أعلن رئيس جنوب السودان سالفا كير أمس، انفصال الدولة الجديدة عن الشمال، وانطلقت مراسم الاحتفال بالاستقلال بالنشيد الرسمي للدولة الوليدة وسط حشد من الضيوف من رؤساء دول ودبلوماسيين وحضور شعبي مكثف للجنوبيين. ورفع علم الدولة الجديدة في سماء جوبا مباشرة بعد تلاوة رئيس البرلمان لبيان إعلان الانفصال. وفي محاولة لإبراز التعايش الديني بين السكان المسيحيين والأقلية المسلمة في البلاد، تليت آيات من القرآن الكريم سبقتها ترنيمات لأسقف جنوب السودان. وسارعت مصر للاعتراف رسميا بدولة جنوب السودان وإرسال وفود لحضور مراسم الاستقلال، وأعربت جامعة الدول العربية عن دعمها للدولة الوليدة واحترام حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم وترحيبها بانضمام جنوب السودان لعضوية الجامعة. ولم تهدأ حركة الطيران في مطار جوباجنوبي السودان منذ الساعات الأولى ليوم أمس مع تواصل توافد الشخصيات السامية من دبلوماسيين ورؤساء دول عربية وغربية للاحتفال بإعلان ولادة الدولة رقم 193 في العالم. ونقل التلفزيون السوداني وصول الرئيس عمر البشير إلى العاصمة جوبا لمشاركة الجنوبيين احتفالاتهم بالدولة الجديدة وتقديم التهاني. ووصل قادة أجانب بينهم 30 زعيما إفريقيا، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جوبا بمناسبة إعلان استقلال جنوب السودان.وقال بان لدى وصوله إلى مطار جوبا "شعب جنوب السودان حقق حلمه. الأممالمتحدة والمجتمع الدولي سيواصلان البقاء إلى جانب جنوب السودان". واعترف السودان أول أمس بجمهورية جنوب السودان، على الرغم من أن مسائل أساسية لا يزال يتوجب حلها بين البلدين، من بينها الخلاف على مناطق حدودية.وتأتي ولادة دولة جنوب السودان أمس بعد أكثر من نصف قرن من الحرب بين المتمردين الجنوبيين وحكومات الخرطوم المتعاقبة، والتي جعلت الجنوب في حالة دمار وقتلت وشردت الملايين، وأدت إلى فقدان الثقة بين الجانبين. وكان اتفاق سلام وقع عام 2005 بضغط دولي، خصوصا من الولاياتالمتحدة وبريطانيا فتح الطريق أمام الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان الذي تم تنظيمه في جانفي الماضي. وصوت نحو 99 بالمائة من الجنوبيين لصالح الاستقلال في هذا الاستفتاء الذي جرى من دون حوادث كبيرة.