تشهد العاصمة تشديدا أمنيا ملحوظا يتجلى خصوصا من خلال إعادة توزيع الحواجز الأمنية التابعة للشرطة والدرك الوطني وزيادة عددها، وذلك لتسهيل حركة سير المركبات والتقليل من حوادث المرور التي عرفت ارتفاعا محسوسا منذ بداية الصيف، بالإضافة إلى الاستعداد لتطبيق المخطط الأمني الخاص بشهر رمضان الذي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودات لتحسيس المواطنين بالأمان خلال هذا الشهر الفضيل الذي تبرز فيه العديد من المظاهر السلبية. وعلى أبواب شهر رمضان المعظم يشهد التعداد الأمني بولاية الجزائر تعزيزات إضافية من شأنها ضمان تنظيم المرور وحركة الأسواق وراحة المواطن خلال هذا الشهر المبارك. وقد شعر العاصميون بالوضع الجديد الذي وإن زاد -ولو نسبيا- من اختناق حركة المرور إلا أن نتائجه ستنعكس بشكل إيجابي على سلامة السائقين والراجلين على حد سواء. ويشير مصدر أمني إلى اعتماد مديرية أمن ولاية الجزائر مخططا أمنيا خاصا يرمي إلى إعادة توزيع وانتشار الحواجز الأمنية التي تم تقليص عددها وإلغائها بعدد من المناطق منذ الإعلان الرسمي عن رفع حالة الطوارئ شهر مارس الماضي في خطوة ترمي إلى إعادة تفعيل أداء الحواجز الأمنية واختبار مدى فعاليتها من خلال اختبارها ميدانيا في مجال مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة وجس مستوى الحيطة والحذر لدى أعوان الأمن. وسيمكن هذا المخطط المختصين من ضبط إحصائيات خاصة بسير حركة مرور السيارات بالعاصمة بعد الشكاوى المتعددة من أصحاب السيارات حيال حالات الانسداد المروري الناجمة عن نقاط المراقبة والتفتيش، وهذا ما سيمكن المختصين من تقييم مدى تأثير وفعالية الحواجز الأمنية في إطار تسيير حركة المرور بالعاصمة، علما أن هذا المخطط يتضمن كذلك تحضيرات واستعدادات خاصة بشهر رمضان وهو ما رفع من درجة اليقظة إلى أعلى مستوياتها. وككل سنة تتبنى مديرية أمن ولاية الجزائر مخططا أمنيا بحسب المواسم والمناسبات على غرار شهر رمضان الذي يعرف تغييرا في حركة المرور بالنسبة للراجلين والسيارات ما بين ساعات النهار والليل بالإضافة إلى انتعاش حركة التسوق المتبوعة بانتعاش كبير لعصابات السرقة سواء بالأسواق أو غيرها إلى جانب التغير في مزاج الصائمين الذي غالبا ما يتسبب في نشوب صراعات وشجارات تصل إلى مراكز الشرطة. ويهدف المخطط الخاص بشهر رمضان إلى إعادة توزيع وانتشار الفرق الأمنية التي استُرجع عدد كبير منها من الشواطئ التي سيقل الإقبال عليها خلال شهر أوت على عكس الأسواق والمرافق الأخرى التي ستعرف تدفقا كبيرا للمواطنين خلال فترات النهار والليل، حيث من المتوقع استمرار سهرات العاصميين الرمضانية إلى غاية السحور. وتشهد أهم النقاط والمساحات الحيوية خلال هذه الأيام تغطية أمنية كبيرة استحسنها سكان العاصمة بشكل كبير وتتجلى من خلال التواجد المكثف للأعوان بالزيين المدني والرسمي مع انتشارهم المكثف بربوع الولاية خاصة على مستوى مواقف الحافلات، محطات نقل المسافرين، محطات السكة الحديدية، المقابر، الأضرحة والمساجد والتي شهدت تعزيزات أمنية تعكس يقظة رجال الشرطة وسهرهم على ضمان راحة المواطنين خلال شهر رمضان. وقد أعطيت إشارة العمل بالمخطط الأمني الخاص برمضان أسبوعا قبل حلوله، حيث كانت الانطلاقة من الأسواق الشعبية العاصمية الرسمية منها والموازية بتكثيف تواجد دوريات أعوان الشرطة القضائية والأعوان بالزي المدني الذين تغلغلوا بداخل الأسواق التي عرفت تدفق مئات المواطنين لاقتناء مستلزمات رمضان الأمر الذي خلق اكتظاظا كبيرا وفوضى بين المواطنين. وبجوار المقابر والأضرحة شوهد التواجد المكثف لدوريات الشرطة التي أقامت حواجز لصيقة ومتحركة بهذه النقاط وحسب مصدر أمني فقد تم تزويد أعوان الشرطة بمعدات لكشف وتحسس المواد المتفجرة في خطوة للحيلولة دون استغلال هذه الأماكن من قبل الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تسجيل حضورها القذر واستغلال مثل هذه المناسبات الممتدة إلى أيام طويلة خاصة يضيف المصدر أن بقايا الإرهاب لم تتمكن -ولله الحمد- من دخول العاصمة ولا القيام بأية عملية إرهابية منذ شهور طويلة بفضل جهود مصالح الأمن. التدعيم الجوي لم يغب خلال هذه الفترة وحتى قبلها، حيث أضحت المروحيات التابعة للأمن الوطني إحدى الركائز والأولويات التي تتم الاستعانة بها لتسهيل حركة المرور وتحديد النقاط السوداء على مستوى الطرق السريعة والفرعية والتي تعمل على امتداد 24 ساعة.