أخصائية تغذية ل"أخبار اليوم" المائدة الرمضانية الجزائرية غير صحِّية تتنوع المائدة الرمضانية الجزائرية، مثلما هو معلوم، حيث تتزاحم فيها الكثير من الأطباق الشهية والمتنوعة، كالمقبلات والسلطات، والمعجنات، والطواجن المختلفة، وعلى غرار بقية البلدان العربية والإسلامية الأخرى، إلا أن هناك من الأطباق التي لا تزور المائدة الجزائرية إلا في شهر رمضان الكريم، وتودعنا بانتهائه، فيما لا يختلف إثنان على أنها مائدة شهية ومغرية للعين وللبطن وجذابة، لكنها في الوقت ذاته غير صحية بالمرة· هذا ما كشفت عنه أخصائية التغذية على مستوى دار السكري بالعناصر، السيدة يونس شاوش نجاة، في حديثها ل(أخبار اليوم) حول الموضوع، وهذا على هامش الحملة التحسيسية التي أطلقتها جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر حول شهر رمضان الكريم وداء السكري، حيث تحدثت الأخصائية عن التنوع الكبير للمائدة الرمضانية الجزائرية، وتميزها، وغناها بالكثير من الأطباق، وفقرها في الوقت ذاته من كل قيمة غذائية أو صحية، ولا يكمن السبب في الأطباق بحد ذاتها، وإنما في جهل العديد من السيدات الجزائريات لكيفية إعداد وجبة متوازنة ومتكاملة وصحية لأفراد اسرهن بعد يوم شاق من الصيام، وإن كانت المائدة تبدو مزدحمة بأطباق مختلفة، من شوربة وبوراك وطاجين، إضافة إلى الأطباق الأخرى من المثوم والكباب وطاجين الزيتون، والشطيطحة وأنواع المرق الكثيرة، ناهيك عن السلطات، وبعض المعجنات الخفيفة، ويضاف إليها كلها ما يعقبها من عصائر ومشروبات مختلفة، ناهيك عن أنواع الحلويات التقليدية والعصرية والمحليات، وبصفة عامة، فإنها مائدة طويلة عريضة، مليئة، ولكن لا صحية بالمرة· وتشدد أخصائية التغذية، في حديثها على ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن المقليات، التي تكثر في أطباق شهر رمضان الكريم، ضاربة مثالا بالبوراك مثلا، الذي يعد طبقا رئيسيا وحاضرا يوميا طيلة شهر رمضان، لدى العديد من العائلات الجزائرية، حيث تؤكد أنه من الضروري عدم الاعتماد على قليه فقط، نظرا لتشبعه بالدهون، مقترحة مثلا طهيه أحياناً في الفرن، كونه لا يتطلب الكثير من الزيت لذلك، هذا إلى جانب أنواع المقليات الأخرى، والتي تتشارك كلها في غناها بالدسم والدهن، مع ابتعاد غالبية الجزائريين عن تناول الخضر الغنية بالألياف، وهو ما تؤكد على ضرورة الحرص عليه، وضرورة تنويع تناول السلطات الخضراء المعتمدة على أنواع شتى من الخضر الصحية، إلى جانب كميات متناسبة من اللحوم أو من مشتقات الحليب، والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات التي يكثر الإقبال عليها كذلك، مثل طبق اللحم الحلو، الذي ليس من المفترض أن يكون حاضرا -حسبها- بشكل يومي على المائدة، نظرا لوجود أنواع أخرى من الحلويات التي يتناولها الصائمون فيما بعد الإفطار، وفي حوصلة عامة، شددت أخصائية التغذية في حديثها حول المائدة الرمضانية الجزائرية، على ضرورة احترام المبدأ الأساسي من تشريع الصوم، والذي لا يعني تنويع وإكثار الأطباق على المائدة، بقدر ما يعني الإحساس بآلام ومعاناة الفقراء والمساكين، مشددة على أهمية إتباع الهدي النبوي الصالح في كيفية تناول الطعام والشراب· وبالحديث عن الشراب، ولأن شهر رمضان هذه السنة سيكون في عز شهر أوت، وكثيرون يحاولون تعويض الحرارة الشديدة التي عانوا منها طيلة يوم كامل، بالإكثار من العصائر والمياه والمشروبات المتنوعة، قالت أن هذه الطريقة غير صحية أيضاً، حيث أن التهافت على شرب مختلف المشروبات بعد الآذان مباشرة، يجعل الإنسان يشعر بالثقل، دون أن يكون قد أكل شيئا، فتتبدد طاقته كلها، ويصبح عاجزا عن الحركة، وتضيع بذلك كل مزايا الصيام الصحية، ولذلك تعدو السيدة شاوش إلى ضرورة تناول السوائل والمشروبات المختلفة بروية وليس بمجرد سماع الآذان مباشرة، والإكثار منها إنما بطريقة عقلانية وعلى فترات·