هل تشعر بأنك غير قادر على تحديد الأسلوب الأفضل لتهذيب طفلك في المنزل؟ لا تقلق عزيزي القارئ فالأمر لا يعني افتقارك لأي مهارات في الأبوة أو الأمومة. ما عليك أن تعلمه في البداية هو أن أسلوبك في التهذيب يجب أن يسبقه تعلّم مجموعة من مهارات التربية الأساسية لتتمكن بعدها من التعرّف على أساسيات تأديب الطفل وكيفية استخدام الأساليب اللطيفة في تأديبه وتهذيبه كما عليك أن تتعلم طريقة التأديب المناسبة لكل سن في الطفولة. تقنيات تربوية لتهذيب الطفل هل تحاول أن تعدّل سلوك طفلك السيئ باستمرار لكنك لا تلاحظ أي نتيجة؟ قد يكون السبب هو عدم معرفتك لبعض من أهم التقنيات التربوية التي يتوجب عليك تطبيقها قبل أن تبدأ في تهذيب سلوك طفلك. تابعوا معنا هذه الفقرة كي تحسّنوا من مهاراتكم التربوية أكثر. قدّم لطفلك مثالاً إيجابياً هل جرّبت أن تطلب من ابنك المراهق التوقف عن التدخين بينما أنت تدخن أمامه؟ إن هذه الطريقة هي الأسوأ على الإطلاق عندما يتعلّق الأمر بتربية الطفل على الأخلاق الحميدة! يتعلّم الأطفال العديد من الأمور من خلال مشاهدتهم لسلوك آبائهم بدلاً من أن يستمعوا إلى ما يقوله الأهل. حاول عزيزي القارئ أن تحدّ من سلوكياتك السلبية أمام طفلك كقضاء الكثير من الوقت أمام شاشة الهاتف أو استخدام الكلمات السيئة عند شعورك بالغضب. من المهم جداً أن يحترمك طفلك حتى تتحقق كل عوامل نجاح عملية تأديب الطفل وتهذيبه علّم طفلك أن يحترمك عن طريق احترامك لنفسك لأنه لا يمكنك أن تفرض هذا الاحترام عليه بشكل قسري. قل ونفّذ قد تقوم في يوم من الأيام بتهديد طفلك بالعقاب إن لم يقم بحل وظائفه ضمن الوقت المحدد إلا أنك لم تنفذّ ما وعدت به وجعلت كلامك فارغاً من أي معنى حقيقي. إنه تصرّف خاطئ تماماً إن أردت أن تدير سلوك طفلك بنجاح عليك إذاً أن تتعلم كيف تفرض العقوبات وتلتزم بها. تذكّر عزيزي القارئ بأن طفلك لن يصدّق ما ستقوله إن لم تقم بتحويل أقوالك إلى أفعال حقيقية. عزز من سلوك طفلك الجيد إن كنت ترغب في أن يتفاعل طفلك معك بشكل جيد عند قيامك بتهذيب سلوكه السيء عليك أن تتأكد من أنك تقوم بمكافأته بشكل عادل عندما يتصرّف بشكل جيد. لا يوجد ما هو أفضل من نظام المكافآت والمدح في تعزيز ثقة طفلك بنفسه وبأهله لذا احرصوا على أن تتعاملوا مع سلوكيات طفلكم الجيدة كما تتعاملون مع السيئة منها. أساسيات التهذيب السليم للطفل عادة ما يفكّر الآباء في العقاب والنتائج الوخيمة للأفعال عندما يتم التحدّث عن تأديب الأطفال وتهذيبهم إلا أن التهذيب الحقيقي السليم للطفل لا يتعلّق بفرض العقوبات وحسب بل يجب أن يحمل في طيّاته خمسة مكونات أساسية تابعوا معنا هذه الأساسيات الخمسة. - عليك أن تمتلك علاقة صحية مع طفلك لا يمكنك أن تنجح في