أَعلَنت حكومة جنوب السودان أمس السبت رسميا الانفصال عن الخرطوم، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا بإرسال قوات أممية للعمل بها، وأعلنت الخرطوم اعترافها بها· وقال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين من جوبا مع بدء الاحتفالات بالانفصال فجر أمس: إنها (أسعد أيام الجنوبيين)، وإنها (لحظة تاريخية في حياة شعب جنوب السودان)، حسب (الجزيرة)· ومن جانبها، بادرت الحكومة السودانية إلى اعترافها الرّسمي بدولة جنوب السودان قبل ساعات من إعلان انفصالها رسميا، في حين أعلنت دول من بينها إسرائيل وألمانيا اعتزامها قريبًا الاعتراف بها· وفي سياق التداعيات المترتبة على انفصال الجنوب أسقط مجلس الوزراء السوداني الجنسيَّة السودانيَّة عن الجنوبيين· وقد عبَّرت أعداد كبيرة من الأسر ذات الأصول الجنوبيَّة عن تمسّكها بالبقاء في شمال السودان ورفضها العودة إلى الجنوب في أعقاب إعلان الدولة الجديدة، كما عبَّروا عن مخاوفهم من أوضاعهم الأمنية في الجنوب ومصير حقوقهم المدنية والقانونية في حال عودتهم وشدَّدوا على ضرورة معالجة الأوضاع فيما يخص المعايير التي يستند إليها والخاصة بإسقاط الجنسية· وفي خطوة مفاجئة أعلن قطاع الجنوب في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان فك ارتباطه بالحزب الحاكم في الشمال، وانضمامه دون شروط إلى الحركة الشعبيَّة بقيادة سلفاكير ميارديت· من جهة أخرى، حثّ الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون -أثناء زيارة له إلى الخرطوم في طريقه إلى جوبا للمشاركة باحتفالات الانفصال- الحكومة السودانية على الحفاظ على روح الشراكة مع الدولة الوليدة في الجنوب· وأكَّد الأمين العام للأمم المتّحدة أن مستقبل سكان الشمال والجنوب سيكون مترابطًا حتى لو عاشوا في دولتين منفصلتين· وقال بان للصحفيين في وزارة الخارجية السودانية بالخرطوم إنه حثَّ (حكومة السودان على تمديد تفويض الأممالمتحدة في السودان لأسباب فنية وعمليَّة، على الأقل إلى أن يهدأ الوضع)، وأضاف: (لا يمكن أن نتحمّل أيّ ثغرات)· وبموجب القرار الأممي سيتمُّ إرسال 7900 عنصر من الشرطة الدولية إلى دولة الجنوب، كما ستضمّ البعثة الدولية موظّفين وخبراء في شئون حقوق الإنسان· وكانت الخرطوم قد أعلنت صراحةً أنها ضد استمرار وجود قوّات حفظ السلام بعد انفصال الجنوب· وعبّر بان عن قلقه اتجاه تصاعد العنف في كردفان جنوب السودان، ودعا الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى وقف إطلاق النّار·