مقتل الرئيس حلقة في مسلسل مأساوي ماذا يحدث في تشاد؟ على ضفاف عامه السبعين وعلى مشارف معسكرات المتمردين رحل الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو مثخنا بجراحه خلال مواجهة عنيفة في الشمال مع قوات المتمردين القادمة من ليبيا بزعامة محمد مهدي علي وكان لمحمد مهدي علي هدف محدد وهو طرد ديبي من العاصمة نجامينا بعد طرده من الحكم. وبالمقتل الغامض لحد الآن تبدو تشاد على كف عفريت فجراحها الكثيرة أصبحت أكثر عمقا والأزمة انتقلت من صراع بين سلطة ومتمردين إلى فجوة داخل السلطة وانتقال غير دستوري من حكم المشير إدريس إلى حكم ابنه الجنرال محمد إدريس الملقب بكاكا قائد قوات النخبة والحرس الجمهوري في الجيش التشادي. ق.د/وكالات أعلن جيش تشاد عبر التلفزيون الرسمي مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بإصابته في جبهات القتال وقال إن مجلسا عسكريا قد تشكل لتولي السلطة في البلاد بقيادة ابن ديبي الذي يقود الحرس الرئاسي. وقال الجيش في بيانه المتلفز إن رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة . وأوضح أن ديبي قتل حين كان يتفقد القوات التي تحارب المتمردين في شمال البلاد. وتدور المعارك منذ أيام في منطقة زيكي بإقليم كانم شمالي البلاد بين القوات الحكومية وحركات مسلحة وقد أسفرت عن مقتل المئات. أكدت قوات التمرد في تشاد أنها تواصل طريقها للعاصمة نجامينا بعد ساعات من إعلان الجيش مقتل الرئيس محمد إدريس ديبي وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد في فترة انتقالية. وتعهد المتمردون مساء الثلاثاء بالوصول إلى نجامينا ورفضوا رفضا قاطعا تشكيل المجلس العسكري الانتقالي برئاسة نجل إدريس ديبي.وقال الناطق باسم جبهة التناوب والتوافق كينغابي أوغوزيمي دي تابول نرفض رفضا قاطعا المرحلة الانتقالية وننوي مواصلة الهجوم . وأضاف تشاد لا يحكمها نظام ملكي يجب ألا يكون هناك انتقال للسلطة من الأب إلى الابن . وتابع قواتنا في طريقها إلى نجامينا لكننا سنترك ما بين 15 و28 ساعة لأبناء ديبي كي يدفنوا والدهم وفق العادات . وأعلنت جبهة الوفاق من أجل التغيير (المعارضة) رفضها لسياسة الأمر الواقع والخضوع لأي كيان يمارس السلطة بالعنف وقالت إنها ستحارب النظام العسكري المستمر منذ ثلاثة عقود . وأكدت الجبهة معارضتها لكل نظام قائم على القمع والديكتاتورية واستغلال الدين على حد تعبيرها. بدورها قالت مجموعة العمل والعدل المعارضة إن تشاد ليست مملكة ولا يمكن انتقال السلطة بين أعضاء الأسرة الحاكمة مضيفة أن قوات المقاومة الوطنية تتجه في هذه اللحظة نحو العاصمة. وقال الجيش في بيانه المتلفز إن رئيس الجمهورية إدريس ديبي إيتنو لفظ أنفاسه الأخيرة مدافعا عن وحدة وسلامة الأراضي في ساحة المعركة . وأوضح الجيش أن ديبي (68 عاما) قُتل أثناء مواجهته إرهابيين قادمين من ليبيا في الشمال وأنه كان يتفقد القوات التشادية المقاتلة. وتدور المعارك منذ أيام في منطقة زيكي بإقليم كانم (شمالي البلاد) بين القوات الحكومية وحركات مسلحة وأسفرت عن مقتل المئات. وحذرت السفارة الأمريكية في تشاد هذا الأسبوع من تحرك الجماعات المسلحة باتجاه العاصمة نجامينا ودعت دبلوماسييها غير الأساسيين إلى مغادرة البلاد قائلة إن تلك الجماعات باتت قريبة من العاصمة. وكان ديبي -الذي حكم تشاد طيلة 30 عاما- على وشك بدء ولايته السادسة بعدما أعلنت لجنة الانتخابات الاثنين إعادة انتخابه ب79.32 بالمائة من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 افريل الجاري. *مجلس عسكري انتقالي وعقب إعلان وفاة الرئيس قال المتحدث باسم الجيش الجنرال عازم برماندوا أغونا -في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية- إنه تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو (المعروف أيضا بالجنرال محمد كاكا) وأضاف أن المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال السلطة . وقال الجيش إن المجلس العسكري الانتقالي سيدير شؤون البلاد لمدة 18 شهرا ويضمن وحدتها واستقرارها وأضاف أن المجلس سيعلن ميثاقا بشأن حل البرلمان والحكومة كما دعا في الوقت نفسه جميع التشاديين في الداخل والخارج إلى الحوار وقال إنه سيعمل على تشكيل حكومة ومؤسسات انتقالية تشرف على تنظيم انتخابات. وأعلن الجيش على الفور سلسلة من الإجراءات الاستثنائية تشمل حظر التجول في كل أنحاء البلاد بين 6 مساء و5 صباحا وإغلاق جميع منافذ البلاد البرية والبحرية حتى إشعار آخر. وتشهد العاصمة التشادية هدوءا حذرا حيث حافظ الجيش على انتشار دباباته في محيط القصر الرئاسي والتقاطعات القريبة منه. وأشارت المصادرإلى أن دستور البلاد ينص على أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد مؤقتا عند وفاة الرئيس أو عجزه عن أداء مهامه. *بيان فرنسي من جانبها شددت باريس على أهمية الانتقال السلمي للسلطة في تشاد حليفتها في منطقة الساحل. وتعتبر فرنسا -قوة الاستعمار السابقة لتشاد- نظام ديبي شريكا أساسيا في الحرب على الحركات الإسلامية المتطرفة في الساحل . وقال البيان فقدت تشاد رئيسا عمل دون هوادة من أجل أمن البلاد واستقرار المنطقة على مدى 30 عاما لقد فقدت فرنسا صديقا شجاعا . وأكدت باريس أهمية أن تتم المرحلة الانتقالية في ظروف سلمية وبروح من الحوار مع كل الأطراف السياسية والمجتمع المدني والسماح بالعودة السريعة إلى حكومة تشمل الجميع وتعتمد على المؤسسات المدنية.