ق. حنان لم تكن تونس بالنسبة لبعض الجزائريين، وجهة سياحية واستجمامية فحسب، وإنما كانت وجهة طبية أيضا في الفترة التي سبقت الثورة، حيث كان الكثيرون يتجهون إليها طلبا للعلاج، نظرا لتوفر تخصصات طبية وجراحية كثيرة بتونس الخضراء، غير موجودة بالجزائر أو غير مضمونة النتائج لقلة الكفاءة والأخصائيين، إضافة إلى كونها الأقرب والأقل تكلفة في هذا المجال، عن غيرها من الدول الأوربية أو الغربية الأخرى، وقد كانت عيادات التلقيح أو التخصيب الاصطناعي، إضافة إلى عيادات علاج الأورام السرطانية وعيادات التجميل، أكثر المراكز الطبية التي يقصدها بعض الجزائريين، طلبا لتلك الخدمات. لكن ونتيجة لما يحدث في تونس حاليا، وما ترتب عن الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس بن علي، من عدم استقرار في الأوضاع الأمنية العامة بالبلاد، رغم محاولات الحكومة التونسية، إعادة استقطاب السياح الجزائريين بصفة خاصة من جديد، فان الجزائريين، قد وجهوا أنظارهم إلى العيادات المتواجدة بالجزائر، خصوصا مع الشهرة التي اكتسبتها في السنوات الأخيرة، لاسيما ما تعلق بالعيادات التجميلية، التي تقدم خدمات متعددة في هذا المجال، منها شفط الدهون، ونزع الشعر، ومعالجة بعض التشوهات الناتجة عن الحروق أو عن حوادث المرور، وغيرها من الإصابات، أو التشوهات الخلقية عموما ببعض مناطق الجسم والوجه، وكذا إزالة الوشم والوحمات، وشد بعض المناطق من الجسم، كالصدر والأفخاذ والعيون والخدود وغيرها من العمليات الأخرى، التي يقبل عليها بعض الجزائريين من الجنسين إناثا وذكورا بغية الحصول على مظهر أكثر جمالا ورونقا. ورغم أن هذه العمليات في الجزائر ليست باهظة الثمن فعلا، مقارنة بما هي عليه في دول أخرى، كتونس أو لبنان مثلا، وربما أول الأوروبية الأخرى، إلا أنها تبقى مع ذلك دون متناول فئة عريضة من المجتمع، لاسيما المنتمين إلى الطبقات البسيطة والفقيرة، حيث تكشف إحدى المطلعات على الأسعار بمختلف العيادات التجميلية الخاصة في الجزائر، تبدأ من 10 ملايين فما فوق، فعلى سبيل المثال فان أسعار عمليات شد الصدر تتراوح ما بين120 ألف إلى 160 ألف دينار، و تعديل الأنف ب 120 ألف دينار، وشفط الدهون للتخلص من السمنة يتراوح بين 20ألف إلى 100 ألف دينار حسب كمية الشحوم في الجسم، وإزالة التجاعيد ب30 ألف دينار ونفخ الفم ب 20 ألف دينار، أما نزع الشعر غير المرغوب فيه فهو مقابل 2000 إلى 5000 دج للحصة الواحدة وقد يصل عدد الجلسات إلى نحو أربع حصص أو خمس، فيما يتراوح عمر المقبلين على هذه العمليات التجميلية ما بين 25 إلى 40 سنة، غالبيتهم من الجنس اللطيف، اللواتي تقبل فئة منهن على هذه العمليات، قبيل الزواج، رغبة في التمتع بجسم جميل وجذاب ووجه مشرق، فيما تلجا إليها فئات أخرى لتصحيح بعض العيوب، ومعالجة آثار بعض الإصابات والندوب، فيما تبقى في كافة الأحوال عمليات بسيطة، لا تتعلق بالجراحة التجميلية الكبيرة المتعارف عليها في الدول الأخرى.