من المنتظر أن يتمّ استيراد كمّيات معتبرة من بعض المواد المزيلة للرّوائح الكريهة المنبعثة من المفرغات العمومية ومراكز الدفن على مستوى العاصمة، على أن تعمّم التجربة على باقي مناطق الوطن بغرض إعادة بعث وإنعاش العديد من الأماكن والمناطق المجاورة لتلك المفرغات، أهمّها وادي السمّار التي تعرف في الآونة الأخيرة تهيئة شاملة لنقلها من عين المكان إلى جانب مركز الدفن بأولاد فايت وغيرهما من المفرغات المتمركّزة بالأماكن الاستراتيجية والواقعة أغلبها على حوافي الطرقات السريعة، والتي تعطي الوجه غير المشرّف، خاصّة لعاصمة البلاد بروائحها الكريهة المنبعثة على أمتار طويلة. وحسب بعض المصادر المؤكّدة، فإن مصالح شركة »ناتكوم« تكون قد انطلقت في استيراد الكمّيات المتّفق عليها من هذه المواد المزيلة للرّوائح الكريهة النّاجمة عن مخلّفات المفرغات العمومية، على أن تدخل العملية حيّز العمل بدءا من هذه الصائفة على أكثر تقدير كون الفترة تعرف انتشارا واسعا لمثل تلك الرّوائح التي تسدّ الأنفاس ويزيد من شدّتها ارتفاع درجات الحرارة. المحلول الجديد هذا والذي من المنتظر أن يستورد من الخارج ليكون جاهزا للتطبيق سيكون محلّ تجربة مبدئية من طرف الأعوان والمختصّين في هذا المجال، على أن يتمكّنوا من ضبط الكمّية المناسبة لكلّ مفرغة عمومية وفق المقاييس المعمول بها عالميا في هذا المجال. وتؤكّد بعض المصادر أنه وبالرغم من الإجراءات المتّخذة بخصوص عملية الرّدم التي تشهدها جلّ المفرغات عبر التراب الوطني، إلاّ أن ذلك لم يشفع لها بانبعاث الرّوائح الكريهة على طول مسحات طويلة من موقعها. التجربة التي تعدّ الأولى من نوعها على المستوى الوطني جاءت بمبادرة من مؤسسة »ناتكوم« بالتعاون مع مصالح البيئة لولاية الجزائر، حيث من المنتظر أن تقوم هذه الأخيرة بدراسة العديد من المواقع الجديدة والمساحات لضمّ مفرغات عمومية جديدة يمكنها استقبال الأطنان من الفضلات المنزلية اليومية بغرض فكّ الضغط عن المفرغة العمومية لوادى السمّار التي تحتلّ موقعا استراتيجيا هامّا على حوافي الطريق السريع المؤدّي إلى المطار الدولي »هواري بومدين«، ممّا جعلها محلّ انتقاد العديد من الأقلام والمواطنين من داخل وخارج الوطن بسبب موقعها غير الملائم، والذي تجري بشأنها حاليا أشغال التهيئة التي أوكلت إلى مكتب دراسة لبناني، خاصّة وأنها وصلت درجة تشبّع لا يمكن وصفها إلاّ بالرّوائح المنبعثة منها وعلوها الذي زاد عن كلّ التصوّرات بالنّظر إلى قدمها والكمّيات التي تستقبلها يوميا، والتي تزداد من سنة إلى أخرى. للتذكير، فإن مؤسسة »ناتكوم« تعمل على مستوى البلديات الحضرية للعاصمة دون غيرها من مناطق الوطن نظرا للكثافة السكّانية بعاصمة البلاد، بالإضافة إلى تدعيم عمل النّظافة الموكل للبلديات التي عجزت في السنوات الأخيرة عن احتواء الوضع بخصوص حمل وتنظيف النّفايات المنزلية. وهي المؤسسة التي تسطّر كلّ موسم صيف برنامجا مكثّفا لمواجهة الفترة التي يتضاعف فيها العمل بدرجة أكبر، على أمل أن تعمّم المؤسسة خدماتها لتشمل جميع قطر التراب الوطني لاحقا من أجل إعادة بعث العديد من المساحات والمناطق الحسّاسة، خاصّة منها الساحلية.