جندت مؤسسة جمع النّفايات المنزلية (نات كوم) ضمن برنامجها الخاص بشهر رمضان 5700 عون إلى جانب 300 شاحنة مع إضافة بين 50 إلى 60 دورية لرفع القمامات (صباحية وليلية) يوميا لضمان نظافة أحياء 28 بلدية بالعاصمة، فضلا عن اعتماد برنامج خاص بالأماكن التي تعرف إقبالا كبيرا وحركة استثنائية خلال الشهر الفضيل كالأسواق والأماكن المحاذية للمساجد والمناطق السياحية والتجارية. أوضح المدير التقني للمؤسسة السيد رشيد ميشاب أن هذه الأخيرة جندت كل ما توفر لها من إمكانيات من أجل تجسيد شعار ''مزيدا من النظافة'' إضافة إلى اعتماد مواقيت للجمع، حيث تنطلق العملية في الرابعة مساء لتتواصل إلى غاية منتصف الليل تتخللها دوريات على السادسة صباحا فالعاشرة ليلا فالثانية صباحا، بالإضافة إلى دورية تمر بالأحياء قبل موعد الإفطار أي على الخامسة والنصف بالمناطق المحورية الكبيرة التي تتميز بالحركة الكثيفة. وأوضح المسؤول في تصريح ل''المساء'' أن حجم الفضلات المنزلية يرتفع خلال الشهر الفضيل ب200 طن خلال الأسبوع الأول، حيث بلغ 2200 طن في اليوم الأول لتصل هذه الزيادة في نهايته إلى أزيد من 500 طن يوميا في رمضان على أن تجمع نات كوم أزيد من 2500 طن من النفايات المنزلية في نهاية الشهر الفضيل وحلول عيد الفطر. ورغم أن المدير التقني ل نات كوم'' يعترف أن المؤسسة تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لضمان نظافة العاصمة خلال الشهر الفضيل إلا أن ذلك يتطلب مشاركة المواطن لتحقيق هذا الهدف ولن يتعدى دور هذا المواطن اعتماد سلوك إخراج الفضلات في المواقيت المحددة لذلك مع احترام الأماكن المخصصة للرمي. فغياب هذا السلوك -حسب محدثنا- يعني الفوضى وبقاء الفضلات مهملة طيلة اليوم بالأحياء وغيرها من الأماكن العمومية كما أن غياب الحس المدني والتهاون في احترام البرنامج الخاص بساعات إخراج الفضلات يؤدي حتما إلى ظهور نقاط سوداء باستمرار وهو ما شوه المدينة وأضحى خطرا على صحة المواطن خاصة ونحن نعيش أجواء الصيف وحره. ويضيف محدثنا أن مصالحه فكرت في إنشاء خلايا تواصل جوارية هدفها تأطير مبادرات المواطنين مع خلق جو التنافس بين الأحياء من أجل جعل الأحياء نظيفة وهي المبادرة التي يسعى أصحابها إلى تحقيق نتائج ايجابية خاصة وأنها تستهدف المواطنين المطالبين بضرورة المساهمة بقوة لضمان نظافة أحياء الجزائرالبيضاء. 80 بالمائة من عمليات الجمع تتم ليلا تعمل مصالح نات كوم على برنامج ناجع تراعي فيه خصوصية كل حي وكل منطقة لاسيما أن هناك أحياء ومناطق تتطلب خدمات أكثر من غيرها، وفي هذا الشأن ارتأت نات كوم أن تحول دورياتها لجمع الفضلات المنزلية للفترة الليلية وأشار المدير التقني للمؤسسة أن 80 بالمائة من عملية الجمع تتم ليلا والغرض من هذا ضمان العمل في ظروف ملائمة لأعوان النظافة خاصة وأن بعض المواقع والأحياء أصبحت ورشات حقيقية بفعل حجم الفضلات المتراكمة