الطهارة من الموضوعات الهامة جداً والتى اعتنى بها الإسلام، واغتنم الفرص ليعلّم المسلمين الطهارة والنظافة، من هذه الفرص الوضوء، يقول الله عز وجل: »إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ«، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: »الطهور شطر الإيمان«، أي التطهر هو شطر ونصف الإيمان. وقد جعل الإسلام من الوضوء عبادة ورغب المسلمين في الوضوء ومن هذا حديث رواه الإمام مسلم يقول: »إذا توضأ العبد فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، وإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئةٍ بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء وإذا غسل رجليه غسل كل خطيئةٍ خرجت من رجليه مع الماء أو حتى آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب«. حول الوضوء ومكانته في العبادة تحدثت الدكتورة لينا الحمصي في برنامجها »فقه المرأة« عبر قناة الرسالة الفضائية وبدأت بتعريف الوضوء قائلة: معناه في الشرع استعمال الماء في أعضاء معينة والأصل في مشروعيته قوله تعالى »يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ، وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ«، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول إن الله لا يقبل صلاة أحدكم إذا أحدث أي إذا فعل ما ينقض الوضوء حتى يتوضأ. ثم تناولت فرائض الوضوء وأوضحت أنه عند الحديث عن فرائض الوضوء هنالك فرائض متفق عليها بين الفقهاء وفرائض مختلف في فرضيتها بين الفقهاء، والفرائض المتفق عليها: غسل الوجه وغسل اليدين إلى المرفقين مسح الرأس غسل الرجلين إلى الكعبين. حيث يجب إسالة الماء على العضو بحيث يتقاطر منه ولو قطرة ولو قطرتان، وقد يشتبه على البعض بين الغسل وبين المسح فيبل يديه ويمسح وجهه يظن نفسه أنه قد فعل الفرض وهذا خطأ الفرض فيه هو غسل الوجه وليس مسح الوجه. بينما فرائض الوضوء المختلف حولها: هي النية، الترتيب، الموالاة، الدلك، والنية هي نية الوضوء وهي أن ينوي من يفعل الوضوء أن ينوي هذه النية ولا يفترض فيها التلفظ وإنما يكفي بالقلب. من الممكن أن ينوي ويقول نويت فرائض الوضوء ممكن أن يقول نويت رفع الحدث الأصغر. بينما الترتيب كما توضح الدكتورة لينا الحمصى: الترتيب بين فرائض الوضوء وليس سنة الترتيب بين السنن سنة ولكن بين فرائض أن يغسل المتوضئ وجهه أولاً ثم يديه ثم يمسح رأسه ثم يغسل رجله. الترتيب عن الحنفية وعند المالكية هو سنة وليس فرضاً من فرائض الوضوء ولو قلب الآية المتوضئ وغسل قدميه ثم غسل وجهه صح وضوءه لكنه مسيء لتركه للسنة نقصت حسناته لأن السنة وخاصةً المؤكدة، والترتيب من السنن المؤكدة عندهم يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركُها. والمقصود بالترتيب هو ترتيب أعضاء الوضوء واحداً بعد الآخر بالترتيب الذي ورد في النص القرآني، ذهب الحنفية والمالكية إلى أنه سنةٌ مؤكدة لأن النص القرآني استخدم وأو العطف التي تفيد مطلق الجمع، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الترتيب فرض لا يصح الوضوء إلا به لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في وضوئه. والأمر الثالث من الأمور المختلف في فرضيتها عند الفقهاء كما أوضحت د. لينا هو الموالاة، ويقصد بها متابعة أفعال الوضوء أحدها إثر الآخر قبل أن يجف السابق. ومثال على ذلك: كثيراً ما تسألني النساء تقول إحداهن كنت أتوضأ فطرأ لي طارئ طرق جرس الهاتف تفقدت الطبخ على النار هل هذا يعني أنه عندما توقفت عن الوضوء أن عليَّ عندما أعود أن أعود من أوله أم يجوز لي أن أكمل من النقطة التي وقفت عندها. وتجيب الدكتورة لينا: الواقع أن الفقهاء ميزوا بين الفصل اليسير والفصل الكثير، والموالاة هي متابعة أفعال الوضوء أحدها إثر الآخر قبل أن يجف السابق، ولكن الفصل اليسير لا يضر لأنه لا يمكن التحرز منه، وحد التفريق بين اليسير والكثير هو عدم جفاف العضو السابق فيما لو كان الطقس معتدلاً لا حاراً ولا بارداً. وقد ذهب الحنفية والشافعية إلى أن الموالاة سنة لا فرض وبالتالي يسن له أن يعيد وضوءه من أوله ولكن إن لم يعد هذا الوضوء وأكمل من النقطة التي وقف عندها فوضوءه صحيح. وعند المالكية وعند الحنبلية فالموالاة فرضٌ من فرائض الوضوء وعلى من توقف وجف العضو السابق عليه أن يعيد وضوءه من جديد. ثم تحدثت لينا الحمصى عن الدلك وأوضحت أنه يعنى إمرار باطن الكف على العضو بعد صب الماء وقبل جفافه، حيث ذهب جمهور الفقهاء دلك العضو باليد (الشافعية- الحنبلية- الحنفية) إلى أنه سنة لا فرض، وذهب المالكية إلى أن الدلك فرض لا سنة في الوضوء. والذي لم يدلك عندهم جسده يده وقدمه ووجهه فوضوءه غير صحيح. ثم قالت في نهاية الحلقة: إذاً هذه هي الفرائض المختلف حولها وهي أربعة النية والترتيب والدلك والموالاة، ماذا لو توضأ المرء فعل فرائض الوضوء المتفق حولها وفرائض الوضوء المختلف حولها. علينا أن نميز بين السنن المؤكدة التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وبين السنن غير المؤكدة والتي تسمى بالآداب التي فعلها في بعض الأحيان.