بعد الارتفاع الرهيب في منحى الإصابات سلالة دلتا تتربص بالجزائريين.. ودعوة إلى تسريع التلقيح * تكثيف الحملات للتحسيس بخطورة الوضع الصحي ارتفع منحى الإصابات بوباء كورونا في الجزائر إلى مستوى غير مسبوق مما ينبئ بالخطر الأمر الذي أدى بالمختصين والخبراء إلى دق ناقوس الخطر والتكثيف من الحملات التحسيسية في الواقع وعبر العالم الافتراضي على رأسها الحملات التي تطلقها وزارة الصحة والسكان لحث المواطنين على احترام التدابير الوقائية واخذ اللقاح لتوخي ارتفاع الحالات مرة أخرى والتخوف من الخروج عن السيطرة لاسيما مع ظهور الأنواع المتحورة الأكثر فتكا. نسيمة خباجة ارتفعت حالات الاصابة بكورونا إلى مستوى غير مسبوق وتجاوزت 600 حالة كما ارتفعت حالات الوفيات مما ينبئ بخطورة الوضع خلال هذه الموجة لكن رغم ذلك تواصلت مظاهر الاستهتار واللاوعي ما تعكسه التجمعات وعدم احترام التدابير الوقائية ونزع الكمامات في ظل انتشار سلالة متحورة أكثر فتكا. التلقيح ضروري للوقاية من انتشار سلالة دلتا اعتبر المدير العام لمعهد باستور الجزائر الدكتور فوزي درار أول أمس بالجزائر العاصمة أن توسيع حملة التلقيح ضد فيروس كورونا إلى نسبة 80 بالمائة من السكان تعد الوسيلة الوحيدة للوقاية من نقل العدوى لسلالة دلتا التي أصبحت أكثر انتشارا وخطورة في العالم . وأوضح الدكتور درار خلال ندوة صحفية نشطها وزير الصحة رفقة إطارات من دائرته أن التلقيح يبقى فعالا ضد الفيروس والسلالات التي ظهرت سيما سلالة دلتا التي أصبحت تشكل خطورة -حسبه-على الساكنة بسبب سرعة انتشارها حيث أن مصاب واحد يمكن أن ينقل العدوى إلى ثمانية أشخاص عكس السلالات الأخرى التي تنقل العدوى بين واحد إلى ثلاثة أشخاص فقط. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة اقبال المواطنين على عملية التلقيح خاصة وأن الكميات من هذه المادة متوفرة في الوقت الراهن وفي تناول الجميع معتبرا بلوغ نسبة 10 بالمائة فقط من هذه العملية لا يساعد على الحد من انتشار سلالة دلتا ولابد من تشجيع المواطنين لبلوغ نسبة 80 بالمائة مما سيسمح بكسر سلسلة انتشارها والتصدي لموجات أخرى من الإصابة . وطمأن من جهة أخرى المواطنين بفعالية اللقاحات ضد الفيروس والسلالات والتغيرات التي طرأت عليه وحتى تلك التي ستظهر مستقبلا . مخطط استعجالي لتفعيل عملية التلقيح وزير الصحة البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد من جهته عرض المخطط الاستراتيجي الجديد للاتصال لحملة التلقيح التي تهدف بالدرجة الأولى إلى تشجيع المواطنين على الإقبال على هذه العملية لكسر سلسلة نقل العدوى من خلال استعمال وسائل الاعلام المختلفة وتنشيط ندوات وموائد مستديرة من طرف خبراء وشخصيات مؤثرة في المجتمع إلى جانب اطلاق قوافل متنقلة تستهدف المناطق النائية وتوسيع عدد الفضاءات العمومية والمراكز التجارية والمساجد والمؤسسات وحتى العيادات التابعة للقطاع الخاص الموجهة لهذه العملية التي وصفها بالهامة جدا .