مع بلوغ مليون وفاة بسبب الفيروس كيف يقارَن كورونا بأمراض أخرى خطيرة؟ عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن فيروس كورونا بات وباء في 11 مارس أصبح المرض الثاني فقط في القرن الحادي والعشرين الذي يكتسب هذا الوضع الخطير. وفي ذلك الوقت كان هناك ما يزيد قليلا عن 100 ألف حالة وأقل من 5000 وفاة في جميع أنحاء العالم ولكن خارج الصين ظل انتشاره دون رادع إلى حد كبير. وفي غضون ثلاثة أشهر تجاوزت وفيات كوفيد-19 ما يقارب 360 ألفا أودت بحياتهم إنفلونزا الخنازير H1N1 عام 2009 وهو المرض الأول في العشرين عاما الماضية الذي صنفته منظمة الصحة العالمية على أنه جائحة. وبعد أكثر من ثمانية أشهر بقليل من تسجيل أول حالة وفاة تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المليون الآن. وكان هناك عدد وفيات بسبب فيروس كورونا خلال الأشهر الثمانية الماضية أكثر من جميع حالات تفشي الأمراض الكبيرة الأخرى منذ مطلع القرن مجتمعة. وبالمقارنة مع الأوبئة الأخرى التي ظهرت في القرن العشرين ما تزال الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 جزءا صغيرا من تلك الناتجة عن الإنفلونزا الإسبانية ووباء الإيدز. ومنذ عام 2017 انخفضت الوفيات العالمية بسبب الإيدز إلى أقل من مليون شخص سنويا ولكن في ذروتها في 2005-2006 كان هناك حوالي مليوني حالة وفاة بسبب الفيروس. ولا يعطي معدل وفيات فيروس كورونا الحالي أي مؤشر على التباطؤ مع بقائه ثابتا نسبيا منذ أفريل. وبالمعدل الحالي من غير المرجح أن تتجاوز وفيات فيروس كورونا ذروة الوفيات السنوية لوباء الإيدز. وبينما تستمر الوفيات العالمية في الارتفاع بشكل مضطرد تتسارع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في أكثر من 70 دولة حول العالم. وتقع غالبية هذه البلدان في نصف الكرة الشمالي حيث يخشى الخبراء أن تؤدي برودة الطقس إلى المزيد من الوفيات. وحذر الدكتور مايك رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية يوم الجمعة من أن مثل هذه الظروف تعني أن احتمال وفاة مليوني شخص بفيروس كورونا ليس مستحيلا . وقال: السؤال الحقيقي هو: هل نحن جاهزون بشكل جماعي لعمل ما يلزم لتجنب هذا الرقم؟ حان وقت العمل الآن على كل جانب من جوانب هذا النهج الاستراتيجي. ليس فقط الاختبار والتتبع أو الرعاية السريرية فقط أو التباعد الاجتماعي أو النظافة أو الأقنعة بل جميعها معا. وما لم نفعل كل شيء فإن مليوني حالة وفاة لا يمكن تخيلها فحسب بل قد تصبح واقعا للأسف .