السؤال: ما حكم الإسراف في الماء عند الوضوء أو الغسل على الرغم من توافر الماء وسهولة الحصول عليه؟ * * أمر الإسلام بالطهارة. ومع ذلك فإن الإسلام في الوقت نفسه ينهي عن الاسراف في الماء ورد في كتاب المغني لابن قدامة المقدسي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ. فقال: "ما هذا السرف؟" فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: "نعم وإن كنت علي نهر جار" رواه ابن ماجة. وقد ثبت في البخاري ومسلم أن النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يغتسل بالصاع إلي خمسة أمداد. وروي مسلم ان النبي "صلي الله عليه وسلم" كان يغسل الصاع من الماء من الجنابة ويوضئه المد وقد اتفق العلماء علي أن الزيادة علي ما يعم العضو ثلاث مرات يعد اسرافا. وحكم الاسراف مكروه إذا كان الماء مباحا مملوكا أي صاحبه مالك له. أما الماء العام فإن الزيادة علي الثلاث حرام. لكونها غير مأذون فيها. أخرج أحمد والنسائي وابن ماجة وغيرهم ان اعرابيا سأل النبي "صلي الله عليه وسلم" عن الوضوء فأراه ثلاثا ثلاثا وقال "هذا الوضوء. فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم" وقال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثلاث أن يأثم. وإني أهيب بالمسلمين أن يتقوا الله في ماء الوضوء بالمساجد خاصة والبيوت عامة وألا يسرفوا في الماء. وليعلم الناس أننا مسئولون أمام الله تعالى عن إهدار هذا الماء الصالح للشرب والذي يعد شريان الحياة والله تعالي أعلم.