تحفيزات مالية وجوائز للتشجيع على اللقاح الجزائر تدخل المعترك لمكافحة تفشي الفيروس * سبتمبر شهر التلقيح.. و big day يصنع الحدث تسعى مختلف الدول على مستوى العالم إلى تشجيع مواطنيها على تلقى لقاح كورونا بشتى الطرق الممكنة لضمان سرعة مواجهة انتشار الوباء خاصة مع ظهور سلالات جديدة متحورة ذات أعراض خطيرة والجزائر ليست في معزل عن تلك الأهداف لحفظ الصحة العمومية للمواطنين بحيث لم تتوان في استيراد ملايين الجرعات من اللقاحات والحث على تلقيها لمكافحة الفيروس وتجنب انتقال العدوى. نسيمة خباجة لقاح كورونا تعرض إلى الكثير من الانتقادات بمختلف أنواعه وتخوف الكثيرون من تلقيه لمجموعة من التداعيات وتعددت المخاوف من الآثار السلبية على الرغم من تأكيد الأطباء على نجاعة مختلف أنواع التلقيحات في مكافحة الفيروس الا ان الشكوك تبقى قائمة من حولها والتي رأى المختصون انها ردة فعل عادية تعرضت لها الكثير من اللقاحات السابقة والتي أثبتت نجاعتها فيما بعد في مكافحة بعض الأمراض التي كانت تفتك بالبشرية كمرض الطاعون والسل وغيرها. وانتقلت الكثير من الدول إلى التحفيز والطرق التشجيعية كبدائل ايجابية لترغيب المواطنين على اخذ اللقاح بعيدا عن كل أشكال الردع والإجبار. طرق تشجيعية متنوعة على سبيل المثال تلجأ بعض الدول للدعاية والرسائل المباشرة عبر وسائل الإعلام وأخرى تدفع مقابل التلقيح بينما بلدان تمنح رحلات سفر سياحية لبعض المتقدمين لتلقي اللقاح والبعض تنظم رحلات مجانية للمواقع الأثرية فيها كل تلك الأساليب لتشجيع المواطنين علي تسريع وتيرة التلقيح من اجل التخلص من كابوس الفيروس التاجي في أسرع وقت ممكن وتعود الحياة لطبيعتها. واحتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية المركز الأول من حيث عدد الجرعات التي أعطتها للمواطنين منذ أن بدأت التطعيمات في 14 ديسمبر الماضي مع العاملين في مجال الرعاية الصحية حسب ما نشرت وكالة بلومبيرغ الأمريكية. وسيتم سحب قرعة مشابهة مخصصة للأشخاص الملقحين دون سن السابعة عشرة للحصول على منحة دراسية كاملة لأربع سنوات لمتابعة الدراسة في إحدى جامعات ولاية أوهايو. وفي نيويورك قرر عمدة المدينة بيل دي بلاسيو دفع 100 دولار كحافز لسكان المدينة الذين سيتلقون أول جرعة لقاح كورونا من جانبها قالت راشيل لوب رئيسة المجلس الاقتصادي لمدينة نيويورك إن المقيمين وموظفي المدينة سيحصلون على بطاقة خصم مسبقة الدفع بقيمة 100 دولار ويمكن استرداد البطاقة رقميًا على الفور أو الحصول على بطاقة خصم فعلية. أيضا في الولاياتالمتحدة تتسارع الشركات الخاصة على تشجيع موظفيها على تلقي لقاح كورونا وتدفع بعض المتاجر الكبرى مقابل مادي لموظفيهما الراغبين بتلقي اللقاح منها صرف بدل تنقلات بمقدار 30 دولارا لموظفيها الراغبين في تلقي اللقاح. رحلات سياحية كانت لرومانيا وسيلتها الخاصة في هذا الشأن حيث قامت بتنظيم رحلات مجانية لقلعة دراكولا حيث تم إنشاء مركز تطعيم ضد فيروس كورونا على أطراف قلعة بران الرومانية والتي يُزعم أنها مصدر إلهام لمنزل دراكولا في رواية برام ستوكر دراكولا حيث يقدم الأطباء الرومانيون لقاح كورونا للمواطنين وفى نهاية كل أسبوع من شهر ماي يقام ماراطون التطعيم خارج القلعة التي تعود إلى القرن الرابع عشر على قمة تل حيث لا يلزم تحديد موعد في محاولة لتشجيع الناس على حماية أنفسهم من الفيروس. كما أعلنت السلطات المحلية بسنغافورة أنها ستدفع 225 ألف دولار لمواطنيها والمقيمين على أراضيها تعويضا لكل واحد منهم في حال تعرضهم