فازت ينجلوك شيناواترا في الانتخابات العامة التايلاندية، وهي شقيقة رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا صاحب التاريخ السيئ في قمع مسلمي البلاد. بينما اعترف رئيس الوزراء المنتهية ولايته أبهيست فيجاجيفا بخسارته وهنأ منافسته التي أصبحت أول امرأة في منصب رئيس الوزراء في تايلاند. ووفق آخر تقديرات اللجنة الانتخابية بعد فرز 92% من الأصوات فإن حزب "بوا تاي" () الذي تقوده شيناواترا فاز ب260 مقعدا ما يشكل الغالبية المطلقة مقابل 163 مقعدا للديموقراطيين. وأعلنت سيدة الاعمال التي ستصبح أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تايلاند أن "الشعب منحني فرصة. سأبذل ما في وسعي من أجل الشعب". ومن جانبه، قال رئيس الوزراء أبهيست فيجاجيفا أن "النتيجة واضحة: بوا تاي فاز في الانتخابات والديموقراطيون هزموا"، مؤكدا أنه يريد "الوحدة والمصالحة" في هذا البلد بعد أعمال العنف التي شهدها في الأعوام الأخيرة. ويراقب المحللون الفترة التي ستلي نتيجة الانتخابات لمعرفة مدى قدرة البلاد على الخروج من أزمتها السياسية الطويلة، والتي شهدت سنوات من الاحتجاجات الحاشدة من أنصار تاكسين من ذوي القمصان الحمراء، فضلا عن احتجاجات خصومهم "ذوي القصمان الصفراء". وكان الجيش قد أطاح بتاكسين في عام 2006 ومنذ ذلك الوقت وهو يعيش في منفاه الاختياري تجنبا لتنفيذ حكم صدر بالسجن بحقه بناء على اتهامات بالفساد المالي. غير أن تاكسين يسيطر رغم غيابه على الساحة السياسية في تايلاند، حيث يحظى بشعبية كبيرة، وقد دفع بشقيقته لخوض الانتخابات ليتمكن من السيطرة على مجريات الأمور في البلاد. فشيناواترا يتمتع بشعبية واسعة بين الناخبين في المناطق الريفية الذين يكنون الامتنان لسياساته خلال وجوده في السلطة من قبيل توفير رعاية صحية رخيصة ومشروعات لدعم ذوي الدخل المحدود، ولكن في الوقت نفسه تعتبره النخبة الحاكمة سياسيا فاسدا ونازعا إلى الاستبداد وتهديدا للملكية التي تحظى باحترام خاص في تايلاند. كما يعتبر شيناواترا أكبر "سفاح" للمسلمين في البلاد حيث عانى المسلمون الذين يعيشون في الولايات الجنوبية يالا وناراثيوات وفطاني من قمع متزايد بلغ ذروته في عام 2004 عندما قتل منهم نحو 80 شخصا لدى اعتقالهم على أثر مظاهرة للمطالبة بحقوقهم. كما صرح تاكسين بتصريحات معادية للمسلمين في أكثر من مناسبة، حيث دعى في إحداها للقضاء عليهم.