الفخمة في المدينة الإسبانية، تحادث الجميع حول التحاق اللاعب السابق لفالانس الفرنسي ب “الخضر”، وكان للحسن نفس الإجابة : “أشكركم على اهتمامكم، اللعب للمنتخب يهمني لكني أريد أن أكتشف الجزائر أولا”، ووعد لحسن بالقيام بالزيارة المرتقبة مع نهاية الموسم أي في شهر جوان.
كان من المفترض أن يدعّم المنتخب مثل مغني في مباراة الأوروغواي
ومرة أخرى لم يلتزم لحسن، ولم يزر الجزائر واستأنف التدريبات مع ناديه وتحول إلى النمسا في تربص تحضيري هناك، لكنه بالمقابل صار مقتنعا أكثر باللعب للمنتخب الوطني، وهو ما أعلنه لمبعوث “الهدّاف” الذي قابله هناك، لكن الإشكال بقي في جواز السفر الجزائري الذي لم يكن يملكه، والذي لم يكن من السهل عليه استخراجه، بسبب تعقيدات كثيرة أهمها كان عدم حيازة والده نفسه للجواز، لهذا تعذّر على لحسن تلبية دعوة سعدان لحضور تربص المنتخب شهر أوت 2009 والمشاركة في مباراة الأوروغواي بجانب مغني الذي كانت بدايته مع المنتخب من خلال تلك المباراة.
صار غير مرغوب فيه بعد التأهل للمونديال
وتدخل روراوة شخصيا لمساعدة لحسن على استخراج جواز سفره الجزائري وتنقل بنفسه لباريس والتقى والد اللاعب وسهل له كل الإجراءات، وتم الأمر بالفعل، لكن هذا كان بعد أن كان المنتخب يتأهب لخوض المباراة الأخيرة من التصفيات أمام المنتخب المصري، وهنا وجد لحسن نفسه أمام معضلة جديدة وهي إمكانية رفضه من طرف عناصر المنتخب الوطني الذين خاضوا كامل مشوار التصفيات ولم يكونوا متحمّسين له بعد أن بدا لهم أن اللاعب لم يقبل بالدفاع عن الألوان الوطنية حتى بعد أن تأهل الخضر للمونديال، مخاوف اللاعب في أن يرفض من طرف اللاعبين تجسدت من خلال التصريحات المختلفة لعنتر يحيى، زياني وبوڤرة الذين عبّروا عن عدم تحمّسهم لوجوده معهم في الفترة المقبلة.
“لا أريد أخذ مكان أي لاعب”
وجاء رد فعل لحسن على تصريحات اللاعبين سريعا فأعلن رفضه أخذ مكانة أحد اللاعبين الذين كافحوا وثابروا طيلة مشوار المونديال، وصرّح يومها “للهدّاف” أنه يفضل تأجيل التحاقه بالمنتخب لما بعد المونديال المقبل، لكن روراوة رفض وتدخل لدى اللاعبين المعارضين وخاطبهم بلهجة شديدة وجعلهم يراجعون موقفهم، وهو ما ترجمته تصريحاتهم عبر الصحافة التي ترحب بلحسن لكن هذا الأخير بقي متخوفا وهو ما جعله يرفض دعوة جديدة من المدرب الوطني للمشاركة مع الخضر في كأس إفريقيا وتحجج بانتظار زوجته مولودا جديدا خلال الفترة التي تلعب في “الكان” في أنغولا، وهو المبرر الذي اتضح عدم صحته لاحقا ما دام أن زوجة لحسن لم تضع مولودها سوى خلال الأيام القليلة الماضية.
لحسن في المنتخب بمساهمة من “الهدّاف”
ولم يكن لتألق حسان يبدة كلاعب ارتكاز على أعلى مستوى خلال نهائيات أنغولا الأخيرة ليرضي سعدان وروراوة اللذين لم يفقدا الأمل في إقناع اللاعب بالالتحاق بالخضر وتدعيم الصفوف الجزائرية قبل المونديال، وبمساهمة من “الهدّاف” التي أوفدت صحفيّها من أجل هذا الهدف النبيل لخدمة المنتخب الجزائري إلى سانتاندار وهو الذي ربط الاتصال مجددا بين لحسن وسعدان والذي لم يترك اللاعب حتى حصل على موافقته النهائية ووعدًا صريحًا بتلبية دعوة المنتخب وحضور مباراة صربيا، ليضع حدا نهائيا لمسلسل دام أكثر من ثلاث سنوات.
سيواجه مالاڤا، برشلونة وألميريا قبل الوصول إلى الجزائر
وقبل أن يصل إلى الجزائر يوم الفاتح مارس المقبل، سيكون مهدي لحسن ملزما بخوض ثلاث مباريات قوية في “الليڤا” الإسبانية، الأولى ستجري مساء اليوم لما يستقبل نادي مالاڤا على أرضه قبل تنقل محفوف بالمخاطر يقوده إلى “الكامب نو“ في 17 فيفري المقبل لمواجهة متصدر الدوري الإسباني “البارصا”. وهي فرصة أخرى للجمهور الجزائري لمتابعة النجم القادم لمنتخب بلادهم والوقوف على مستواه أمام أفضل نجوم الكرة في العالم، والمباراة الثالثة ستكون أمام نادي ألميريا يوم 28 فيفري المقبل. والأكيد أن الراسينغ الذي يصارع من أجل البقاء يكون قد ضمن تشجيع 35 مليون جزائري بعد أن وافق مهدي لحسن على حمل الألوان الوطنية.
الموقع الرسمي لراسينغ سانتاندير يؤكد انضمام لحسن إلى “الخضر“
أكد الموقع الرسمي لنادي راسينغ سانتاندير الخبر الذي انفردت به “الهدّاف“ في عدد أمس حول قبول اللاعب مهدي لحسن أخيرا دعوة المنتخب الوطني، وتنقله إلى الجزائر مطلع الشهر الجاري للمشاركة في التربص الذي يخوضه منتخبنا ويختتم بالمباراة الودية أمام منتخب صربيا يوم الثالث مارس المقبل. وقد تصدر الخبر الموقع الرسمي للنادي ونقرأ فيه: “الطاقم الفني الجزائري يوجه الدعوة لمهدي لحسن والذي سيتنقل إلى الجزائر للمشاركة مع منتخبها في مباراة ودية أمام منتخب صربيا يوم الثالث م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.