في ظل ارتفاع أسعار بعض المنتجات قبيل حلول رمضان المواطنون قلقون.. والحكومة تُطمئن * خروبي: الوزارة ستضمن تموين السوق باللحوم والمنتجات الفلاحية بأسعار معقولة في رمضان * س. إبراهيم* تلوح مؤشرات مقلقة بخصوص توفر وأسعار المنتجات واسعة الاستهلاك قبل حلول أربعة أسابيع من حلول شهر رمضان الفضيل الذي يزيد فيه المنحى الاستهلاكي للأسر الجزائرية ويبدو القلق مبررا بالنظر مثلا إلى الزيادة التي شهدتها أسعار اللحوم البيضاء في الأيام الأخيرة ما يجعل المواطن يخشى أن يواجه كابوسا حقيقيا في شهر الصيام الأمر الذي تواجهه الحكومة السلطات المختصة بمحاولة طمأنته بتصريحات.. وإجراءات.. ومع اقتراب الشهر الفضيل ترتفع حدة المخاوف ومعها ترتفع التصريحات الرسمية المطمئنة وبهذا الصدد أكد المدير العام للديوان الوطني المهني المشترك للخضر والفواكه واللحوم محمد خروبي أمس الثلاثاء أن وزارة التجارة اتخذت كافة الإجراءات لضمان تموين السوق باللحوم البيضاء والحمراء والخضر والفواكه وبأسعار معقولة طيلة شهر رمضان المبارك. وأوضح خروبي لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح الذي تبثه القناة الإذاعية الأولى أن هناك ترتيبات واجتماعات تنسيقية بين القطاعات المعنية لضبط مختلف المنتجات الفلاحية التي ستمول الأسواق إلى جانب إنشاء نقاط بيع لتموين المواطن بأسعار تنافسية من المستثمرات الفلاحية مباشرة. وأشار خروبي إلى أن هناك وفرة في المنتجات الفلاحية في الأسواق وبنوعية جيدة بفضل مجهودات الفلاحين رغم تفشي وباء كورونا لافتا إلى أن تسهيلات الحكومة سمحت بتنقل الفلاحين وتسويق منتجاتهم بأسعار تحت السعر المرجعي. في السياق اعتبر المتحدث أن ارتفاع أسعار البطاطا ظرفي وهو ناتج عن الظروف المناخية السيئة بوادي سوف مشيرا إلى أن الديوان قام بضخ كميات من البطاطا المخزنة منذ جانفي من أجل ضبط الأسعار حتى لا تتعدى 60 دينارا للكيلوغرام. وكشف خروبي في السياق ذاته أن إنتاج البطاطا عرف تطورا ملحوظا بلغ 50 مليون قنطار سنويا بفضل زيادة المساحات المغروسة إلى 130 ألف هكتار. وبالنسبة للحوم البيضاء قال خروبي إن إنتاجها يتعدى 5 ملايين قنطار شهريا وان الديوان قام بتخزين كميات معتبرة لضمان تموين المواطن بصفة منتظمة خلال شهر رمضان لافتا إلى ان أسعارها تتراوح بين 360 و370 دينار للكيلوغرام مرجعا سبب زيادة أسعارها إلى ارتفاع أسعار الذرة في الأسواق العالمية مؤخرا. وفيما يخص اللحوم الحمراء طمأن خروبي بأن العمل جار لسد العجز في هذه المادة عبر استيراد أبقار حية لضمان تموين السوق طيلة الشهر الكريم وضمان استقرار الأسعار نوعا ما. وتنتج الجزائر أزيد من 5.3 مليون طن من اللحوم الحمراء وتشكل الأغنام 60 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني من هذه اللحوم فيما تشكل الأبقار 30 بالمائة أما الباقي أي 10 بالمائة فتعود إلى لحوم المعز والجمال. دعوة إلى استحداث آليات فعالة لضبط الأسعار دعا أعضاء لجنة الفلاحة والري والصيد البحري والسياحة ولجنة المالية والاقتصاد بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر يوم الاثنين إلى استحداث اليات أكثر فعالية لضبط الأسعار في أسواق الجملة والتجزئة للخضر والفواكه والتي تعرف عادة ارتفاعا في شهر رمضان. وخلال زيارة تفقدية نظمتها هذه اللجان إلى عدد من المنشآت الاقتصادية بولاية الجزائر اكد رئيس لجنة الفلاحة خياطي الزاوي أن الفارق الهام المسجل في الأسعار بين اسواق الجملة والتجزئة يتطلب اعتماد اليات جديدة تسمح للجهات المختصة بفرض سيطرتها على الاسواق والتحكم في الأسعار لاسيما خلال فترات ما بين المواسم. واعتبر في نفس السياق بأن المضاربة والاحتكار تمثلان أبرز الاسباب لعدم استقرار الأسعار رغم وفرة المنتوج. كما شدد على أهمية تعزيز الرقابة في أسواق البيع بالتجزئة والاستمرار في الزيارات الدورية للأسواق لتحديد المسؤوليات بدقة في رفع الأسعار إلى مستويات غير طبيعية. وفي هذا الاطار اشتكى بعض التجار على مستوى سوق الجملة بالكاليتوس الذي شملته هذه الزيارة من استغلال بعض الاطراف لمناسبة شهر رمضان لفرض أسعار مرتفعة في السوق. من جهته طمأن مدير الفلاحة لولاية الجزائر ياسين غديري في تصريح للصحافة بخصوص وفرة المنتجات الفلاحية وبأسعار معقولة في معظمها لافتا إلى ان الاشكال يطرح -حسبه- في الارتفاع المسجل على مستوى تجارة التجزئة. أما مدير التجارة لولاية الجزائر عبد الله بن حلة فقد لفت إلى أن الأسعار تبقى حرة وان المواطن قادر حاليا على اختيار نوعية وسعر الخضر والفواكه التي تناسبه. وأشار نفس المسؤول إلى ارتفاع الطلب خلال شهر رمضان وقبله على أغلب المواد الاستهلاكية. وفي هذا الاطار أكد بأن زيت المائدة تشهد خلال هذه الفترة نقصا في السوق بسبب تخزينه من طرف التجار الذين يعتمدون عليه في انتاج منتجات خاصة بشهر رمضان المبارك . ودعا السيد بن حلة المواطنين إلى مقاطعة المنتجات التي تعرف زيادة غير طبيعية في الأسعار كاشفا عن إنشاء أسواق جوارية بعدة نقاط بالعاصمة لتقريب الاسواق من المواطن بالتعاون مع جمعيات التجار. وينتظر بهذا الخصوص اختيار المواقع بالتنسيق مع الولاة المنتدبين وتوفير المنتجات الغذائية الاستهلاكية في الفترة الصباحية وتوفير منتجات التجميل والعناية ومنتجات حرفية واخرى في فترة السهرة.