بقلم: رشيد حسن* الثورات العظيمة هي الثورات التي تبقى على العهد والوعد.. وفية لدماء لشهدائها..مصرة على تحقيق المبادئ والأهداف النبيلة التي سقطوا من أجلها....فرووا ثرى الوطن بدمائهم الطاهرة.. وأسرجوا قناديل الحرية لتبقى مضيئة..تنير الطريق للأجيال فلا تخطئ.. ولا تضل. ولا تضيع البوصلة..!! وليس سرا ..أن الثورة أية ثورة تتنكر لدماء الشهداء.. وللثوابت التي رفعوها..وآمنوا بها.. ومن اجلها استشهدوا.. محكوم عليها بالفشل.. والفشل الذريع.. ثورة الجزائر العملاقة انتصرت لأنها بقيت وفية لدماء الثوار من الرعيل الأول.. وبقيت وفية للمبادئ العظيمة التي من أجلها ضحوا.. واستشهدوا.. فلم تنحرف عن الطريق ولم تضل البوصلة.. فكان انتصارها المدوي.. بعد ان قدمت أغلى التضحيات.. وأعز الرجال مليون ونصف مليون شهيد .. فصعد نجم الجزائر الثائرة في العالم كله.. ولا يزال عاليا.. وهوى اسم فرنسا كقوة استعمارية طاغية إلى الحضيض ولايزال..!! مناسبة هذا الكلام هو زراعة أشجار تحمل اسماء شهداء فلسطين في كل بقعة من الجغرافيا الفلسطينية.. تخليدا لذكراهم.. وتقديرا لبطولاتهم الفذه.. وقد هزموا المستحيل .. وجعلوا من فلسطين .. ايقونة للحرية.. ينتسب إليها أحرار العالم.. فمن اجل عيونها اجتازوا الحدود.. وحطموا السدود والاصنام والاوثان.. وزرعوا الأمل ليورق من جديد.. ثورة وثوار يحملون كلاشنكوف التحرير.. ورايات الكرامة.. بعد ان كانوا مجرد ارقام وطوابير يقفون مطأطئ الرؤوس امام دكاكين الأممالمتحدة للإغاثة وتوزيع أكياس الطحين وبقج الملابس المهترئة..!! جميل جدا.. ان يكون لكل شهيد عربي او فلسطيني أو اممي.. سقط من اجل فلسطين وهو يطارد العدو شجرة مباركة.. يرعاها بنوه وأحفاده وعائلاتهم بالعناية والرعاية لتكبر.. وتكبر تظلل الأرض.. وتعيدها جنة خضراء..كما كانت وارفة الظلال .. تؤتي أكلها كل حين بأذن الله. نعم جميل.. ولكن الاجمل ان تحافظ الأجيال على الامانة.. على العهد والوعد .. على الثوابت التي استشهد من اجلها القسام وجمجوم وزير وحجازي.. وعبدالقادر الحسيني وحسن سلامة وابو دية وعبد الرحيم محمود..الخ.. ومن اجل هذه الثوابت انفجرت ثورات البراق وثورة 36.و 65. وانتفاضتا الحجارة والاقصى.. وغطى دم اشبال الحجارة وفي مقدمتهم ايقونة الانتفاضة فارس عودة كل فلسطين ولا يزال.. يلبي نداء امير الشهداء وحبر غسان كنفاني الثائر.. وقوافل الشهداء الذين تجاوز عددهم نصف مليون شهيد.. ان التكريم الحقيقي للشهداء الأبرار لا يتحقق الا بتحرير فلسطين.. كل فلسطين من البحر إلى النهر.. وهذا يستدعي تمزيق معاهدة الذل اوسلو .. وتمزيق ورقة الاعتراف بدولة العدو.. ووقف التنسيق المذل. المهين.. وقبل كل ذلك وبعده محاسبة الجواسيس والسماسرة.. والمتأسرلين.. وتعليقهم في الساحات العامة.. وعدم الصلاة عليهم في مساجد المسلمين.. باختصار.. الامم الخالدة هي التي تكرم شهداءها بالتمسك بالمبادئ التي من اجلها استشهدوا.... وزراعتهم في وجدان ابنائها جيلا بعد جيل .. فلا يموتون.!! المجد والخلود للشهداء الأبرار..