بقلم: رشيد حسن* احترت كما احتار غيري.. في وصف المرأة العربية.. وخاصة الفلسطينية في عيدها.. وقد تفوقت على كل الاوصاف والنعوت والألقاب. فكانت ولا تزال بحق أجمل الأمهات التي تودع ابنها ىالشهيد بالزغاريد.. كما كانت ولا تزال أصبر الامهات.. وقد عجز الصبر عن صبرها..!! وقد أصبح صبرا اسطوريا.. فصبرت طويلا.. طويلا. ولا تزال على الفقر والمرض والجوع والحرمان والشقاء والاضطهاد.. وهي تفر من نكبة الى نكبة.. ومن محنة الى محنة.. ومن حرب الى حرب.. ومن حصار الى حصار.. ومن تقتيل الى تقتيل.. ومن موت على يد العصابات الصهيونية ومن لف لفها.. الى موت على يد فيروس الكورونا اللعين..!! كانت ولا تزال مدججة بالأمل.. تؤمن ايمانا لا نهاية له.. بان لهذا الليل اخر.. فزرعت جينات الأمل في الاجيال..جيلا بعد جيل.. فلم تفرط بذرة واحدة من تراب الوطن.. ولم تتخل عن أبجديات الشهادة.. لم تتنكر للعهد والوعد.. ولم تنس ولو للحظة واحدة ان فلسطين خيمة عربية واسلامية وانسانية كبيرة بحجم الارض والسماء..تضم كل احرار العالم.. فاليها انتسب ابو الثوار.. الرمز جيفارا.. وايقونة أميركا الجنوبية الثائر.. كاسترو.. ومانديلا ايقونة الحرية ونبيل افريقيا والعالم. وكل أحرار العالم العربي والإسلامي.. الذين ما نسوا ان القدس قبلتهم الاولى.. ومن يتنكر لهذه القبلة يضل حتما وينسى..!! المرأة الفلسطينية في يومها.. وفي عيدها زرعت في الامة كلها قيم الصبر المقرون بالبطولة.... صبر الأقوياء القادرين وليس صبر الضعفاء العاجزين.. ألم يفجر شعبها.. شعب الجبارين أعظم الثورات والانتفاضات.. بعد صبر طويل.. في وجه بريطانيا واميركا والعدو الصهيوني..؟؟ ألم يفجر ثورة البراق العظيمة بعد ان حاول الأعداء تزوير الحقائق وتسمية حائط البراق بحائط بالمبكى..!! وفجر ثورة 36 العملاقة التي زلزلت الاستعمار البريطاني وأجبرت قواته على الانسحاب من القدس ونابلس والخليل..الخ.. وسجل في سجل الخالدين بان أبنائه هم الوحيدين.. من يتسابقون على الشهادة جمجوم والزير وحجازي .. ولم تكسر ظهره نكبة النكبات عام 48.. وقد تآمرت عليه كل قوى الشر.. وشرد اكثر من 80 ٪ من ابناء شعبه في اربعة رياح الارض. ولكنه صبر.. وصبر. وفجر أعظم الثورات في المنفى ثورة 65 .. ليفاجئ العالم بان أبناء المخيمات هم طلائع حرية.. وطلائع تحرير.. وليسوا مجرد أرقام في سجلات الاونروا .! لقد حولت المرأة الفلسطينية المخيمات.. مخيمات البؤس الى معسكرات للبطولة والفداء.. فحمل الفدائيون ارواحهم على اكفهم وعبروا النهر.. ليصلوا ركعتين ويجثموا تراب الوطن.. ويعانقوا الزيتون والليمون والزعتر ويشهدوهم انهم باقون وعلى العهد يحافظون.. في عيد المرأة تقف كل الامهات امام بين يدي الايقونة.. بين يدي الاسطورة..المرأة الفلسطينية.. التي صبرت.. وصبرت ولم تاكل بثدييها.. بين يدى حارسة النار.. حارسة جمرة المقاومة التي لا ولن تنطفئ..حتى يعود الحق لاهله وفلسطين لامتها. كل عام واجمل الامهات تودع ابنها الشهيد بالزغاريد.. وتحول الصبر الى اسطورة في الصمود وجذوة لا تنطفئ..