بها إذ تضطر المؤسسة إلى استعمال آليات ثقيلة لرفعها ويجبر العون على القيام بعمل يتعدى مهمة رفع الأكياس وتفريغ الحاويات. وحسب محدثنا فإن برنامج رمضان جاء مكملا لبرنامج موسم الاصطياف حيث قرّرت المؤسسة هذه السنة الاكتفاء بما لديها من عمّال وآليات مع الاعتماد على وحدات الدعم التي تضمّ 1200 عون وتكثيف المناوبات الليلية، وتنطلق الدورية في حدود الساعة العاشرة ليلا وتستمرّ إلى غاية منتصف الليل حسب وضعية الأحياء لتخلفها فرق أخرى عند الساعة الثانية صباحا مهامها تنظيف الأماكن التي تعرف نشاطا وحركة في الفترة الليلية كالمساجد والأماكن العمومية والمناطق السياحية والتجارية، وأضاف المتحدّث أن المؤسسة قرّرت تحسّبا لهذا الشهر الإبقاء على برنامج الرّابعة صباحا دون إحداث أيّ تغييرات بشأنه بغية الوصول إلى هدف المؤسسة وهو ضمان جزائر نظيفة، وبالإضافة إلى المساحات والشوارع التي كان أعوان ''نات كوم'' مكلّفين بتنظيفها في الأيّام العادية سيقومون خلال شهر رمضان بتنظيف المناطق المحيطة بالمساجد والأسواق ثلاث مرّات في الأسبوع، أمّا تنظيف الأسواق فسيكون ما بين ثلاث مرات إلى مرّتين في اليوم حسب موقع السوق. الفوضى وراء النقاط السوداء رغم كل المجهودات والتدابير الإضافية التي قامت بها مؤسسة ''نات كوم'' بمناسبة شهر رمضان تبدو أحياء العاصمة خلال الأسبوع الأول من الشهر الفضيل غارقة في القمامات، حيث ازدادت الأكوام وأماكن رمي الفضلات المنزلية العشوائية بالعاصمة، ويتفاوت حجم هذه القمامات من حي إلى آخر بالجزائر العاصمة، حيث يواظب أعوان المؤسسة على جمع الفضلات ببعض الأحياء فيما تدعي أخرى تجاهل هذه الأخيرة لها، وأنها لا تمر بها شاحناتها لأيام طويلة تفوق أحيانا الأسبوع بينما تبرر المؤسسة عدم تغطيتها لجميع المناطق بصفة منتظمة بعدم تعاون المواطن الذي كثيرا ما لا يحترم مواعيد الرمي،''لا بد من اندماج المواطن في برنامجنا الطموح والرامي إلى جعل من عاصمتنا مدينة نظيفة'' يقول السيد ميشاب الذي اعترف بأن غياب الحس المدني والتهاون لا يمكن أن ينطبق على جميع المواطنين والدليل هو وجود أحياء نظيفة وتسجيل مبادرات يقوم بها البعض من أجل تنظيف أحيائهم وغيرها من المبادرات. ولأن نظافة المحيط الذي نعيش فيه ونظافة أبداننا وبيوتنا لا يمكن فصلها فإن رمي القمامة في غير مكانها وتركها مكدسة أمام المنازل في الوقت الذي توجد به حاويات جماعية غير بعيدة يعتبر أمرا غير عادي ويطرح أكثر من تساؤل. للإشارة فإن مؤسسة نات كوم تغطي 28 بلدية بولاية الجزائر من أصل 57 بكثافة سكانية تقدر بحوالي 3 ملايين نسمة بينما يبلغ حجم النفايات العامة التي تتكفل بها المؤسسة 1800 طن يوميا ليرتفع العدد إلى أكثر من 2200 طن في الصيف والمواسم والأعياد علما أن الجزائريين يخلفون أكثر من 42 ألف طن من النفايات يوميا بإضافة 500 طن خلال شهر رمضان أي بمعدل 2,1 كلغ للفرد الواحد.