يواجه سكان بلديات ولاية الجلفة خلال هذه الأيام مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة أزمة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، بالنظر إلى التذبذب الحاصل منذ عدة أيام في وصول الماء إلى حنفياتهم، ومع حلول كل صائفة تبدأ معاناة سكان عدة أحياء مع التذبذب في توزيع مياه الشرب، حيث تشهد أغلب أحياء بلديات ولاية الجلفة أزمة خانقة دفعت بالمواطنين إلى الاحتجاج. ورغم هذه المعاناة والتذبذب الحاصل في توزيع المياه الشروب، ورغم أنّ مصالح البلديات قامت في السنوات الأخيرة بعدة مشاريع لتحسين الخدمات إلى أنّ المشكل لا يزال قائما دون إيجاد أي حل يذكر من طرف الجهات المعنية، وخلال جولات استطلاعية قامت بها (أخبار اليوم) ببعض بلديات الولاية لاحظت معاناة المواطنين مع أزمة الماء الشروب، حيث وقفت في العديد من المرات على المعاناة من خلال استعانة العائلات بالصهاريج أو جلب المياه من الحنفيات العمومية عن طريق استعمال الدلو، وهي المهمة التي يتكفل به الأطفال الصغار، الأمر الذي أصبح يثير غضب الأولياء الذين يدفعون مستحقات الفواتير التي ترسلها الجزائرية للمياه كل فترة مقابل شح في المياه الشروب على حد قول أحد المواطنين الذي التقيناه، وقد أكد في هذا الشأن مواطن آخر أنّ سبب جفاف حنفياتهم يعود لسوء في التوزيع وليس راجع لقلة الموارد المائية بالمنطقة التي يقطنون بها، هذه الأزمة دفعت بالعديد من المواطنين إلى اقتناء الصهاريج منذ بداية شهر ماي الفارط، بأثمان باهظة قاربت 800 دج للصهريج الواحد متوسط الحجم، في الوقت الذي تساءل فيه أحد المواطنين المحرومين من المياه الشروب عن سبب حرمانهم من هذه المادة الحيوية رغم دفعهم لكل المستحقات التي عليهم! هي مشكلة تزداد حدّتها مع دخول كل فصل صيف أين يكثر الطلب على هذه المادة، وقد أعرب في هذا الشأن العديد من المواطنين الذين التقيناهم عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من خلال التذبذب الحاصل في عملية توزيع الماء الشروب، حيث أكد أحد المواطنين لنا أنّ هذه المادة الحيوية تعتبر عنصرا أساسيا في الحياة اليومية ولا تستطيع الأسر الاستغناء عنه ولو ليوم واحد، لكن العكس هو الجاري نظرا للانقطاعات المتكررة التي تشهدها كل من أحياء مدينة عين وسارة على غرار أحياء (ديدوش مراد وحي 120 مسكن ومصطفى رحيم وغيرها)، وكذا بلدية مسعد على غرار كل من حيي (سيدي نايل والمجاهدين و ...)، ومن جهة أخرى تعرف كذلك عدة بلديات أخرى بولاية الجلفة على غرار بلديات الزعفران وحاسي بحبح وعاصمة الولاية اضطرابات في عملية تزويد سكانها بالمياه الصالحة للشرب، حيث تشهد بعض أحيائها انقطاعات المياه بفترات تزيد عن الثلاثة أيام، ومع كل موسم حر تزداد المعاناة دون أن تتمكن السلطات المحلية ومديرية الري والجزائرية للمياه من إيجاد حل لها، رغم الوعود والتطمينات التي تقدمها الجزائرية للمياه بولاية الجلفة في العديد من المرات والتي أوضح مسؤولها في الكثير من الأحيان أنّ بلديات الولاية لن تعرف انقطاعات للمياه الشروب عبر كامل بلدياتها خاصة ذات الكثافة السكنية الكبيرة، لكن الواقع غير ذلك، وهو ما ترجمته الاحتجاجات الأخيرة بمختلف البلديات حول الانقطاعات المتكررة للماء الشروب، ورغم ما يعانيه الكثير من سكان ولاية الجلفة فإنّ هذه الولاية تزخر وتفتخر بوجود عدة سدود منها (سد واد الصدر) الذي يمول عاصمة الولاية وأحيائها ولكن تبقى الأزمة متواصلة في ظل سوء التوزيع، وقد اتهم العديد من المواطنين خلال الاحتجاجات التي قاموا بها مؤخرا المؤسسة المعنية بالتوزيع، حيث أكد أغلبيتهم ممن التقيناهم أنهم مع دخول كل فصل الصيف يعانون من الانقطاع المستمر للمياه الشروب، مؤكدين في ذات السيّاق أنّ المشكل يكمن في سوء توزيع المياه الشروب وحصة كل حي من أحياء البلدية، حيث لا تراعي الكثافة السكنية التي يعرفها كل حي، وفي هذا السياق ناشد سكان الأحياء المسؤولين المعنيين لوضع حد لأزمة المياه التي يعيشونها خلال هذه الأيام التي تشتد فيها الحرارة، وأكد سكان مختلف الأحياء المتضررين أنهم يعيشون على وقع الاضطرابات في التزود بالماء الشروب بسبب التوزيع غير العادل بين الأحياء ما يجعلهم يلجأون إلى الصهاريج وكذا الينابيع والأحياء المجاورة للتزود بهذه المادة الحيوية.