تلجأ الكثير من العائلات الجزائرية إلى إجبار أبنائها الصغار على الصيام لترسيخ قيم العبادة في نفوسهم منذ الصغر، هذا السلوك الذي من شانه أن يعرض حياة أطفالهم إلى الخطر خاصة مع تسجيل مصالح وزارة الصحة عدة وفيات عبر كافة التراب الوطني ما جعل كل من وزارة الشؤون الدينية و بعض المختصين تدق ناقوس الخطر داعين الأولياء إلى عدم الإضرار بأبنائهم بحجة تربيتهم و تعويدهم على قيم ديننا الحنيف . و الجدير بالذكر أن مثل هذه الممارسات التي الهدف منها تعويد الطفل على الصيام تكون في ليلتي النصف أو السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم باعتبارهما ليليتين مباركتين أين تحاول كل عائلة الاحتفال بصغيرها من خلال تلقينه الصوم لأول مرة، وتتفاخر بذلك دون الأخذ بعين الاعتبار تأثيراته على صحة الأطفال، ما جعل الطفل يدفع ثمن أخطاء والديه و عدم وعيهم اتجاه تصرفاتهم الخطأ حتى أن بعضهم ذهب ضحية لذلك تاثرا بالعطش خاصة و ان شهر رمضان تزامن هذه السنة و فصل الصيف . و في هذا السياق أوضح يحي دوري المدير الفرعي للتوجيه الديني لدى وزارة الشؤون الدينية أن سن الصيام يبدأ عند البلوغ الذي يصبح الطفل بموجبه مكلفا مضيفا و ما كان قبل ذلك فهو تعويد و تربية مؤكدا في الوقت ذاته أن الصيام سواء للمكلف أو غيره له شروط و أحيانا يمكن أن نقول عنها موانع فإذا كان الصيام يقول دوري يؤدي إلى ضرر بصحة الصائم فان الشرع يرخص للصائم أن يفطر مضيفا أما غير المكلف فالأصل فيه أن يفطر ، كما أكد يحي دوري انه لا يجوز للأولياء تربية أطفالهم بضرر قد يمس صحتهم خاصة و نحن في فصل الصيف مشيرا إلى أن إجبارهم على الصيام غير جائز . من جهة أخرى أكد البروفسور خياطي أنه من الناحية الصحية يمكن للطفل أن يتحمل انقطاع الأكل لمدة تتجاوز 12 ساعة، فالصيام لا يتسبب في موت الطفل السليم، لذلك فهو يرجح أن حالات الوفاة المسجلة بين الأطفال الصائمين حصلت بسبب مرض ما يعاني منه الأطفال مثل الإتلاف الكبدي أو غيره من الأمراض التي من شانها أن تؤثر على قدرة تحملهم للجوع، مضيفا أنه من غير الممكن التصدي للجوع أو العطش الذي يشتكي منه الأطفال خلال الساعات الأولى من بداية الصيام، كما يعتبر سن 7 سنوات جد مناسب لبداية أداء فريضة الصيام بالنسبة للصغار.