جني الزيتون عبر القرى والمداشر عادات متوارثة.. وتكافل اجتماعي تعيش كثير من القرى والمداشر عبر ربوع الوطن على وقع عملية جني الزيتون التي ترافقها عادات وتقاليد اجتماعية محضة تُبرز مظاهر التكافل الاجتماعي والتمسك بالتراث العريق بحيث تختلف الوجهات عبر مناطق الوطن من تيزي وزو إلى برج بوعريريج ومن جيجل إلى بجاية إلا أن الأجواء واحدة تُبرز العادة العريقة. نسيمة خباجة الزيتون ثروة تزخر بها الكثير من مناطقنا الشاسعة وهو المادة الأولية في إنتاج زيت الزيتون ويرتقب خلال هذه السنة إنتاج 100 مليون لتر من زيت الزيتون في جميع أنحاء الوطن خلال حملة جني الزيتون 2019 -2020 التي أعطيت إشارة انطلاقها منذ حوالي شهر من تيزي وزو من طرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري شريف عماري. عادات وتكافل جرى العرف ولا يزال في بعض قرى الجزائر وخاصة في منطقة القبائل أن يعلن عن انطلاق موسم جني الزيتون من طرف أعيان القرية إذ يبادر القرويون بشراء أغنام وذبحها على أن تطبخ النسوة الكسكسي وهو طبق تقليدي مشهور بالجزائر ويلتف سكان القرية على تناول الطعام المعد شكرا منهم لله على نعمه. وبعد إعلان بداية الموسم يتجه القرويون إلى حقولهم حيث يجسدون صورا متعددة للتكافل والتلاحم الاجتماعي تحت عنوان ثيمشراط أو تويزة وهي عادة توارثها الجزائريون أبا عن جد إذ يتعاون أفراد الأسرة الواحدة أو كل أفراد القرية على جني الزيتون وهناك تدعو الأسر المحدودة العدد أفراد أسرة أخرى إلى مساعدتها لأن جني الزيتون أمر يتطلب أيادي عاملة كثيرة العدد. ويقول احد شيوخ القبائل إن الأسر التي لا تمتلك أشجار الزيتون يكون لها أيضا نصيب من الغلّة إذ تبادر تلك الأسر إلى مد يد العون للأسر التي تمتلك عددا كبيرا من الأشجار وبعد عصر الزيتون تمنح لها حصة من الزيت وهي صورة من صور التكافل الاجتماعي التي يحرص القرويون على التمسك بها وإحيائها. مرحلة عصر الزيتون بعد عملية الجني تكون وجهة الزيتون مباشرة نحو المعاصر سواء التقليدية منها أو الحديثة وبعضهم يفضل تركه في البيت لمدة طويلة حيث يوضع الزيتون في سقف خشبي يكون عرضة للمطر وللثلوج اعتقاد من القرويين أن الغلّة تزيد كلما زادت فترة تعريضه لماء المطر والثلج. العادات المتميزة للجزائريين مع الزيتون لا تقتصر فقط على عملية الجني فبعد عصره تستقبل النسوة الغلّة بالزغاريد ويحضرن في بعض المناطق قدرا كبيرة مصنوعة من الطين لوضع الزيت فيها وفي مناطق أخرى يوضع الزيت في قوارير مختلفة الأحجام. وبعد الحصول على الزيت تحرص النسوة على إعداد أكلات تقليدية تكون مادة الزيت فيها هي الأساس ومن أشهر الأكلات البغرير أو ثيغريفين بالأمازيغية وهي أكلة مصنوعة من الدقيق تغمس في الزيت قبل أكلها إلى جانب أكلات أخرى مثل البركوكس و الإسفنج و خبز الشعير و المسمن وغيرها. ورغم أن زراعة الزيتون بالجزائر في السابق كانت حكرا على مناطق محددة في منطقة القبائل إلا أن الحكومة بذلت في السنوات الأخيرة جهودا لتوسيع هذا النشاط في عدة مناطق.
استعمال العصي يؤثر على الأشجار تتعد طرق جني الزيتون ولعل أفضلها القطف اليدوي لكن للأسف بعض الفلاحين يفضلون طريقة القطف بالعصي التي تصنف بالأسوأ لأنها تلحق أضرار كبيرة بالشجرة وتحدث احد المستثمرين في شعبة الزيتون عن سلبيات قطف الزيتون بالعصي التي لا يزال بعض الفلاحين يصرون عليها وقال بأنها تؤثر على كمية ونوعية المحاصيل القادمة و شرح طريقة القطف بالعصي التي تعتمد على ضرب الأشجار بالعصي الرفيعة والطويلة مما قد يلحق بها أضرارا كبيرة حيث يؤدي ذلك إلى كسر أفرعها أو أغصانها التي من المفروض أن تحمل المحصول في السنة القادمة بالإضافة إلى إسقاط كميات كبيرة من الأوراق الصغيرة.