يرغب الكثير من الأطفال في صيام شهر رمضان الكريم، إن لم يكن كاملا، فبضعة أيام منه، وكذلك يرغب الكثير من الأولياء في رؤية أطفالهم صائمين، ويدفعونهم لذلك، لأجل تعويدهم على صيام رمضان منذ الصغر، ويفتخرون بهم كثيرا عند صيامهم، ويقيمون لهم احتفالات خاصة بذلك، سواء بالجزائر، أم ببقية الدول العربية والإسلامية، التي تعير اهتماما خاصا لصيام الأطفال فيشهر رمضان الكريم، وتعتبره حدثا بارزا للغاية، يدعى إليه كافة أفراد العائلة، ويفرحون كثيرا بالطفل الصائم، ولذلك يتنافس الكثير من الأطفال لأجل صيام اكبر عدد ممكن من أيام رمضان، وتستهوي الفكرة حتى الأطفال الصغار في السن، الذين يدركون منذ حداثة سنهم أنهم يعيشون حدثا مميزا جدا في حياة كل مسلم، هو صيام شهر رمضان المعظم. وإذا كانت بعض الأمهات تخشى على أطفالها من تأثيرات الصيام لاسيما في هذا الوقت الحار من السنة، ونحن نعيش شهر رمضان الكريم في عز شهر أوت، فانه وعلى العكس من ذلك ينصح عدد من الأطباء بتعويد الأطفال على الصيام منذ الصغر وأن يكون هذا الصيام بالتدريج، ويقدمون نصائح في هذا المجال، ففي سن السابعة يمنع الطفل من الطعام والشراب لمدة 3 ساعات تبدأ من العصر وحتى غروب الشمس ويتم ذلك مرتين في الأسبوع. وعند وصول الطفل سن التاسعة يمكن أن يصوم من الصباح وحتى آذان العصر ويكون ذلك يوما بعد يوم، وفى سن العاشرة يدرب الطفل على صيام 3 أيام كل أسبوع، صيام كامل حتى المغرب، وفى العام التالي يكون الطفل قادرا على صيام الشهر الكريم كله. وينصح بعض الأطباء أيضا بتعجيل الإفطار للطفل مع تأخير السحور والإكثار من تناول السوائل، مع عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل على مائدة الإفطار حتى لا يصاب بالتخمة وينتابه شعور بالكسل مع الاعتدال في استهلاك السكريات المركزة ويجب أن تحتوى وجبة الإفطار للطفل على نسبة عالية من الكربوهيدرات لتزويد جسم الطفل بالطاقة لكى تساعده على التحصيل الدراسي الجيد، وأيضا البروتينات لأنها مهمة لبناء عضلات الطفل وتحميه من الإصابة بوهن العضلات بعد طول فترة الصيام ويستحب استخدام الدهون غير المشبَّعة في طعام الطفل. أما الحلويات فيمكن تقديمها للطفل بعد 4 ساعات من تناول وجبة الإفطار ويحبذ وضع المكسرات عليها خصوصا إذا كان الطفل نحيفا لأنها تحتوى على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات، أما وجبة السحور فهى هامة ويجب أن تحتوي على البيض والسلطة الخضراء بالإضافة إلى حبات تمر. وإلى جانب ذلك فهنالك الكثير من الفوائد الاجتماعية والصحية لهم في الصيام بالنسبة للأطفال، حيث أنهم يتعلمون كيفية المشاركة الاجتماعية وتبني لهم شخصية خالية قدر الإمكان من التكبر والتعالي وتزرع فيهم التواضع والشعور بالغير.