بكاء ودموع لإنقاذ أحباب يختنقون.. تراجيديا الأكسجين تُلهب الوسائط الاجتماعية أيدي الخير تتحرك لإنقاذ الأرواح من فيروس لعين الارتفاع القياسي للإصابات بكورونا والوضع الصحي المقلق الذي تعيشه الجزائر في ظل موجة ثالثة تتوحش وتتغول للفتك بالمزيد من الأرواح أفرزت أزمات أخرى على رأسها أزمة ندرة الأكسجين والبزنسة في الأرواح عن طريق سماسرة الأكسجين الذين ينهشون عظام المرضى بالرفع من أسعاره إلى مستويات قياسية ويكونون يدا ثانية وثالثة لإيصاله إلى المريض بأسعار خيالية حيّرت العقول في حين تظهر حالات لأشخاص يبكون ذويهم المرضى ويحاولون إنقاذ أحباب يختنقون بسبب الفيروس اللعين بعد عجز المستشفيات عن توفير الأكسجين وقذف المهمة إلى مرمى عائلات المرضى. نسيمة خباجة تعيش الجزائر وضعاً صحياً متدهوراً بسبب الارتفاع المذهل للإصابات بكورونا والأنواع المتحورة الأشد فتكا والسريعة العدوى والانتشار ما أدى إلى بروز أزمات أخرى على غرار عدم كفاية الأكسجين عبر المستشفيات وعجزها عن توفيره للعدد الهائل من المرضى وإلقاء المهمة على كاهل المريض أو بالأحرى ذويه لتوفير الأكسجين كونه مهم في المساعدة على التنفس بالنسبة للحالات الصعبة والمستعصية. تراجيديا ومأساة عبر الوسائط الاجتماعية
أثناء تصفحنا لبعض صفحات الفايسبوك وقنوات اليوتيوب شدنا محور مهم وهو البحث عن الأكسجين وعن عناوين أماكن بيعه وظهرت تعليقات حول تيهان الناس وبكائهم وحزنهم عن قريب عزيز يختنق ففي أحد التعليقات ناشدت فتاة ذوي البر والإحسان لمساعدتها على توفير الأكسجين لأبيها وأخيها خاصة وأنها فقدت أمها منذ ثلاثة أشهر وترجت الناس مساعدتها بسبب فقر عائلتها وحالتها المادية العسيرة. هو واحد من عشرات النداءات التي يطلقها ذوو المرضى بسبب عجزهم عن توفير الأكسجين بحيث ملأت الدموع والأحزان اغلب الصفحات ولبس الفايسبوك وشاحاً أسودَ جراء الأزمة الصحية التي نعيشها وظهر البعض وهم يستغيثون لتوفير الأكسجين لمرضاهم وإنقاذهم من الموت والاختناق. واحتار الكثيرون من إلقاء الكرة في مرمى ذوي المرضى الذين يجهل الكثيرون منهم الوجهة التي يقصدونها فهو ليس بدواء تكون وجهة الظفر به الصيدلية وهناك حتى من استعصت عليهم معرفة الوجهة ومكان بيعه مما فتح الباب واسعا للبزنسة في الأرواح. تقول إحدى السيدات عبر صفحتها: ما الجدوى من توفير اللقاح مجانا وإلقاء مهمة توفير الأكسجين على عائلات المرضى وجعلها لقمة سائغة في يد تجار الأزمات وبيع قوارير الأكسجين ب7 و8 ملايين سنتيم؟! كما ظهرت فتاتان عبر فيديو تبكيان أباهما المريض جدا والذي فتك به الفيروس واستعصى عليه التنفس ولم تقويا على توفير الأكسجين له في ظل التهاب سعره وترجتا أيدي الخير لمساعدتهما في إنقاذ أبيهما. سماسرة الأكسجين يتاجرون بالأرواح الوضعية الاستثنائية الصعبة والأحزان التي تتهاطل على الجزائر والجزائريين بفقدان الأحبة والأعزاء وتواصل توحش الفيروس اللعين وتهديده للجميع لم يحيي الضمائر الميتة التي انطلقت في البزنسة في الأرواح واحتكار مادة الأكسجين الذي زاد عليه الطلب وجعله كصفقة للثراء وتحقيق مداخيل فكيف نفسر ما يفعله سماسرة الأكسجين الذين يقتنونه من شركات تصنيعه وإنتاجه لإعادة بيعه بمبالغ خيالية تبرأ منها بعض أصحاب تلك النشاطات التي لا تخضع إلى رقابة مما أدى بالبعض إلى انتهاز الفرص وإلهاب أسعار أجهزة المساعدة على التنفس بكل أنواعها فهم يرون أن الفرصة لا تعوض بل وقد نجد بعضهم يدعو الله أن يستمر تفشي الفيروس لتحقيق الأرباح فالأجهزة التي كانت تباع ب18 ألف دينار وصلت إلى حدود 23 ألف دينار وحتى 30 ألف دينار كما وصلت قوارير الأكسجين التي تحوي 3 لترات إلى 7 ملايين و8 ملايين ليستعملها المريض لمدة ساعة على أقصى تقدير هؤلاء السماسرة الذين يتاجرون في الأرواح ويركضون وراء الثراء بالانقضاض على جيوب الزوالية من المرضى حسابهم عسير مع الله تعالى وشُنت حملات إلكترونية تناهض أفعالهم ومطامعهم. يقول شاب عبر فيديو إن هؤلاء ليسوا منا ولسنا منهم ولا يشرفون الجزائر لأن الجزائريين متضامنون في الايام العسيرة وتلك السلوكات لا تصدر من اناس طيبين ومخلصين للوطن وحسابهم عند الله عسير لأن برفعهم للأسعار سيساهمون في اختناق العشرات من المرضى المصابين بكورونا بنسب عالية أدت إلى مضاعفات صحية واستعصاء التنفس. أيدي الخير تتحرك لنجدة المستغيثين عجز المستشفيات عن توفير الأكسجين حركت أيدي الخير التي تحاول إنقاذ الأرواح بكل ما أوتيت من قوة فبعد تجندها لتوفير الكمامات والمعقمات فيما سبق تبذل قصارى جهودها لمساعدة المرضى على توفير الأكسجين وتوجيه ذويهم التائهين وكان الفايسبوك والوسائط الاجتماعية طريقا في ذلك بحيث تم عرض أماكن لبيع مختلف مستلزمات واجهزة المساعدة على التنفس بمبالغ معقولة كما تم وضع حل آخر بقرض بعض الأجهزة تبرّع بها بعض المحسنين لإنقاذ إخوانهم المرضى وبين أحد النشطاء بجمعية خيرية جشع بعض التجار المروجين لتلك الأجهزة أو بالأحرى سماسرة الأكسجين وقال إنهم ألهبوا الأسعار من أجل تحقيق مداخيل في ظرف صحي صعب يستلزم تظافر الجهود للخروج من الأزمة بأقل الضحايا وليس زيادة المتاعب النفسية والنفقات على المرضى وذويهم لاسيما من الطبقة الفقيرة.