ب. لمجد تحولت احياء باريس التي يقطنها مسلمو فرنسا الى "أحياء إسلامية" بامتياز بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، بينما تؤكد الأصداء الواردة من عاصمة الجنوب الفرنسي، مارسيليا، أن هذه الأخيرة التي يقطنها عشرات الآلاف من الجزائريين تتحول بمناسبة رمضان إلى "بلدة إسلامية"! ويؤكد العارفون بتفاصيل الحياة اليومية بمارسيليا أن الجزائريين، وأبناء المغرب وتونس، يضفون عليها أجواء استثنائية بمناسبة حلول الشهر الفضيل، تجعل أحياءها لا تختلف كثيرا عن الأحياء الشعبية بمدينة الجزائر العاصمة أو وهران أو قسنطينة، أو غيرها من مدن البلاد، حيث تباع التوابل الرمضانية بشكل مكثف، ويتوجه بعض الجزائريين، والتواسنة والمغاربة، إلى بيع الزلابية وقلب اللوز وغيرهما من الحلويات المرتبطة أساسا بشهر الصيام، كما تفتقد المطاعم والمقاهي بعاصمة الجنوب الفرنسي لحركيتها المعتادة بسبب صيام غالبية مسلمي فرنسا، علما أن الجزائريين يشكلون اكبر جالية في فرنسا بعدد يزيد، حسب بعض المصادر، عن المليون الجزائري، غالبيتهم تتركز في الجنوب. ومن المعلوم أنه في فرنسا، يعلن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية موعد بداية رمضان وينظم حفلا في جامع باريس الكبير حيث يصعد المؤذن رمزيا الى المئذنة لرصد الهلال. وعلى الجدران ظهرت ملصقات صغيرة تدعو المؤمنين الى التبرع بالاغذية والمال. وقال الشيخ محمد صالح حمزة امام جامع شارع ميرها: "اننا نوزع ما بين 500 الى 700 وجبة غذائية في اليوم". وافاد استطلاع اجراه معهد ايفوب ان في 2009 قال حوالى سبعين في المائة من مسلمي فرنسا انهم مواظبون على صيام رمضان مقابل ستين بالمائة قبل عشرين سنة، وبات يلتزم بالصيام، ليس فقط المسلمين غير المواضبين على بقية الشعائر الدينية بل ايضا اشخاص غير متدينين. وقال المفكر مالك شبل ان "رمضان في جوهره ظاهرة اجتماعية: مسلمو فرنسا يشعرون في هذه الفترة تحديدا انهم ينتمون الى الامة الاسلامية في العالم".وهي فعلا فترة يغيرون خلالها سلوكهم ليتطابق مع بلدهم الاصلي. وسواء في المطابخ او المطاعم ستنتشر خلال رمضان رائحة "الشوربة" و"الحريرة" الحساء المليء بالتوابل الذي يفضل الصائمون الافطار عليه عندما اذان المغرب (21,33 الاثنين المقبل في منطقة باريس). وفي اغلب الاحيان ينتظر الصائمون تلك اللحظة وهم يستمعون الى اذاعات مجموعاتهم التي تكيف برامجها مع رمضان وتبث اضافة لاذان المغرب، برامج دينية وتراتيل قرآنية بينما تتحول جميع العائلات الى مشاهدة القنوات التلفزيونية العربية على حساب القنوات الفرنسية. واكثر من ذي قبل بات المسلمون يترددون على المساجد لاداء صلاة التراويح، بين صلاتي المغرب والعشاء والتي يتلى خلالها كل مساء ما تيسير من القران على ان يكون ختمه "ليلة القدر". فكل عام والمسلمون، في أي مكان، بخير.. ورمضان مبارك للجميع..