كل المؤشرات توحي بأنه سيتكرر اليوم سيناريو الأحد الماضي الذي شهد مباراة الجزائر سلوفينيا وستخلو الشوارع والمدن من جنس البشر وستشهد معظم المؤسسات والشركات غياب عمالها عن مناصبهم على أقل تقدير في الفترة المسائية وهذا لمتابعة المباراة الفاصلة التي ستجمع محاربي الصحراء الممثل الوحيد للعرب والمسلمين بأقوى دولة في العالم أمريكا ما جعل للقاء طعم آخر لأن الفوز لن يكون للجزائريين فقط بل هدية لجميع الشعوب المستعمرة على غرار الشعبين الفلسطيني والعراقي. يأتي اللقاء الفاصل الذي سيجمع اليوم كل من المنتخب الجزائري ونظيره الأمريكي في توقيت غير مناسب بالنسبة للعمال، الأمر الذي جعل الشارع الجزائري يعيش حالة توتر، خاصة للموظفين في المؤسسات الملزمة بتقديم خدمات للمواطنين حيث سيحرمون من مشاهدة هذه المباراة الفاصلة التي يعلقون عليها آمالا كبيرة لتأهل أشبال سعدان إلى الدور ثمن النهائي على حساب أمريكا وإعادة الفرحة إلى مئات الملايين العرب والمسلمين وإن كان هذا حال هذه الفئة فإن معظم موظفي المؤسسات الأخرى بشقيها الخاص والعام فقد قرروا عدم العودة إلى الدوام في الفترة المسائية حتى يتسنى لهم العودة إلى منازلهم مبكرا ومشاهدة اللقاء مباشرة على التلفزيون لإدراكهم أن جميع مظاهر الحياة في الشوارع الجزائرية ستنقطع بداية من وسائل النقل التي سيأخذ أصحابها إجازة والمحلات التجارية التي ستوصد أبوابها في الساعات الأولى من النهار، أما من بقيت مفتوحة فستتحول إلى مقهى يجتمع فيها الشباب لمشاهدة المقابلة المصيرية كما عمد البعض إلى جلب أجهزة التلفزيون إلى مقرات عملهم حتى لا يفوّتوا مباريات المونديال ويمسكون بذلك العصا من وسطها. الرغبة في متابعة محاربي الصحراء يقهرون الأمريكيين في المباراة الحاسمة التي ستلعب اليوم في حدود الساعة الثالثة زوالا لحساب الجولة الثالثة من الدور الأول لنهائيات كأس العالم وإهداء الفوز للفلسطينيين زاد من إصرار الجزائريين على مؤازرة فريقهم والجلوس وراء جهاز التلفاز يترقبون بثّ المباراة بشغف كبير ميّزها عودة الحضور القوي للراية الوطنية والأغاني الرياضية التي مجدت طيلة الأشهر الماضية إنجازات الخضر فقد أعادت نتيجة التعادل مع المنتخب الانجليزي أجواء الفرحة والتفاؤل بتقديم نتيجة إيجابية اليوم لتزيين بذلك الشوارع الجزائرية باللونين الأخضر والأبيض. آيات قرآنية وأدعية لنصرة الخضر تغزو المنتديات تحولت معظم المنتديات الالكترونية إلى مساحات لنشر الآيات القرآنية والأدعية لنصرة الخضر تسابق إلى نشرها عدد من المناصرين الجزائريين ومناصرين من دول عربية وإسلامية خاصة تونس والمغرب سوريا العراق وفلسطين والتي توحي إلى الدعم العربي لممثلهم الوحيد في هذه التظاهرة العالمية وإيمانهم بالنتائج الإيجابية التي حققها أشبال سعدان وقدرتهم على الوصول إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم والذي لن يكون سوى بقهر أمريكا والفوز عليها بثنائية نظيفة. كما راح بعض المناصرين إلى مطالبة الجميع بالصلاة والصوم والدعاء لله عز وجل ليكون النصر من حليف أبناء الأمة الإسلامية مؤكدين على ضرورة الترابط والتلاحم العربي لأن المسألة تحولت بعد أحداث غزة الأخيرة إلى مسألة دم وكرامة شعب. كما سجلت المنتديات عودة نبرة التهكم من بعض المصريين المتعصبين الذين يحاولون إحباط معنويات الجزائريين والسخرية من أداء المنتخب الجزائري والتكهن بأن النتيجة ستكون لصالح أمريكا 05 مقابل صفر والتأكيد على أن الشعب الجزائري همجي وبربري غير أن هذا الأمر لم يثن من عزيمة الجزائريين التي كانت ردودهم أكثر سخرية. جزائريون يقضون أوقاتهم في حساب معدلات التأهل انشغل عدد كبير من الجزائريين في حساب فرص الجزائر للتأهل إلى الدور الثاني والتي لن تكون سوى بالفوز بثنائية نظيفة على منتخب أمريكا وهو ما سيجعل نتيجة لقاء انجلترا سلوفينيا خارج الحسابات وفي حال تعثر رفاق زياني في هز شباك أحفاد العم سام بأكثر من هدف فالأمر سيتحول إلى معادلة رياضية اختلفت الآراء حولها. تأهل الخضر إلى الدور الثاني حسب المناصرين سيكون بانهزام انجلترا أو تعادلها أمام سلوفينيا وهو الأمر الذي سيلغي فرضية عدد الأهداف حيث سيكتفي الخضر في هذه الحالة بهدف واحد وهو ما يتمناه الجميع لإدراكهم العقم التهديف الذي يعاني منه المنتخب الوطني والذي لم يعرف طريقه إلى الحل في ليلة وضحاها. وبين هذا وذاك فهناك مجموعة المناصرين لا يهمها التأهل ومجموع الأهداف بقدر ما يهمها الفوز على أمريكا »واسترجاع كرامة الشعوب العربية والإسلامية«.