يعتبر مشكل السمنة عند الأطفال شائعا جدا، ويجب التعامل معه بجدية لتجنب المخاطر المترتبة عنه. ليكون النظام الغذائي الصحي خطوة إيجابية إلى جانب المتابعة الطبية مع الأخصائي. وقد اكتشف العلماء أن الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد علامة إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. لاحظ الأطباء ديمومة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول لدى الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد. كما اتضح أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وحسب موقع طبي رسمي، فقد درس فريق علمي برئاسة ”لينيان ينغ” الحالة الصحية لأربعين طفلا، 20 منهم يعانون من البدانة. فخضع جميع الأطفال لتصوير القلب بالرنين المغناطيسي. لتبين نتائج التصوير أن الذين يعانون من الوزن الزائد، كانت كتلة البطين الأيسر لقلبهم أكبر بنسبة 27 بالمائة مقارنة بالآخرين، وعضلة القلب أثخن بنسبة 12 بالمائة. وهذه الأرقام تشير إلى تطور أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تشير هذه الأرقام إلى أن هذه الأمراض ستبدأ مبكرا لدى هؤلاء الأطفال، لذلك ينصح الخبراء أولياء أمورهم بمراقبة وزن أطفالهم والاهتمام بما يأكلونه كما ونوعا. تسبب السمنة عند الأطفال أضرارا نفسية وجسمانية خطيرة للطفل. فالطفل يعتبر بدينا إذا زاد وزنه عن الوزن الطبيعي بنسبة 20 بالمائة، وتحديد إذا كان الطفل مصابا بالسمنة أم لا، يجب أن يكون بواسطة الطبيب، حيث بعض الأمهات قد لا ينتبهن إلى سمنة أطفالهن ويعتبرن أن وزنه طبيعيا. لذلك يجب متابعة نمو الطفل خلال مراحل عمره المختلفة مع الطبيب الخاص به. حذار.. السمنة عواقبها وخيمة من الأضرار الصحية التي يمكن أن تسببها السمنة عند الأطفال، زيادة خطر أمراض الجهاز التنفسي، مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، زيادة الكوليسترول وأمراض القلب. أما عن الأضرار النفسية فتتلخص في شعور الطفل بالحرج وسط زملائه من اختلاف شكل جسمه مع عدم قدرته على الحركة بنشاط مثل أقرانه، وقد يضطرب سلوك الطفل وينخفض مستواه الدراسي نتيجة لذلك. وقد حدد الأخصائيون عدة أسباب تؤدي إلى السمنة عند الأطفال، ومن أشهرها إعطاء الطفل أطعمة مع الحليب في فترة الرضاعة، كثرة إلحاح الأم على طفلها لتناول الكثير من الطعام مع تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية. وكذلك الجلوس لفترات طويلة من دون حركة أمام التلفاز وأجهزة الكمبيوتر، إلى جانب اهمال ممارسة الرياضة وزيادة فترات النوم. كما أن هناك العديد من الأسباب المرضية التي قد تسبب السمنة عند الأطفال مثل الأمراض الوراثية، اضطرابات الغدد الصماء التي تؤدي إلى اضطرابات هرمونية تسبب السمنة أو العلاج بأدوية الكورتيزون، والتي تسبب زيادة مفرطة في الوزن. دور العائلة في التغلب على مشكلة السمنة عند الأطفال أيا كان سبب السمنة عند الأطفال فهناك دور كبير على العائلة، خاصة الأم، في مواجهة هذه المشكلة. يجب على الأم أن تحرص على توفير البيئة الصحية فيما يتعلق بنوعية طعام الأسرة. لذا يجب على توفير الأطعمة الصحية مع تقليل الوجبات السريعة، المشروبات السكرية، الحلويات والدهون. كما يحبّذ تشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، ويستحسن أن تكون العائلة شريكا في نشاط رياضي واحد لتشجيع الطفل وحثه على ممارسة التمارين الرياضية. دور الطبيب في التعاون مع الأسرة لحل مشكلة السمنة عند الطفل يجب أن يكون هناك تواصل دائم بين الأسرة وطبيب الأطفال، ليتمكن من متابعة الطفل باستمرار وتحديد التقدم الذي يحرزه الطفل في فقدان الوزن. كما يمكن للطبيب أن يحدد برنامجا غذائيا مخصصا للطفل، لكي يمنحه كافة العناصر الغذائية دون احداث ضرر بصحته. كما أن التواصل الدائم مع الطبيب يمكن أن ينبه اولياء الأمور إلى مشكل السمنة عند الطفل قبل تفاقمها. على هذا الأساس هناك خطوات عدة يمكن اتباعها واستخدامها كنمط يومي يتبعه الطفل للتغلب على مشكلة السمنة والتمتع بصحة جيدة والمتمثلة في تناول 5 حبات من الفاكهة أو الخضروات يوميا، ممارسة التمارين الرياضية ساعة واحدة يوميا، وضرورة الحد من الجلوس أمام التلفاز أو الكمبيوتر بما لا يزيد عن ساعتين في اليوم الواحد، لينبه الأخصائيون إلى الحد من تناول السكريات والمشروبات الغازية، وتناول منتجات الألبان منزوعة الدسم بدلا من كاملة الدسم. وبما أن بعضا من الأطفال يحبون اعتماد الوجبات السريعة يجب على الأم أن تناولهم الإفطار يوميا، والمواظبة على إعداد الطعام بالمنزل وتناول الوجبات مع باقي أفراد الأسرة من قبل الأطفال يعتبر مفيدا جدا تناول الأغذية الغنية بالألياف لتنظيم عملية الهضم، مع الالتزام بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية دون إدخال الأطعمة الصلبة حتى يصبح عمره 6 أشهر. أضحت أمراض القلب ضمن الأمراض التي يتزايد انتشارها في الجزائر، بسبب العادات الغذائية التي يعتبر أغلبها غريبة عن نمط المعيشة التي تعود عليها أسلافنا، ليشدد أخصائيو التغذية على تناول الخضر والفواكه بكثرة، وتجنب قدر المستطاع وجبات الأكل السريع التي باتت عنوان ”أمراض العصر”.