مخطّط أمني صارم يقطع الطريق أمام الدمويين إجراءات مشدّدة لضمان أمن الجزائريين في رمضان سطّرت المديرية العامّة للأمن الوطني مخطّطا أمنيا وطنيا خاصّا بشهر رمضان الكريم يهدف إلى تفعيل عمل الشرطة أكثر، ما يسمح للمواطن بالحركة أكثر خلال النّهار وفي اللّيل، وهو امتداد لمخطّط الاصطياف الذي انطلق شهر جوان الفارط· حيث تمّ تعزيز العاصمة وحدها بخمسة آلاف شرطي بالزيّ المدني على مستوى الأماكن التي تعرف تواجدا مكثّفا للمواطنين كالأسواق، البنوك، مراكز الشرطة، محطّات النّقل البرّي والسكك الحديدية بغرض حماية الأشخاص والممتلكات خلال الشهر الفضيل· وجاءت هذه التدابير عشية شهر رمضان بسبب تزايد مخاوف المواطنين من العمليات الانتحارية التي تستهدف عادة الأسواق والمساجد خلال هذا الشهر الفضيل، لهذا ارتأت المديرية العامّة للأمن الوطني تكثيف مضاعفة الدوريات الرّاكبة والرّاجلة وتأمين أماكن إجراء التظاهرات الرياضية والثقافية التي تنّظم خلال السّهرات وحراسة المساجد خلال فترة تأدية التراويح ومنع احتلال الطريق العمومي من طرف الباعة المتجوّلين وتنظيم عملية مرور السيّارات في أوقات الكثافة المرورية وهذا لضمان أمن وسلامة المواطن، على غرار السنوات الماضية، حيث لم تشهد العاصمة أيّ عمل إرهابي، كما تمّ تضييق الخناق على عصابات السطو في الأماكن العمومية· كما يهدف المخطّط الأمني الصارم إلى قطع الطريق أمام الدمويين الذين كثيرا ما يفكّرون في تنفيذ عمليات إجرامية مختلفة تفسد رمضان الجزائريين الذين يثقون تماما في قدرة أجهزتهم الأمنية على ضمان أمنهم خلال رمضان وسائر شهور العام· وقد دخل هذا المخطّط حيّز التنفيذ، حيث أعطيت إشارة العمل بالمخطّط الأمني الخاص برمضان أسبوع قبل حلوله من خلال إعادة توزيع وانتشار الحواجز الأمنية التي تمّ تقليص عددها وإلغائها في عدد من المناطق منذ الإعلان الرّسمي عن رفع حالة الطوارئ شهر مارس الماضي في خطوة ترمي إلى إعادة تفعيل أداء الحواجز الأمنية واختبار مدى فعاليتها من خلال اختبارها ميدانيا في مجال مكافحة تهريب المخدّرات والأسلحة وجسّ مستوى الحيطة والحذر لدى أعوان الأمن، كما تمّ استرجاع عدد كبير من الفرق الأمنية من الشواطئ التي سيقلّ الإقبال عليها خلال شهر أوت على عكس الأسواق والمرافق الأخرى التي ستعرف تدفّقا كبيرا للمواطنين خلال فترات النّهار واللّيل، حيث من المتوقّع استمرار سهرات العاصميين الرّمضانية إلى غاية السحور· كما تشهد أهمّ النقاط والمساحات الحيوية خلال هذه الأيّام تغطية أمنية كبيرة استحسنها سكان العاصمة بشكل كبير وتتجلّى من خلال التواجد المكثّف للأعوان بالزيين المدني والرّسمي، مع انتشارهم المكثّف في ربوع الولاية، خاصّة على مستوى مواقف الحافلات، محطّات نقل المسافرين، محطّات السكّة الحديدية، المقابر، الأضرحة والمساجد، والتي شهدت تعزيزات أمنية تعكس يقظة رجال الشرطة وسهرهم على ضمان راحة المواطنين خلال شهر رمضان، إلى جانب الأسواق التي عرفت تدفّق مئات المواطنين لاقتناء مستلزمات رمضان، الأمر الذي خلق اكتظاظا كبيرا وفوضى بين المواطنين، ما كثّف تغلغل رجال الأمن بالزيّ المدني لوضع حدّ لبعض المنحرفين·