إلى إعاقات شديدة من جراء اللقاح. أبقار وماشية لمن يتلقى اللقاح في شهر جوان شرعت السلطات في مقاطعة ماي تشايم الواقعة في إقليم تشيانغ ماي بشمال تايلاند وهي مقاطعة معظم سكانها من رعاة الماشية في إجراء قرعة للفوز ببقرة تصل قيمتها إلى عشرة آلاف بات (320 دولارا) وهو ما حقق إقبالا واسعا وتقول سلطات المقاطعة إن حملتها التي دخلت أسبوعها الثاني وجوائزها 27 بقرة شجعت أكثر من 50 في المائة من السكان البالغ عددهم 1400 معظمهم من كبار السن والمعرضين لخطر الإصابة بالفيروس للتسجيل من أجل الحصول على اللقاح أما في هونغ كونغ التي نجحت بشكل كبير حتى الآن في السيطرة على الوباء تتخوف السلطات أن تؤدي معدلات التطعيم المتدنية إلى تعريض المدينة لتفش كبير وتتضمن المحفزات المعروضة في القرعة لمن يحصلون على اللقاح قسيمات شراء ورحلات جوية وشقة جديدة بقيمة 10.8 مليون دولار وتتخذ بعض الشركات خطوات إضافية إذ تعرض إجازة مدفوعة الأجر للمحصنين. إما التلقيح أو العقاب في المقابل يستخدم أحد النوادي الرياضية الخاصة في اليابان العقاب بدلا من المكافآت حيث طلب من موظفيه الحصول على اللقاح قبل نهاية جوان الفارط وإلا فسيحرمون من العلاوات والترقيات وزيادة الراتب في المستقبل. و في لبنان أعلنت وزارة الصحة عن ماراطون أسترازينيكا في عدد من المراكز المعتمدة وتتيح هذه الخطوة التحفيزية المجال للأشخاص فوق الثلاثين حتي 65 عاما تلقي اللقاح مباشرة في المراكز المعتمدة من دون أخذ موعد مسبق من المنصة في إطار تشجيع المواطنين والمقيمين على التلقيح لتحقيق المناعة المجتمعية. الجزائر تدخل المعترك.. تكثف المصالح المعنية وعلى راسها وزارة الصحة والسكان في الجزائر من حملات التلقيح لاسيما مع اقتراب الدخول الاجتماعي لمكافحة الفيروس وتجنب انتشار العدوى وراحت حتى إلى الطرق التشجيعية والتحفيزية التي تصب كلها في وعاء حماية المواطنين وهو ما حدث بولاية تمنراست بحيث تم تنظيم طومبولا وهو ما استهجنه كثيرون باعتبار الطومبولا نوع من أنواع القمار المحرم شرعا للتشجيع على التلقيح وكانت المبادرة من السلطات المحلية لولاية تمنراست للتحفيز على الإقبال بكثافة على لقاح كورونا. وتم تنظيم ما سمي طومبولا كوفيد في 17 مركزاً بينها عيادات استشفائية بحسب بيان من الولاية خصصت من خلالها جوائز للملقحين ضد فيروس كورونا ووصلت قيمة الجوائز المقدمة في عملية السحب بعد أن يتسلم المقبلون على التلقيح تذكرة المسابقة نحو 50 ألف دينار جزائري وجوائز أخرى تمثلت في أدوات كهرومنزلية وحقائب مدرسية للأطفال. وتباينت ردود فعل الجزائريين وخاصة سكان ولاية تمنراست حول المبادرة المحفزة على التلقيح ضد فيروس كورونا بين من استغرب كيف يمكن التشجيع بالحرام على التلقيح وبين من اعتبرها فكرة ذكية قد تسهم في زيادة عدد الملقحين. و تجدر الإشارة إلى أنه منذ الشهر الماضي سرعت الجزائر من وتيرة التلقيح عبر جميع الولايات ال58 بهدف الوصول إلى 60 بالمائة من الملقحين في المجتمع الجزائري ضد فيروس كورونا خصوصاً بعد انتشار سلالة دلتا بشكل رهيب في الجزائر عقب دخولها الموجة الثالثة. وكشفت السلطات عن الحصيلة الأولية لإجمالي عدد الملقحين وبلغ عددهم 3 ملايين و421 ألفاً و279 شخصاً تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا منذ اقتنائه ومن أصل نحو 3.5 مليون جزائري تلقى منهم 2 مليون و696 ألفاً و467 جزائري الجرعة الأولى من اللقاح بينما بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية 724 ألفاً و812 شخصاً