المشاركة والاختيار وإبداء الرأي لتخليصه من المشكلة نقص الثقة بالنفس لدى الطفل.. خجل وتبعية يواجه الأطفال الذين يعانون نقص الثقة بالنفس مشكلات كثيرة ومتاعب مختلفة تنعكس لاحقاً على سلوكهم بالتكبر والغطرسة والانطوائية والاكتئاب والعدوانية وازعاج الآخرين من خلال اختلاق الفتن والأقاويل والتقليل من نجاحات غيرهم إضافة الى الاستهتار والكذب فتراهم يسردون قصصاً وهمية لأعمال وبطولات ينسبونها لأنفسهم للفت الأنظار إليهم بل ينسبون إلى أنفسهم أشياء قد تكون خاصة بغيرهم. ت. يوسف الطفل الخجول غالباً يتجنب الآخرين ويميل الى الوحدة ويعزف عن المشاركة لأنه خائف ومتردد وضعيف الثقة بنفسه ويخشى ردود فعل الأطفال الآخرين ويكون صوته منخفضاً وعندما يتحدث إليه شخص غريب يحمر وجهه ويلتزم الصمت ويقول علماء التربية إن الخجل يبدأ عند الأطفال بين سن الثانية والثالثة ويستمر عند بعض الأطفال حتى سن المدرسة وقد يختفي لاحقاً أو يستمر. هاجس الانتقاد ومن أهم أسباب الخجل عند الأطفال الانتقاد الذي يسيئون فهمه ويعتقدون انه توبيخ أو هجوم موجه اليهم بينما هو في الحقيقة لتوضيح كيفية تأدية عمل ما أو نهج سلوك ما على نحو افضل. وهناك الشعور بالنقص بسبب وجود عاهات جسدية مثل العرج او طول الأنف أوالسمنة اوانتشار الحبوب والبثور والبقع في وجهه أو بسبب كثرة ما يسمعه من أهله وأقاربه من انه دميم الخلقة ويتأكد ذلك عندما يقارن نفسه بإخوته اواصدقائه وقد تتكون مشاعر النقص تلك بفعل الفقر وبسبب انخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة الذي يؤدي الى عجز الطفل عن مجاراة اصدقائه فيشعر بالنقص وثمة سبب ثالث هو التأخر الدراسي إذ يؤدي تدني مستوى الطفل الدراسي مقارنة بمن هم في مثل سنه الى شعوره القوي بالخجل. افتقاد الأمان لا يميل الطفل الذي يفتقد الشعور بالأمن والطمأنينة الى الاختلاط مع غيره إما لقلقه الشديد وإما لفقده الثقة بالغير وخوفه منهم فهم بالنسبه له مصدر تهديد فانتقادهم له يسبب له الخوف ويذكرونه بعيوبه ونقاط ضعفه وكل ما يشعره بخجله وتنتاب الطفل هذه المشاعرمع الكبار خصوصاً لأنه يخشى نقدهم وسخريتهم خصوصاً الوالدين. التبعية فمع شعور الطفل المتنامي بالاستقلال والتكريس الدائم لتبعيته للكبار وفرض الرقابة الشديدة وعدم تحميله اي مسؤولية يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال واتخاذ القرارات المتعلقة به مثل لون الملابس ويدخل في هذا الإطار كثرة حديث الوالدين نيابة عنه وعدم الاهتمام بأخذ رأيه وعدم السماح له بإبدائه. التجريح يبالغ بعض الأباء والأمهات في طلب الكمال في كل شيء في أطفالهم في المشي والأكل والدراسة ويغفلون عن السلوكيات التي يتعلمها الطفل بالتدريج من إخوته واخواته في البيت ومن اقرانه في الحارة والمدرسة. وتقول دراسة إن التوبيخ والتجريج يدخلان في نطاق العقاب ولا يقلان خطورة على نفسية الطفل من العقاب الجسدي وذلك له أعمق الأثر في نفسية الطفل ويجعله اكثر ميلاً نحو المزيد من السلوك العدواني والانحراف. الأسرة يتعين تشجيع السلوكيات الجيدة واعتبار تلك السيئة طبيعية تدخل في اطار المسار التعليمي للطفل لكن من غير تجاهل تنبيهه إليها كما أشارت دراسة حديثة في الشخصية وعلم نفس النمو الى : أن توافق الإنسان في مرحلتي المراهقة والرشد مرتبط الى حد كبير بتوافقه في الطفولة فمعظم المراهقين والراشدين المنسجمين مع انفسهم ومجتمعهم بشكل حسن كانوا طبيعيين وأقرب الى السعادة في طفولتهم ولا يثيرون المشكلات في صغرهم بينما كان معظم المراهقين والراشدين سيّئي التوافق تعساء في طفولتهم كثيري المشكلات في صغرهم. ويدرك الأطفال الذين يفتقرون الى الثقة بالنفس ان الآخرين لا يحبونهم ويرون افعالهم خاطئة وسيئة ويعتبرونهم اقل منهم ومن الخطأ أن يعقد الوالدان أو الكبار المقارنات بين طفل وآخر لأنها غالباً ما تؤدي إلى عواقب وخيمة ونتائج سيئة حيث تسبب تثبيط همته ولابد لنا من إدراك أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال فلكل طفل شخصيته وقدراته وإن كان ولابد من المقارنات فينبغي أن تكون الموازنة بين أعمال وسلوكيات الطفل نفسه فمثلاً اذا قام بعمل حسن في يوم ما نبرز له إيجابياته وسلبياته اذا كان سيئًا.