حنفيات تجف وأحياء تندب حظها عائلات تهجر منازلها.. والسبب أزمة الماء! نسيمة خباجة مع دخول البرنامج الجديد لتوزيع المياه منذ السبت الفارط حيز التنفيذ تواصل سيناريو الأزمة واستمر أيضا التذبذب والخلط ولم يقو المواطنون على فهم الوقت المحدد لسيلان الماء عبر حنفياتهم خصوصا مع اعتماد ثلاثة أنواع من الأنظمة الجديدة في التوزيع والنقطة التي أفاضت الكأس نظام يوم بيوم الذي لم يهضمه مواطنو الأحياء الخاضعة لذلك النوع من التوزيع إلى جانب مشكل ضعف ضغط المياه كمشكل آخر طفا على السطح في بعض الأحياء.. هذا الأمر أدى بعائلات إلى هجران منازلها نحو بيوت الأقارب أو العائلة الكبيرة للانتفاع بنعمة الماء بعد أن طردتهم حنفياتهم الجافة بصفة اضطرارية ولم يتحملوا الأزمة الراهنة التي أدت إلى غياب مادة أساسية جعل الله تعالى منها كل شيء حيا. ولازال سيناريو تذبذب توزيع المياه متواصلا عبر اغلب أحياء العاصمة ولم تجد الاسر حلا في ذلك سوى بتخزين الماء بكميات مضاعفة وهو ما يؤدي إلى احتكار المادة ويضع نظام التوزيع وترشيد استهلاك الماء في خانة اللا حدث فاللجوء إلى التخزين عبر صهاريج تحوي ازيد من 400 لتر ليس بالشيء الهين في ظل الأزمة وانخفاض نسبة الماء عبر السدود إلى 15 بالمئة وشح الأمطار. معاناة واحدة عبر الأحياء يتحد سكان اغلب أحياء العاصمة في مشكل التذبذب الحاد في توزيع المياه بحيث لا حديث في الشارع وعلى مستوى التجمعات سوى عن أزمة الماء فتلك الاخيرة تفوقت من حيث الاهتمام عن وباء كورونا وغيّبته من الأحاديث. يقول الشاب نجيب من باب الوادي وبالضبط من حي الجبل ان معاناتهم مع الماء ليست بالشيء الجديد وبدأت منذ اشهر بحيث يشهد حيهم انقطاعات متكررة للماء في الفترة الليلية حوالي الساعة الثامنة لكن المشكل ازداد حدة خلال هذه الفترة وعرف الماء تذبذبا ملحوظا ولم يستقر الانقطاع في وقت محدد يألفه الساكنة بل يتم عشوائيا مما اخلط حسابات سكان الحي. خلط مواعيد التوزيع مستمر ما أثار حفيظة سكان الأحياء هو خلط مواعيد التزويد بالماء التي استعصى التحكم فيها على ما يبدو من مصالح سيال إلى جانب ضعف ضغط المياه كمشكل آخر طفا على السطح وزاد من غبن المواطنين تقول السيدة زوليخة انها تقطن بحي سيدي محمد ببئر توتة وتستاء كثيرا من البرنامج الجديد المطبق في توزيع المياه والذي يشهد تذبذبا واضحا اكثر من الاول وتضيف بالقول ان الأزمة نتقبلها لو ان عملية التوزيع كانت اكثر تنظيما وتُحترم فيها مواعيد توزيع الماء التي يعتاد عليها سكان الأحياء لكن الخلط زاد من تعب المواطنين واستيائهم بسبب ندرة مادة اساسية في بيوتهم. أسر تغادر منازلها مشكل تزويد المياه وتوزيعها انعكس على سير حياة أسر بكاملها كما يقول قاطن بالطابق 16 بالعمارة 22 من حي عدل الموز بالمحمدية والذي بدا عليه التأثر وهو يؤكد انه اضطر وأسرته لمغادرة شقتهم نحو منزل العائلة الكبيرة دون ان يرغبوا في ذلك أساسا أو تخطيط مسبق مضيفا أنه بات من المستحيل التعايش مع واقع يفرض عليهم التفكير المستمر في كيفية ايصال المياه إلى منزلهم. كما وجد الكثير من المواطنين الحل في التنقل بسياراتهم إلى أحياء تتوفر على ماء ليقوموا بملء براميلهم من بيوت الأهل والاقارب والحصول على كمية كبيرة من الماء والعودة إلى منازلهم وتحمل مشقة حملها وتوصيلها. هي سيناريوهات واخرى يعيشها الجزائريون جراء أزمة الماء التي مست أحياء في قلب العاصمة بحيث ولّدت عادات جديدة لاسيما وان انقطاع الماء تزامن وحلول فصل الصيف كموسم يتطلب الحضور الإلزامي للماء لاجل تحقيق نظافة البدن والمسكن.