يمكن للخجل أن يكون سببًا في العديد من المشاكل النفسية الخطيرة، لا بدَّ أن المراهق الخجول كان من قبل طفلًا خجولًا، يخشى المراهق المنطوي على ذاته التواصل مع الخارج، خوفًا من التعرض للسخرية، لذلك فإنه يحمر وجهه ما أن يصبح موضوع الحديث، ويبدأ بالتلعثم ما أن يبدأ الكلام، ولا يعبر عن رغباته إلا نادرًا، فالخجل يفصل المراهق ويبعده عن الحياة الاجتماعية. فإن الأبناء الذين يخالطون غيرهم، ويجتمعون معهم يكونوا أقل خجلًا من الأبناء الذين لا يخالطون ولا يجتمعون. يشكل الخجل مشكله تكاد تكون من أهم المشاكل التي تواجه الشباب في الحياة ، ولها تأثيراً سلبياً على مسيرتهم إثناء الدراسة وبعدها. فجيل الشباب المراهق يعاني في كثير من الأحيان أثناء مرحلة النضوج من الكبح النفسي والعصبية الزائدة التي توجد فجوه بين المراهق والاخرين وتجعله يواجه صعوبة في الاندماج بالمجتمع . تعتبر فترة الخجل ممر صعب يسلكه معظم المراهقين.. وله أثار سلبيه لما يترتب عليه من صعوبات في التواصل مع الآخرين وعدم تقبل النصح سواء كان في المدرسة او البيت فتجد الشخص الخجول في معظم الأحيان منطويا على نفسه، ويبتعد عن حضور المناسبات الاجتماعية بالرغم انه في المنزل وبين أهله يكون شخصا طبيعيا .. والخجل نابع في معظم الأحيان من عدم الثقة بالنفس ..وقد يستمر الى ما بعد سن المراهقة "الرشد" كما انه قد يمتد الى فترات طويلة ..وبهذه الحالة اذا استمر عنها يكون الأثر سلبي فيتعرض الشخص الخجول لمشاكل كثيرة من أهمها صعوبة التواصل مع الآخرين. وتتلخص أسباب الخجل بما يلي : 1- شعور المراهق بعدم الأمن، فيبتعد عن الحديث أمام الآخرين، وتنقصه روح المغامرة، والثقة في النفس، وعدم ممارسته للمهارات الاجتماعية، إما لفقدانه الثقة بالآخرين وخوفه منهم، وإما لقلقه الشديد من سخريتهم منه. 2- خوف الوالدين الزائد على ابنهم المراهق واستمرار مراقبتهم لتصرفاته، من اجل حمايته. وهمال الوالدين الزائد بأبنائهم، يؤدي إلى شعورهم بالدونية، وإلى خوف مستمر من الآخرين، كما أن التشدّد في معاملة المراهق، والإكثار من زجره وتوبيخه ونقده لأتفه الأسباب، ينتج عنها الخجل من التواصل مع الآخرين. 3- الخلافات بين الوالدين تؤدي الى الشعور بالخوف لدى المراهق وتجعله يشعر بعدم الأمان مما يؤثر في نفسيته ويؤدي إلى الانطواء ويكون خجولاً. 4- اعتقاد البعض من المراهقين بأنهم خجولون ولا يثقون بأي مديح يوجه إليهم حتى ولو كان حقيقياً، لذا تجدهم يتجنبون التواصل مع الآخرين حتى لا يتعرضون للإحراج. 5- فرض الرقابة الشديدة على المراهق، وجعل المراهق تابعاً للكبار مما يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال واتخاذ القرارات التي تخصه. 6- شعور المراهق بالنقص الذي يعتبر من أقوى مسببات الخجل، ويتولد هذا الشعور عاهات جسمية عنده ، قد تعود مشاعر النقص عنده. 7- التأخر في الدراسة من الأمور الجوهرية التي تشعر المراهق بالخجل وأنه أقل من مستوى زملائه. 8- الصفات الوراثية ففي بعض الأحيان يكون للآباء الخجولين أبناء خجولون والعكس ليس صحيحاً، إذ إن الأبناء يقلدون آباءهم في الخجل وخاصة عندما يعزز الآباء هذا السلوك لدى أبنائهم.