في حين تحدثت مصادر في المجلس الانتقالي الليبي عن قبولها ببقاء العقيد الليبي في طرابلس بعد رحيله عن الحكم. ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤول في الأمن القومي الأمريكي قوله إن المخابرات الأمريكية لديها مؤشرات تدل على أن القذافي يفكر بمغادرة العاصمة طرابلس لأنها لم تعد مكانا آمنا في ظل استمرار الغارات التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو). بيد أن المسؤول الأمريكي -بحسب الصحيفة - استبعد أن يتم هذا الأمر في القريب العاجل أو أن القذافي ينوي مغادرة البلاد كليا. يشار إلى أن للعقيد الليبي العديد من المنازل والمرافق داخل العاصمة وخارجها التي يمكن أن يلجأ إليها بعيدا عن مقره الحالي في باب العزيزية المستهدف بشكل واضح من قبل الغارات الجوية. وكان وزير الخارجية الليبي السابق، عبد الرحمن شلقم، قد توقع رحيل القذافي عن الحكم خلال أسابيع. وأعرب شلقم - في تصريحات نشرتها صحيفة ”كوريري ديلا سيرا” الإيطالية - عن اعتقاده بأن القذافي يتفاوض للجوء إما لدولة إفريقية وإما لروسيا البيضاء، ويتعمد المناورة والمماطلة لثلاثة أسباب رئيسية وهي أن يترك البلاد ويأخذ الأموال وينال الحصانة من المحكمة الجنائية الدولية. وفي نفس السياق، كشف المسؤول الإعلامي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود شمام، أن مفاوضات غير مباشرة تجرى حاليا مع مقربين من القذافي لإقناعه بترك السلطة مقابل السماح له بالعيش بسلام في مسقط رأسه في جنوبي ليبيا. ونقلت صحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية عن شمام قوله إن على القذافي وأسرته أن يوافقوا أولا على ترك السلطة وعدم المشاركة في أي حكومة يشكلها المجلس الانتقالي مستقبلا، لافتا إلى أن الاتصالات تتواصل عن طريق وسطاء وأن بعضها جرى في جنوب إفريقيا وبعضها في فرنسا. وشدد شمام على أن شروط المعارضة لم تتغير بضرورة تنحي القذافي وعائلته عن الحكم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المجلس الانتقالي لا يمانع مغادرة العقيد إلى إحدى الواحات في الجنوب الليبي تحت رقابة دولية. بيد أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، نفيه القاطع لصحة المعلومات التي تحدث عنها شمام بشأن اتصالات تجرى بشكل مباشر أو غير مباشر مع القذافي. من جهته، لم يتحدث الزعيم الليبي معمر القذافي عن نيته الرحيل أو ترك ليبيا وأصر على مواصلة مساره ودعا مجلس الأمن الى عقد جلسة طارئة لوقف ما سماه ”الهجوم الهمجي” الذي يشنه حلف شمال الأطلسي (الناتو) على بلاده، واصفا الحلف بالكفر، ومتعهدا بمحاربته حتى يوم القيامة. ونقلت وكالة أنباء الجماهيرية عن القذافي قوله في كلمة مسجلة وجهها الى الليبيين في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، إن على مجلس الأمن عقد ”جلسة طارئة، وإصدار الأمر للطغاة أن يرتدعوا، وإذا عجز مجلس الأمن، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة، وتوقف هذا الهجوم الهمجي”.