تهذيب طفلك بأسلوب سليم وحديث إن لم تربطك به علاقة صحية! يعتمد التهذيب والتأديب الحقيقي على اقتناع طفلك بما تقوله له واحترامه لرأيك فالتخويف والترهيب أساليب غير فعّالة على الإطلاق كما أنها أساليب قديمة ولا تمت بصلة لأساليب التربية الحديثة. لذا ننصحك عزيزي القارئ بأن تبني علاقة حقيقية بينك وبين طفلك قائمة على الاحترام والحب قبل أن تبدأ في تهذيب سلوكه وتأديبه. - عليك أن تستخدم التهذيب كوسيلة تعليمية في اللحظة التي تقوم بها باستخدام التأديب لتصحيح سوء السلوك وحسب ستبدأ فقدان السيطرة على سلوكيات طفلك وستخسر اهتمامه واحترامه. عليك عزيزي القارئ أن تقلل من استخدامك لعبارات مثل لا تفعل هذا أو أنت معاقب دون أن تشرح لطفلك أسباب اتخاذك لهذه القرارات وتجعله يفهم ويتعلّم السلوك الصحيح كي يقوم به في المرات القادمة. على سبيل المثال في المرة القادمة التي يقوم بها طفلك بضرب أخيه لا تخبره ألا يضرب أخيه وحسب بل تأكد من أن تعلّمه كيفية حل مشاكله مع أخيه دون ضرب. - عليك أن تنظر إلى التهذيب كعملية مستمرة نحن نعلم أن كمية الضغوط التي تتعرضون لها كآباء وأمهات في حياتكم اليومية لا يمكن أن تحتمل إلا أنه من واجب أي أب أو أم أن يقوموا بتربية أطفالهم على أكمل وجه. لذا ننصحكم أعزاءنا القراء بأن تنظروا إلى تهذيب أطفالكم على أنه أمر مستمر فلا يمكنكم أن تعاقبوا طفلكم على تصرف خاطئ مرة وتنسوا معاقبته في مرات أخرى. إن أردت لوسائلك التربوية أن تعمل عليك أن تطبقها بشكل مستمر كي يتعلّم طفلك أن هذه النتائج التي يكرهها ترتبط بشكل مباشر بالأفعال السيئة التي قام بها. - عليك أن تنظر إلى التهذيب كعملية فورية تساعد العقوبات الفورية الأطفال على إنشاء علاقة بين سلوكهم السيئ والنتيجة التي حصلوا عليها لذا ننصح جميع قرائنا بالنظر إلى التهذيب على أنه عملية فورية. لكن كيف يمكننا أن نلتزم بهذا الأمر؟ على سبيل المثال يمكنك ألا تقولي لأطفالك انتظروا حتى يصل أبيكم إلى المنزل كتهديد نتيجة قيامهم بعمل سيء بل قومي بالتصرف فوراً بالأسلوب الذي ترينه مناسباً لأن النتيجة التي سيقدمها العقاب بعد عدة ساعات ستكون أقل فعالية بكثير. تذكّروا أن تعدلوا يقوم العديد من الآباء بارتكاب كم كبير من الأخطاء عندما يتعلّق الأمر بالعدل في ردود أفعالهم مع أطفالهم! على سبيل المثال إن نسي طفلك البالغ من العمر 12 سنة أن يقوم بواجبه المدرسي وقمت بحرمانه من استخدام أحد الألعاب الالكترونية لمدة شهر سيدرك طفلك بأن هذا العقاب غير عادل وسيقوم بمحاولة كسر هذه العقوبة بالتسلل واللعب عندما لا تكون موجوداً. تذكّر دوماً أن الطفل المقتنع بأنه مظلوم سيقوم بفعل أي شيء كي يتخلّص من هذا الظلم لذا تأكد من أن تكون عقوبتك متناسبة مع سلوك طفلك.