كشف عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، أن القذافي طلب وساطة فرنسا وجنوب أفريقيا من أجل التوصل لحل سياسي بخصوص الأزمة الليبية، ونفى أن يكون المجلس أجرى اتصالات مباشرة مع نظام القذافي. وجدد غوقة تأكيده، أن المجلس لن يتعامل مع أي مبادرة أو حل لا يقضي بخروج القذافي وأبنائه من ليبيا. وكان مسؤول التنسيق الإعلامي بالمجلس الوطني الانتقالي محمود شمام قد صرح بأن هناك عرضا من دولة أوروبية ببقاء القذافي داخل ليبيا تحت حراسة دولية بعد تنحيه. وكان القذافي قد أفرج عن العشرات من أنصار المعارضة، وسمح لهم بالعودة بحراً إلى بنغازي، في خطوة رأى بعض المعارضين أنها قد تشير لبدء محادثات أوسع بين الجانبين. وفي تبادل للأسرى توسط فيه الصليب الأحمر الدولي، رست سفينة تقل نحو خمسين رجلا احتجزتهم قوات القذافي بغرب ليبيا بميناء بنغازي ومعهم مئات من النازحين. يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك في مصراتة غربي ليبيا وسط إعلان الثوار سيطرتهم عليها وتكبيد كتائب القذافي خسائر كبيرة، فيما واصلت الكتائب قصف أطراف المدينة. وأفاد مصادر، بأن ما لا يقل عن ثلاثمائة من ثوار زليتن التحقوا بثوار مصراتة للمشاركة بالمواجهات ضد الكتائب. وفي المقابل، واصلت الكتائب قصفَها لعدد من المناطق بصواريخ غراد على مدينة نالوت وككلة بعد أيام من الهدوء إثر سيطرة الثوار عليها. من ناحية أخرى، نفى حلف شمال الأطلسي ماتردد بشأن مقتل 15 مدنياً جراء هجومين نفذتهما طائراته على مدينة البريقة الساحلية التي تبعد 200 كلم غربي مدينة بنغازي، فيما كشفت مصادر عن طلب القذافي التوسط لإنهاء الأزمة. وكان التلفزيون الليبي الرسمي قد أعلن مقتل عشرين شخصا وإصابة أكثر من عشرين في هجومين للناتو، قال إنهما استهدفا مطعماً ومخبراً بالبريقة. وقال مسؤول بالناتو: "لا مؤشرات لدينا عن أي خسائر في صفوف المدنيين لها صلة بهذين الهجومين"، وأكد أن المعلومات المتوفرة لديهم تؤكد أن قوات القذافي كانت تشغل المباني التي استهدفها القصف، وتستخدمها بتوجيه الهجمات ضد المدنيين حول أجدابيا. وأضاف "خلافا لما تفعله قوات القذافي فإننا نذهب إلى مدى بعيد جداً لتقليل احتمال وقوع أي خسائر في صفوف المدنيين".