مختصون يدقون ناقوس الخطر السمنة تهدد الجزائريين بأمراض خطيرة تحولت السمنة إلى مرض العصر الذي يهدد الصحة بأمراض خطيرة والجزائر ليست في منأى عن المشكل الصحي بعد أن زحفت إلى مجتمعنا وصارت سببا رئيسيا في الإصابة بالأمراض المزمنة والمميتة ويعد النمط الاستهلاكي الخاطئ وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة من أبرز أسبابها وعليه يدق المختصون ناقوس الخطر للوقاية من مخاطر المشكل الصحي. نسيمة خباجة السمنة مرض يسبب تراكم كمية زائدة من الدهون في الجسم. وللكشف عن زيادة الوزن أو السمنة نستخدم مؤشر كتلة الجسم BMI كمقياس ويتمُّ حسابه بتقسيم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يتراوح من 25 إلى 29.9 وزناً زائداً أما من 30 وما فوق فيُصنّف على أنه سمنة وفي حال تجاوز مؤشر كتلة الجسم ال 40 فهو إشارة إلى السمنة المفرطة. أمراض خطيرة يمكن أن تزيد السمنة من خطر تعرّض الإنسان لمشاكل صحية متعددة. بالنسبة لصحة القلب قد ترتبط السمنة بارتفاع ضغط الدم والسكري وانقطاع التنفس أثناء النوم. عند تقطّع التنفس أثناء النوم يشخر الناس خلال الليل ويتوقف تنفسهم بين نوبات الشخير. ويمكن تشبيه تقطع النفس أثناء النوم بممارسة الرياضة أثناء النوم. نتيجة لذلك يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم. وفيما يظن مرضى انقطاع التنفس خلال النوم أنهم ينامون جيداً في الليل ما أن يحل ظهر اليوم التالي حتى يشعر هؤلاء بالإرهاق والحاجة الماسة إلى أخذ قيلولة. ويمكن أن تؤدي السمنة مع تقطع التنفس خلال النوم إلى زيادة خطر إصابة الشخص بمرض الشريان التاجي والرجفان الأذيني (وهو أحد أشكال عدم الانتظام في ضربات القلب وقد يسبب الإصابة بالسكتة الدماغية) وفشل القلب. هذا وقد تؤدي السمنة أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان الثدي والبروستات والقولون. وعلاوة على ذلك فإنَّ حمل كل هذا الوزن الزائد يزيد الضغط على مفاصل الركبة مما يؤدي إلى هشاشة العظام والحاجة المحتملة لاستبدال الركبة. كما يمكن أن تكون السمنة مسبباً لمشاكل نفسية كالاكتئاب الذي قد ينبع من الشعور بالخجل أو الشعور بالذنب حيال مظهر الشخص البدين. سبب في مرض السكري عندما يزيد الوزن يرتفع خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين ومن بعدها مرض السكري لأنَّ الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم. وسيتحسن كل من سكر الدم وضغط الدم عند التخفيف من الوزن الزائد. مع الإشارة إلى أنّ شفط الدهون في الأساس هو إجراء تجميلي ولا يوجد دليل على أنه يحسّن التحكم في مستوى السكر في الدم هناك أيضاً مشاكل ثانوية قد تسبب السمنة منها مشاكل الغدة الدرقية. ومع ذلك فإنَّ الأسباب الأكثر شيوعاً لمرض السمنة هي الإفراط في تناول الطعام وقلة ممارسة الرياضة. ودائماً ما تكون التدخلات الجراحية الملاذ الأخير منها اللجوء إلى ربط المعدة وهو أحد أنواع جراحات السمنة وغيرها من العمليات المرتبطة بالسمنة فقط في الحالات الشديدة أو عندما لا يستجيب المرضى للأساليب التقليدية ولا يكون لديهم أسباب ثانوية أخرى للسمنة. ونادراً ما ننتقل مباشرة إلى جراحات(عمليات السمنة).
الرياضة مهمٌة لمكافحة السمنة من خلال ممارسة الرياضة يحرق الأشخاص السعرات الحرارية مما يؤدي بالتالي إلى فقدان الوزن. وللتمارين أيضاً فوائد نفسية من خلال تعزيز مستويات الإندورفين. فعند ممارسة الرياضة يشعر الشخص بتحسن وارتفاع المعنويات ويولي المزيد من الاهتمام بكميات الطعام التي يتناولها. تتلخص معظم مشكلات الوزن في مقدار ما نستهلكه ومقدار ما نحرقه من السعرات. قد يفاخر الناس بالحديث عن سياراتهم أو منازلهم وما يفعلونه للعناية بها. لكنهم لا يفكرون فيما يدخلونه إلى أجسادهم. نحن نحتاج إلى الحفاظ على أجسامنا لفترة أطول بكثير من سياراتنا أو حتى منازلنا. فالأهم هنا هو الوقاية ثم الوقاية. يمكن للكثير من الأشخاص الذين يصابون بالسمنة منع الوصول إلى هذه المرحلة من خلال الانتباه لما يأكلونه وكميات الطعام ومقدار السعرات التي يحرقونها غالباً ما تبدأ مشكلة السمنة منذ الطفولة. ومن المرجح أن يصاب الأطفال البدينون بالسمنة كبالغين خاصة إذا كان لديهم سجل عائلي من الإصابة بالسمنة. لذلك من الضروري زيادة الوعي من خلال تثقيف الوالدين لتشجيع الأطفال على الالتزام بنمط حياة صحي. إذا ذهبنا إلى السينما لماذا نقوم بشراء أكبر علبة من الفشار؟ قد تتفاجئين إذا عرفتِ أن العديد من الأهل لا يعيرون اهتماماً لمثل هذه التفاصيل المهمة والمنطقية. وفي حال لم تساعد هذه التغييرات في نمط الحياة عندها نلجأ إلى الإجراءات الأكثر تعقيداً مثل العقاقير الطبية والجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى. فالأدوية التي توصف للمرضى تحمل آثارها الجانبية. ولا يمكننا أن نصفها عبثاً. لسوء الحظ يرغب معظم الناس بالطرق والحلول المختصرة والسريعة كما يلجأ كثير من الأشخاص القادرين على تحمل التكاليف إلى المراكز الصحية حيث يتبعون أنظمة غذائية صارمة ويفقدون الوزن. لكن عند العودة إلى المنزل وفي حال لم يعتمدوا نظاماً غذائياً متوازناً يمكنهم الالتزام به فإنهم سيستعيدون الوزن الزائد مجددا. ومن الأنظمة الغذائية الجيدة نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي وهو نظام غذائي متوازن. هناك أنظمة غذائية أخرى منها الصيام المتقطع وتفادي اتباع نظام غذائي قاس واختيار نظام غذائي معتدل لفقدان الوزن وفي الوقت نفسه يمكن الالتزام به مع مرور الوقت إذاً أفضل نهج لمعالجة السمنة هي الوقاية عبر تعديل نمط الحياة ما لم يكن هناك سبب ثانوي آخر.