** أنا متزوجة مند ما يقارب العشر سنوات من زوج طيب ومعروف بأخلاقه الحميدة وبرِّه بوالديه. حياتي معه طيبة والحمد لله.. مشكلتنا سويًّا هي كره أخته الصغرى لي، وهي متزوجة ولها أبناء، وكانت لديها بعض المشاكل مع زوجها وأهله قبل أن نتزوج، لكن الآن لا أعرف إن كانت لديها مشاكل أم لا؛ لأنها شديدة التكتم على مثل هذه الأمور، فهي تكرهني ولا أدري ماذا فعلت لها، فهي لا تكلمني مند زواجي بأخيها إلا نادراً؛ وذلك لأني اشترطت منزلاً مستقلاً كوني ملتزمة، وزوجي وافق على طلبي ولله الحمد، لكنها ظلت تحرض أمها وأخواتها ضدي، وكثيراً ما تحدث المشاكل بين الأسرة بسببها؛ فهي شديدة الغيرة مع أنني في البدء كنت ألطف كلامي معها لكنها لا تعيرني أدنى اهتمام مما يجعلني أحس بأني رخيصة ولا قيمة عندي، فأقاطعها أياماً لكن سرعان ما تتوسط حماتي بيننا؛ فأرجع لها ولكنها تعاود الكرة وتؤلب كل من حولها ضدي حتى والدها، فتهمش وجودي، وتثير غضبي، وفي كثير من المرات أرد عليها، وأحياناً لا أرد. تعبت نفسيتي وكرهتها من كل قلبي، جربت معها الهدايا لكن سرعان ما تنسب الفضل لأخيها، جرحتني في كرامتي واتهمتني زوراً أني طردت أمها من بيتي، وطعنتني في شرفي وأنا الطاهرة العفيفة. حماتي تقول لي: داريها، وأنا من خجلي من حماتي أفعل كل شيء، لكن حماتي لا تقول لابنتها كما تقول لي.. حتى زوجي لم يسلم من لسانها فطبعها صعب للغاية، تكرهني وتكره أولادي ناهيك عن كرهها لأمي وأخواتي مع أنهن لم يؤذينها بل كن يكرمنها عند مجيئها عندنا، حتى أبي لم يسلم من لسانها وأذيتها. فهل أعاديها أم أتجاهلها؟ أرجوكم أرشدوني. * بارك الله بك يا ابنتي فأنت امرأة تحب بيتها وزوجها وتسعى دوما للاستقرار.. محاولاتك واحتواؤك لأخت زوجك أسأل الله أن يأجرك عليها فاحتسبي ما فات عند الملك العادل الذي نفى الظلم عن نفسه وجعله بين عباده محرما. لقد ابتلاك الله بهذه المرأة، فأرجو أن لا تحُبطي عملك. رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صبر وشكر الله على إيذاء قريش له، ولولا صبره ودفعه للإيذاء بالتي هي أحسن لما وصل الإسلامُ إلينا وانتشر في الأرض. لقد كان صبرُك سنين مع تعدد أنواع الأساليب التي اتخذتيها مع هذه المرأة تذكّر بقول الله تعالى: " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا".. إن كل صغيرة وكبيرة عند الله مكتوبة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب فينبئكم بما كنتم تعملون" طوبى لك يا ابنتي في هذا اليوم، طوبى لك ستكونين -بإذن الله- سعيدة جدا "يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" لن أقول لك اصبري فقد تعودت الصبر، ولكن سأنصحك ب: • احتسبي الأجر عند الله بصبرك على أذاها. • لا تقاطعيها بل تجاهليها، ولا تشتكي لزوجك أو أم زوجك؛ حتى لا تصلها معاناتك فتزيد عليك. • تجاهليها بعدم النظر إليها.. فإن انصرفت عنك انصرفي عنها. • بادريها بالسلام والوصل بالمناسبات ولا تحتكي بها. • لا تجلسي مقابل لها في الاجتماعات، ولا تعقبي على كلامها.. اصمتي إلا إذا كان قولا يغضب الله، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب إلا لله. • لا تُظهري النعم التي أنعمها الله عليك أمامها. • الدعاء الدعاء الدعاء أن يهديها الله ويكفيك شرها. • قولي: اللهم اكفني إياها بما شئت.. لا تدعي عليها بالشر حتى لا تندمي. • لا تتدخلي بينها وبين أبنائك فهي عمتهم ورحمهم: اطلبي منهم أن يحسنوا لها ويحترموها، ولا يستفزوها، كذلك أن لا يحتكوا بأبنائها.. أريد أن لا تسمع أو ترى على أبنائك نعمة قد تحسدهم عليها أو تزداد غيظا. أخيرا صبرك على نار الحسد والبغض يحرقها فلا تجعليه يحرقك. استعيني بالله ولا تعجزي. وفقك الله يا ابنتي.