تتواصل عملية التأهيل التي تعرفها مفرغة وادي السمار بالعاصمة منذ ثمانية أشهر للوصول تدريجيا نحو غلقها وإزالتها نهائيا واستبدال المكان الذي تتواجد به إلى حديقة عمومية خضراء بهذه المنطقة التي تفتقر لحد الآن لفضاءات طبيعية. أوضح المدير العام لمؤسسة تسيير النفايات المنزلية “نات كوم“، أحمد بن عالية، أنه تجرى حاليا عملية معالجة المفرغة التي تتربع على أزيد من 30 هكتارا، لتأهيل مسالكها وتثبيت حوافها ورص نفاياتها ومعالجة عصارتها واسترجاع الغازات وتحضير كل فضاءاتها باستعمال تقنيات عصرية متطورة. وقال بن عالية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إن المؤسسة المشرفة على المفرغة تهدف من خلال إعادة تأهيلها إلى إزالتها وغلقها تدريجيا بتقليص كمرحلة أولى كمية وحجم النفايات التي تصب فيها يوميا، حيث خصص لهذا الغرض في المفرغة التي هي على وشك الغلق موقعين لتفريغ النفايات المنزلية والهامدة فيها النفايات الناجمة عن مشاريع البناء. ويعمل الطاقم المشرف على تسيير النفايات بالمفرغة على استعمال تقنيات ووسائل متطورة في معالجة وفرز وعصر النفايات للتقليص من حجمها، خاصة وأن هذه المفرغة تستقبل حاليا ما بين 500 و800 طن يوميا من النفايات بعد أن كانت في السابق تصب بها أزيد من 2000 طن يوميا من النفايات المنزلية. وتستقبل المفرغة حاليا في المتوسط 440 عملية نقل لتفريغ النفايات يوميا، منها 220 عملية تفريغ خاصة بالنفايات المنزلية و220 عملية تفريغ أخرى تتعلق بالنفايات الصلبة، علما بأن عدد عمليات نقل وصب النفايات بالمفرغة كانت تقدر بالمتوسط خلال السنوات الماضية ب 1100 عملية. في حين خصصت الأرضية الثانية لصب النفايات الصلبة الناجمة عن مواد البناء كالاسمنت والآجر وغيرها من وسائل البناء الأخرى، كما أن تخصيص هذين الموقعين بالمفرغة يدخلان في إطار ملء الأماكن غير المستغلة فيها لحد الآن. وحسب نفس المتحدث، فإن عملية استغلال المفرغة حاليا تتم بتنسيق تام ومراقبة صارمة من طرف مكتب دراسات مكلف من وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة المعنية بمتابعة أعمال التهيئة وبالتنسيق مع مديرية البيئة لولاية الجزائر العاصمة والمؤسسة المكلفة بتجسيد مشروع معالجة وتأهيل هذه المفرغة. وبخصوص البلديات التي مازالت تواصل صب نفاياتها بالمفرغة المذكورة، أشار بن عالية إلى أن كل البلديات القريبة من منطقة وادي السمار تقوم لحد الآن بتفريغ نفاياتها بهذه المفرغة، في حين تتوجه البلديات الأخرى المتبقية على مستوى الجزائر العاصمة بتفريغ نفاياتها بمركز الردم التقني بمنطقة اولاد فايت. وعن الدخان والغازات والروائح الكريهة التي مافتئت تتسرب من المفرغة لحد الآن، اعتبرها بن عالية طبيعية، خاصة وأن المفرغة تعرف حاليا عملية معالجة معمقة وواسعة النطاق، وذلك بقلب وجرف تربتها الممتلئة بالنفايات للتوصل إلى تكوين وتمتين وتقوية قاعدتها التحتية.