يعتبر الشعور بالدونية أو الإحساس بالنقص من بين أكثر المشكلات النفسية التي تؤثّر سلباً على سلوك الطفل وتتسبّب في انعزاله عن أقرانه. وفي هذا الإطار تفيد دراسة سيكولوجية صادرة حديثاً عن الجمعية العالمية لرعاية الأسرة والطفل أن الشعور بالدونية لدى الأطفال هو النقيض للشعور بالتميّز والتفوّق المبالغ فيه وكلاهما حالة نفسية غير سوية تصيب الطفل في مرحلته المبكرة وتظهر بوضوح في سن المدرسة. وتعزو الأمر إلى أن زيادة شعور الطفل بتميّزه عن أقرانه في قدراته العقلية أو الجسدية أو الاقتصادية أو الاجتماعية تؤدّي إلى إصابته بالغرور والعظمة فيما أن الشعور بالنقص والدونية يأتي على النقيض تماماً إذ يشمل مجموعة من المشاعر والأحاسيس المركّبة والسلبية التي تلازم الطفل وتشعره بنقص عام في شخصيته نتيجة أسباب نفسية أو جسدية أو عقلية. وفي كلتا الحالتين يشعر الطفل بضرورة ابتعاده عن محيطه وبقائه وحده. خطوات سلوكية مساندة يؤكد علماء النفس في الجمعية العالمية لتعليم الصغار أن هناك العديد من النصائح السلوكية التي تساند خلالها الأم صغيرها وتدفعه إلى التخلّي عن شعوره بالدونية وتعزيز شعوره بذاته أبرزها: - اجعلي من عقدة النقص لدى طفلك نقطة انطلاق جديدة. وفي هذا الإطار يؤكد علماء النفس أن الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية أو جسدية يستطيعون إيجاد بدائل أخرى تعوّض لهم هذا النقص وترفع من شأنهم أمام الآخرين فنلاحظ مثلاً العديد من الأطفال المكفوفين يجيدون العزف على بعض الآلات الموسيقية بشكل أفضل من أقرانهم المبصرين كما نجد بعض الأطفال المعوقين يحصلون على جوائز ومراكز متقدّمة في المسابقات الرياضية والثقافية. - انزعي الخوف من نفس طفلك وعزّزي مواطن القوة في شخصيته إذ يرى علماء النفس أن التكوين النفسي للطفل يتشكّل منذ أيامه الأولى بعد الولادة ويستمر معه لباقي مراحل حياته فضلاً عن أنه في أعوامه الأولى يختبر درجة التجاذب الوجداني مع من حوله من خلال أمه التي تمثّل نقطة تواصله مع العالم الخارجي. - تجنّبي توبيخ الطفل بشكل قاس ينقص من قدره ويؤثر على شخصيته أمام أقرانه أو أفراد عائلته حيث تفيد الدراسات السلوكية أن غالبية الأطفال الذين يعانون من نقص الثقة بالنفس وتدني الذات يتعرّضون أكثر من غيرهم إلى التوبيخ والعقاب بصورة تشعرهم بالدونية وضعف الشخصية. - لاحظي علامات بدء نشوء الشعور بالدونية في شخصية طفلك وسارعي بتعزيز المشاعر الإيجابية في نفس طفلك. ومن بين أبرز هذه العلامات: - التردّد: يعتبر التردّد مؤشراً قوياً على ضعف الثقة بالنفس وتدني الذات الناتجين عن خوف الطفل من التحدّث أو الخطأ أمام الآخرين. لذا يجدر بالأم تشجيع طفلها على أن يقول أو يفعل ما يريده بدون خوف أو تردّد الأمر الذي يقصي لديه الشعور بالنقص بمرور الوقت. - الخجل: يعدّ الخجل دلالة أساسية على شعور الطفل بالنقص واعتقاده بأنه لا يستطيع الانخراط مع من حوله بشكل سليم الأمر الذي يدفعه إلى الانكماش والانطواء. - عدم القدرة على التفكير المستقل: يؤكد علماء النفس أن الشعور بالدونية يعيق استقلالية الطفل في تكوين شخصيته أو تحديد مسار تفكيره بسبب إيمانه بأنه غير قادر على التحكّم في الأمور من حوله بشكل صحيح. - قومي بتوفير الهدوء والراحة النفسية للطفل من خلال إشاعة أجواء هادئة ومستقرّة في المنزل وتجنّب المشاحنات والمنازعات أمام الطفل. - عزّزي شعور طفلك بأن قيمته في شخصيته وليس في ما يمتلكه من أجهزة وألعاب إلكترونية ويؤكد العلماء في هذا الإطار أن هذه الطريقة تساعد في نمو الطفل النفسي بشكل سليم.