هل يكفي الاعتذار يا سيد أردوغان··؟ إذا قلنا تركيا، يعني الإمبراطورية العثمانية التي حكمت البلدان الإسلامية في شرق الأرض وغربها لعدة قرون، والتي كان لها مع العالم العربي صولات وجولات، وكان لها بالخصوص مع الجزائر التي كانت دولة قائمة بذاتها طيلة الحكم الإسلامي العثماني، وقد كانت عظَمة وهيبة الإمبراطورية المترامية الأطراف، والتي يحسب لها الغرب الصليبي ألف حساب، بعد أن تمّ القضاء على الاستعمار الإسباني في الجزائر، وتكون الأسطول الذي كانت له أياماً وتاريخاً فرض فيه قوة الجزائر على البحر الأبيض المتوسط، وبتحطيمه سقطت الدولة العثمانية التي كانت تحكم كل المنطقة العربية وبعض الدول الأوروبية··! اليوم ما بقي من العثمانيين هو هذا الحطام المسمى تركيا، والذي نراه يلهث وراء الدول الغربية، متنازلاً عن الكثير من القيم والمباديء الإسلامية، وهذا من أجل القبول في الاتحاد الأوروبي، ومن أجل أن يقال، بأن تركيا بلداً أوروبيا، له حقوق وواجبات بقية الدول الصليبية، وإلاّ بماذا نفسّر تكالب حلف الناتو بعضوية تركيا، وضربها لبلد عربي مسلم يفترض ألا يقتل المدنيين من قبله وتركيا عضواً أساسيا فيه··؟! إن تركيا التي يحكمها حزب (العدالة والتنمية)، والذي نزع (أردوغان) صفة الإسلامية عنه، يريد أن يرضي الغرب بأية وسيلة، أو يمكن أن نقول أنه هو نفسه يد الغرب وفكرها في المنطقة، وما تحامله على ليبيا وسوريا، إلا دليل قاطع على هذه الاتهامات التي سيكشف عنها التاريخ يوماً ما··! همّ أردوغان بعد تلك المجزرة المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، والاعتداء السافر الذي تعرضت له سفينة (مرمرة) التركية من قبل العدو الصهيوني، هو الاعتذار عن ذلك، وإلاّ فلا علاقات مع إسرائيل··؟! الاعتذار يا سيد (أردوغان)·· لا يكفي، فدماء الشعوب المسلمة لا يعوّضها إلا السنّ بالسنّ، وما الاعتذار الذي تطالب به إلاّ دليل ضعف وانهزام أمام الكيان الصهيوني، الذي قد يعتذر·· ولكن بماذا يفيد هذا الاعتذار الشعوب المغلوبة على أمرها والمضطهدة، إنه العار الذي لا يمحى إلا بالنّار··!