في الذكرى ال60 لصدور قرار 1514 للأمم المتحدة: الجزائر تتمسك بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير جددت الجزائر أمس الإثنين التأكيد على تضامنها مع حق الشعب الصحراوي وجميع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي في تقرير المصير في كنف الشرعية الدولية وذلك بمناسبة الاحتفالات بالذكرى ال60 لصدور قرار 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة المتضمن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة حسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية. وأوضحت الوزارة أن الجزائر التي جعل منها تاريخها الكفاحي المجيد في سبيل انتزاع الاستقلال فاعلا أساسيا في حركة تحرير الشعوب تعرب مجددا عن تضامنها مع جميع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي تصبو إلى ممارسة حق تقرير المصير في كنف الشرعية والحرية والنزاهة المكفولة دوليا فإنها تؤكد رفضها القاطع للفكر الاستعماري وقناعتها الراسخة بأن استكمال تصفية الاستعمار أمر حتمي في جميع أرجاء العالم . وأعادت وزارة الخارجية التأكيد على حق الصحراء الغربية آخر بقايا الاستعمار في القارة الإفريقية أن تتطلع إلى دعم أقوى من قبل المجتمع الدولي وإلى اتخاذه إجراءات أكثر حزما لاستكمال مسار تصفية الاستعمار وهي التي تشهد تصعيدا مقلقا للتوترات المسلحة هذا إلى جانب مواجهتها للمحاولات اليائسة لعقد مقايضات مخزية على حساب التطلعات والحقوق المشروعة للشعب الصحراوي . وقالت الوزارة أن الاحتفال بالذكرى الستين لصدور القرار 1514 المتضمن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء منظمة الأممالمتحدة يتيح فرصة لتقييم المنجزات المحققة في مجال تصفية الاستعمار وإدراك حجم التحديات المتبقية لاستكمال هذه المهمة في جميع أنحاء العالم . كما يشكل الاحتفال - يضيف البيان - فرصة لاستذكار التضحيات التي بذلتها الشعوب المستعمرة من أجل الاعتراف بحقها في تقرير المصير والاستقلال بما في ذلك تلك التضحيات التي قدمها شعبنا الجزائري المقدام من بينها مظاهرات 11 ديسمبر 1960 السلمية التي كان لها الفضل في تعجيل صدور القرار 1514 . وأضافت وزارة الخارجية أن هذه الذكرى تعد أيضا سانحة لاستذكار الدور التاريخي والمساهمة الكبيرة لمنظمة الأممالمتحدة في تحرير العديد من الشعوب في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ولفت البيان إلى أنه في حين يوشك العقد الدولي الثالث للقضاء على الاستعمار (2011-2020) على الانتهاء فإن منظمة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي ككل مطالب بتحمل مسؤوليته إزاء التأخر الهائل المتراكم في استكمال عملية تصفية الاستعمار في سبعة عشر إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي مسجلين على قائمة لجنة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بتصفية الاستعمار . لزهاري: وجود مس خارق بحقوق الإنسان رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري أمس الإثنين أن وجود مستعمرات في العالم تهديد للأمن والسلم الدوليين ومس خارق لحقوق الإنسان مشددا على ضرورة التسريع في تنفيذ توصية الاممالمتحدة رقم 1514 لتصفية كل أشكال الاستعمار ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير. وقال لزهاري في ندوة صحفية نظمها مجلس حقوق الإنسان بالشراكة مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال60 لتبني الأممالمتحدة إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والذي تم اعتماده على شكل قرار رقم 1514 أن الثورة الجزائرية كانت من أهم أسباب التسريع في اعتماد هذه التوصية الهامة التي تم المصادقة عليها ب89 صوتا مقابل حوالي 10 دول امتنعت عن التصويت واغلبهم من الدول المٌستعمرة . وأوضح ذات المسؤول في الندوة التي حضرها السفير الصحراوي بالجزائر ومجموعة من الخبراء في القانون الدولي أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة أن وجود وضعيات استعمار هو تهديد للسلم والأمن الدوليين ومس خارق بحقوق الإنسان وحرياته ما يستوجب -حسبه- تصفية كل أشكال الاستعمار لافتا إلى أن هذه التوصية أصبحت قاعدة آمرة في القانون الدولي طبقا للمادة 53 من معاهدة فيينا لعام 1989 .