العلامة بن بيه لمسلمي أمريكا: المشاركة الفاعلة مع الأمريكيين مرغوبة ومطلوبة دعا العلامة عبد الله بن بيه -رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد- المسلمين في أمريكا إلى الاستفادة من الحرية الدينية وحرية التعبير التي تضمنها التعديل الأول في الدستور الأمريكي الذي أكد على أن حق العبادة وممارسة الديانة حق لا يمكن المساس به· وأكد بن بيه خلال رسالة متلفزة -بعث بها عبر اليوتيوب للجالية المسلمة- على ضرورة الاستفادة من الحريات المتاحة في المجتمع الأمريكي والمشاركة والتمتع بكل الحقوق بما في ذلك حق المشاركة في الانتخابات· وقال بن بيه (هذه الحقوق هي من نوع الواجبات أيضاً، لأن المواطن عليه أن يشارك المواطنين في كل خير وأن يعمل ما يسمى بتحالف القيم المشتركة كقيم المواطنة والخير والأمن والحرص على اقتصاد البلد وعلى أمنه وعلى تعليم أبنائكم كل هذه القيم المشتركة)· وأضاف (عليكم أن تشاركوا في إيجادها في حياة الناس، عليكم أن تبذلوا كل جهد، هذا من نوع العبادة لأن عبادة الحق جل وعلا والرحمة بالخلق هو صميم الدين وهو جوهره وعلى المسلم أن يشعر بهذا الانتماء العالمي، فقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيرا فأقم)· واعتبر بن بيه أن المشاركة الفاعلة في المجتمع الأمريكي (أمر مطلوب ومرغوب) وقال (إن من القيم التي يدعو إليها الإسلام أن يكون المؤمن إيجابياً وألا يكون سلبياً، أن يكون عنصراً فعالا وألا يكون عنصرا خاملا لا يرجح ميزانا ولا يعدل وضعا بل هو دائما يكون داعيا إلى الخير ومتعاونا مع ما حوله ومن حوله)· المواطنة من مقاصد الشريعة ووصف أمريكا بأنها قارة المهاجرين التي يسكن فيها كل الأجناس وتتعايش فيها الديانات والثقافات، وعلَّق على ذلك بقوله (يجب علينا أن نشجع هذا التعايش وأن نكون رواداً لهذا التعايش، وأن نبذل كل جهد ممكن حتى تترسخ هذه القيم، فهي قيم وصلت إليها أمريكا بعد جهد جهيد وهي قيم إنسانية أخلاقية ومن القيم التي يحرص عليها الإسلام وكل الديانات كقيم العدل وعدم الظلم وعدم الجور والتعاون والتضامن)· وحول مبدأ المواطنة أوضح بن بيه أنها تدخل في مقاصد الشريعة والتي تعني أن يكون الإنسان عنصراً فعالاً في وطنه وأن يكون إيجابياً وليس سلبياً وأن يكون متعاوناً وليس منعزلاً وفاعل خيري لا عنصر شر· وبالإضافة إلى كون المواطنة عقد اجتماعي كما يقول علماء القانون يرى بن بيه أنها أيضاً (انتماء نفسي للأرض وللخلق وللبيئة) ويُعلق بقوله (هذا الانتماء النفسي والشعور النفسي الوجداني تشمله المواطنة·· دينكم يدعوكم لذلك، للرحمة بالخلق، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: الراحمون يرحمهم الله·· فإذا رحمتم الناس وتعاملهم معهم بذلك فإن من شأن ذلك أن يرضي الله سبحانه ومن شأنه أن يجعلكم مقبولين في المجتمع الذي تعيشون فيه)· وأشار إلى أن كل الديانات السماوية التي جاءت من عند الله (إنما جاءت لهداية البشرية، ولتعريفهم بحسن العلاقة مع الباري جلت قدرته وبتحسين العلاقة مع أمثالهم من الخلق، فعبادة الحق والرحمة بالخلق هي سر الرسالة السماوية)· وفي تعليقه على حديث (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها وخالق الناس بخلق حسن) أوضح بن بيه أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر في الحديث المسلمين ولم يقل الأقارب أو العرب أو العجم وإنما تحدث عن الناس· وقال (هو يدعوك لأن تكون علاقتك بالناس علاقة حسن المخالَقة هذه من أنواعها المواطنة والمشاركة ووجود المودة ووجود البر بالناس، أن توجد ذلك في حياتك وفي علاقاتك مع الناس)· اتق الله حيثما كنت وكانت موعظة العلامة بن بيه تتحدث حول حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)· وأكد بن بيه أن من تقوى القلوب (أن تذكر الله كثيرا وأن تسبحه بكرة وأصيلا، من تقوى القلوب أن تمتثل أوامر الله، أن تصلي الصلاة في أوقاتها، أن تقدم الزكاة والصدقة للفقراء والمحتاجين والعاطلين عن العمل، أن تصوم رمضان وأن تحج بيت الله الحرام)· وأضاف أن (من تقوى القلوب أن تجتنب ما نهى الله عنه من الفواحش والموبقات ومن الكذب والغيبة والنميمة إلى غير ذلك من الأمراض كالكبر والحسد والرياء)· ونبه إلى أن علاقة المؤمن مع ربه هي علاقة تحتاج لمراجعة مستمرة وأن يكون هناك حرص على صحة هذه العلاقة (فإن من أحسن علاقته بالله سبحانه وتعالى أصلح الله علاقته فيما بينه وبين الناس)· * اعتبر بن بيه أن المشاركة الفاعلة في المجتمع الأمريكي (أمر مطلوب ومرغوب) وقال إ(ن من القيم التي يدعو إليها الإسلام أن يكون المؤمن إيجابياً وألا يكون سلبياً، أن يكون عنصراً فعالا وألا يكون عنصرا خاملا لا يرجح ميزانا ولا يعدل وضعا بل هو دائما يكون داعيا إلى الخير ومتعاونا مع ما حوله ومن حوله)·