فيما يفصل بين موعد الجرعتين شهر واحد كما أشارت الحكومة إلى الارتفاع الكبير المسجل في الأيام الأخيرة لأعداد الملقحين نتيجة إقبال الجزائريين على اللقاح وبلغت ذروة التلقيح في 26 جويلية الحالي عندما وصل عدد الجزائريين الذين تلقوا جرعة لقاح كورونا 246 ألفاً و676 شخصاً. كما كثفت الجزائر من اقتناء اللقاح المضاد ضد فيروس كورونا خصوصاً لقاح سينوفاك الصيني وجلبت مؤخرا شحنة جديدة قدرت كميتها ب8 ملايين جرعة بينما تستعد لإنتاج اللقاح ذاته محلياً الشهر المقبل ولقاح سبوتنيك الروسي مع نهاية العام الحالي وقررت السلطات مؤخراً للمرة الأولى إلزامية اللقاح على العاملين في قطاعي التعليم والجامعات من موظفين وطلبة وأساتذة مع تأجيل الدخول المدرسي إلى نهاية سبتمبر لضمان تعميم التلقيح ضد فيروس كورونا في الوسطين التربوي والجامعي. سبتمبر شهر التلقيح أعلنت وزارة الصحة عن اطلاق أكبر حملة وطنية للتلقيح ابتداء من 4 سبتمبر المقبل.. وجاء على لسان وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد بالجزائر العاصمة أن الوزارة ستطلق ابتداء من يوم السبت المقبل المصادف ل4 سبتمبر أكبر حملة وطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا (كوفيد 19) تزامنا مع الدخول الاجتماعي. وأوضح الوزير في لقاء نظم بالوزارة عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد مع مدراء الصحة عبر الولايات أن العملية التي ستنطلق يوم السبت المقبل وتمتد إلى غاية نهاية السنة الجارية ستخصص لها حافلات مزودة بأطقم طبية ومجهزة بكل الوسائل اللازمة توجه للمواطنين في المداشر والقرى والاحياء لضمان التلقيح للجميع واضاف ان هذه الفرق الطبية تعمل بالتناوب وباستمرار بما في ذلك ايام العطلة الأسبوعية. وحسب السيد بن بوزيد ستتوج هذه الحملة الوطنية بتخصيص أكبر يوم للتلقيح (Big Day ) في 11 سبتمبر يتم خلاله مضاعفة المجهودات والإمكانيات طيلة اليوم لتلقيح اكبر عدد من السكان. كما سيتم خلاله تقديم بالتنسيق مع وسائل الاعلام ارقام عن عدد الملقحين في هذا اليوم الذي سيحضى بتغطية اعلامية هامة متمنيا ان تسجل الجزائر اكبر عدد من المواطنين الملقحين تجعل من بلدنا --كما قال-- في مستوى يشرف مقارنة بالدولة التي سبقتنا في مثل هذه الحملة وحسب الوزير تأتي هذه الحملة بعدما سجلت الوزارة انخفاض عدد الملقحين خلال شهر اوت الجاري لاسيما بالجزائر العاصمة بسبب الحرارة المرتفعة كما يعد شهر عطلة بالنسبة لغالبية الجزائريين ولإنجاح العملية قال السيد بن بوزيد ان المصالح الصحية والمستشفيات ومختلف الجهات القائمة على عملية التلقيح ستواصل عملها ويتم دعمها بحافلات وسيارات اسعاف للتوجه إلى المواطنين في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وعبر المدارشر والقرى والاحياء الجديدة التابعة لوكالة عدل وغيرها وفي هذا الشأن تم تسطير خريطة صحية بالتنسيق مع الولاة والولاة المنتدبون لتحديد المناطق التي ستتوجه إليها حافلات التلقيح مضيفا انه تم الشروع في حملة تحسيسية مع الاذاعات المحلية ووسائل الاعلام والمجتمع المدني للوصول إلى تلقيح اكبر عدد من المواطنين وبعدما ثمن العمل الجبار الذي يقوم به مستخدمو الصحة بعد انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 وتراجع عدد الحالات المؤكدة في الآونة الاخيرة قال الوزير ان الحالة الصحية مستقرة حاليا وتتراوح ما بين 500 إلى600 حالة يوميا وعبر بالمناسبة عن ارتياحه للوضع الصحي الحالي الذي سيسمح بدخول إجتماعي ومدرسي هادئ ومستقر .