بقلم: نبيل السهلي* أعلنت كتائب عز الدين القسام التابعة ل حركة حماس الفلسطينية أن أي صفقة مقبلة لتبادل الأسرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تتم إلا بإطلاق سراح الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي في بداية شهر ايلول /سبتمبر الجاري وتمّ اعتقالهم فيما بعد وتقر إسرائيل أن حركة حماس تحتجز أربعة إسرائيليين ويقبع داخل السجون الإسرائيلية (4850) أسيرا فلسطينيا وسط معاناة كبيرة جرّاء الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية وثمة ( 543) معتقلا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد أي 99 عاما حسب القانون العسكري الإسرائيلي لمرة واحدة أو عدة مرات كما تشير المعطيات إلى أن أربعة وثلاثين أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من خمسة وعشرين عاما داخل السجون الإسرائيلية في حين مضى على اعتقال نحو ثلاثة عشر أسيرا ما يزيد على ثلاثين عاما متواصلة. *أسرى نفق الحرية إضافة إلى صفقة تبادل الأسرى المقبلة والتي ستصر حركة حماس إطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين من معتقلات المحتل الصهيوني بصرف النظر عن انتماءاتهم الفصائيلية والحزبية وفي مقدمتهم أسرى نفق الحرية في معتقل جلبوع شمال فلسطينالمحتلة إضافة إلى ذلك لابد من الاشارة إلى أنه قد حصلت عديد الصفقات بين فصائل فلسطينية وإسرائيل وكان من أهمها عملية تبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في الحادي عشر من تشرين الأول /أكتوبر عام 2011 حيث أفرجت دولة الاحتلال عن (1050) أسيراً فلسطينياً مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وكانت البداية عام 1968 حيث كانت أول عملية تبادل فعلية بين إسرائيل ومنظمة فلسطينية حيث اختطف عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية وأجبرت على التوجه إلى الجزائر وتم التوصل إلى صفقة للإفراج عن الطائرة وركابها مقابل إطلاق سراح 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية. في 28 شباط /فبراير من عام 1971 حدثت عملية تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة فتح حيث أفرجت إسرائيل على الأسير محمود بكر حجازي الذي كان أول أسير لحركة فتح وللحركة الوطنية الفلسطينية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي شموئيل فايزر. *عملية النورس وبعد ذلك كانت عملية النورس وهي صفقة تبادل أسرى تمت في قبرص يوم 14 مارس/ آذار 1979 بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة وإسرائيل بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأطلق بموجبها سراح 76معتقلاً فلسطينيًا ممن كانوا في سجون الاحتلال من كافة فصائل الثورة الفلسطينية من ضمنهم اثنتا عشرة فتاة فلسطينية مقابل إطلاق سراح جندي إسرائيلي يدعى أبراهام عمرام الذي كانت قد أسرته الجبهة يوم 5 أبريل/ نيسان 1978 في عملية الليطاني إذ تمت مهاجمة شاحنة إسرائيلية في كمين قرب صور فقتل آنذاك أربعة جنود إسرائيليين وأسر واحد من قوات الاحتياط. وفي الثالث عشر من شباط/ فبراير من عام 1980 تمت عملية تبادل أسرى بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أفرجت عن جاسوسة للموساد مقابل الإفراج عن الأسيرين مهدي بسيسو الشهير ب أبو علي والمناضل الفلسطيني وليام نصار وتمت عملية المبادلة في قبرص بإشراف لجنة الصليب الأحمر الدولية. وفي الثالث والعشرين من شهرتشرين ثاني/نوفمبر من العام 1983 جرت عملية تبادل ضخمة للأسرى بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل أفرجت المنظمة بموجبها عن 6 معتقلين من الجنود الإسرائيليين في مقابل إفراج إسرائيل عن (4700)أسير فلسطيني كانوا في معتقل أنصار جنوبلبنان بالإضافة إلى الإفراج عن 65 أسيرا فلسطينياً آخر كانوا في المعتقلات الإسرائيلية وفي العشرين من شهر ايار/ مايو من عام 1985 تمت واحدة من أكبر صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وإحدى المنظمات الفلسطينية حيث أفرجت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بموجب اتفاقية تبادل للأسرى وقعت في جنيف عن 3 جنود إسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن (1150) أسيراً من بينهم 153 أسيراً لبنانياً. والثابت أن لصفقة تبادل الأسرى المقبلة رمزية ودلالات هامة في ظل المشهد الفلسطيني بعد هبة الاقصى والهروب الكبير من سجن جلبوع الصهيوني. لصفقة تبادل الأسرى المقبلة بين حركة حماس وإسرائيل رمزية ودلالة خاصة وفائقة الأهمية تبعاً لما أعلنته كتائب عز الدين القسام التابعة ل حركة حماس الفلسطينية أن أي صفقة مقبلة لتبادل الأسرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لن تتم إلا بإطلاق سراح الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع الإسرائيلي في وقت أكدت فيه الحركة الأسيرة على وحدتها مدعومة بتضامن مشهود من الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وأحرار العالم على حد سواء وخاصة بعد الهروب الكبير من سجن جلبوع عبر نفق الحرية في وقت رسخ فيه الشعب الفلسطيني وحدته الوطنية على امتداد فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة إبان هبة الأقصى الرمضانية. وستتعزز وتترسخ تلك الوحدة بعد تحقيق الصفقة ونيل كافة الأسرى في سجون ومعتقلات المحتل الصهيوني حريتهم التي طالما حفروا الأنفاق من أجل حريتهم وكسر قيد السجان الصهيوني الذي لابد أن يرحل ومعه كافة رموزه الاستعمارية وفي مقدمتها المعتقلات الصهيونية الجاثمة في جنبات فلسطين وطن الشعب الفلسطيني الوحيد.