وتهدف الاستراتيجية الجديدة لحملة التلقيح -كما أضاف البروفيسور بن بوزيد- إلى استهداف مليون شخص في الشهر على الأقل من أجل التصدي لانتشار الفيروس والسلالات الناجمة عنه مشددا على الالتزام بالقواعد الوقائية المتمثلة خصوصا في غسل اليدين باستمرار وارتداد الكمامة في جميع الحالات . وذكر الوزير بالمناسبة بأنه تم تسهيل وتبسيط عملية التلقيح من خلال تقريب الصحة من المواطن ولا داعي للتخوف من الأعراض الجانبية للقاحات التي -حسب المركز الوطني لليقظة الصيدلانية - طفيفة جدا على غرار بقية أنواع اللقاحات الأخرى . حالة استنفار قصوى عبر المستشفيات أشارت من جهتها المديرة العامة للصيدلة والتجهيزات الطبية البروفيسور وهيبة حجوج إلى مختلف أنواع اللقاحات التي اقتنتها الجزائر والى تلك التي ستقتنيها مستقبلا كلقاح (فايزر- وجونسون اند جونسون ومودرنا) وهي لقاحات كلها -حسبها -معتمدة من طرف المنظمة العالمية للصحة مشيرة إلى استلام عدد هام من الجرعات خلال شهري جويلية الجاري وأوت القادم وركز بدوره المدير العام للمصالح الصحية بالوزارة على تجنيد هذه الاخيرة لتوظيف عدد كبير من أسرة الاستشفاء والانعاش لاسيما بولاية الجزائر العاصمة التي تعاني في الوقت الحالي من ضغط كبير للحالات بحكم احتوائها على عشر سكان الوطن والاستعانة بالولايات المجاورة استجابة لاحتياجات الساكنة. كما أشار في ذات الصدد إلى ذروة تسجيل حالات الإصابة خلال الأسابيع الأخيرة ب10 ولايات تتصدرها ولاية الجزائر العاصمة واستعداد الوزارة لمواجهة هذه الوضعية عبر القطر من خلال توجيه تعليمات إلى مدراء الصحة ومسيري المستشفيات للعمل بتجربة الموجتين السابقتين لشهري نوفمبر وجويلية لسنة 2020 وعرض الناطق الرسمي للجنة رصد وتفشي فيروس كورونا الدكتور جمال فورار الوضعية الوبائية عبر القطر والإستراتيجية التي تبنتها الوزارة لتشجيع توسيع حملة التلقيح. حملات إلكترونية تطلقها وزارة الصحة تعكف وزارة الصحة والسكان يوميا على التذكير بالحصيلة الكاملة لوباء كوفيد-19 في الجزائر حسب الحالات المصرح عنها ونتائج المخابر الجهوية المعتمدة في التشخيص الفيرولوجي لهذا المرض. بحيث تشير إلى المؤشرات العامة فيما يخص الحالات الجديدة للوباء والحالات التي تماثلت للشفاء والمرضى المتواجدون في العناية المركزة وكذا عدد الوفيات كما تذكر دوما ان الوضعية الحالية للوباء تستدعي من طرف كل المواطنين اليقظة احترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية الامتثال لقواعد الحجر الصحي الارتداء الإلزامي للقناع. وكذا المحافظة على صحة الكبار في السن خاصة أولئك الذين لديهم مرض مزمن. الاطباء هم ايضا مجندون لاسداء النصائح والتوعية البروفيسور حميدي رضا مالك دق جرس الخطر محذرا من عودة انتشار الفيروس بشراسة وذكر بالأعراض الجديدة للفيروس المتحور دلتا: لا يوجد سعال.. لا توجد حمى ظهور آلام حادة في المفاصل صداع في الرأس آلام على مستوى الرقبة وأعلى الظهر إعياء شديد فقدان الشهية التهاب الرئتين الحاد ويرى ذات البروفيسور ان كوفيد دلتا أكثر شراسة وعدوى وفتكا وتفاقم الحالة المرضية بسرعة فائقة ابتداء من أول يوم من ظهور الأعراض وأحيانا من دون سابق إنذار ويجمع الاطباء على ضرورة اتخاذ تدابير الحيطة والحذر لان هاته السلالة لا تعيش في منطقة البلعوم بل تصيب مباشرة الرئتين مما يجعل الفترة بين العدوى وظهور المضاعفات جد قصيرة فالعديد من الحالات من دون حمى ومن دون آلام فقط ظهور التهاب رئوي من خلال الأشعة. كونوا حذرين وتفادوا الأماكن المغلقة احترموا مسافة التباعد متر ونصف حتى في الأماكن المفتوحة ارتدوا الكمامة اجباريا وعقموا وطهروا أيديكم باستمرار الموجة الحالية أكثر فتكا تستلزم منا أن نكون أكثر حذرا وأكثر مسؤولية للحرص على تطبيق جميع الاحتياطات.