بينما تنحسر فيه برامج الألعاب طوال أيام السنة، تعود بقوة لتحتل الشاشات خلال شهر رمضان وتحقق أكبر نسبة مشاهدة، في ظل منافسة لم تعد تقتصر على جوائز عادية مثل تقديم ساعة أو حتى بطاقة سفر للاستجمام كما كان يحصل سابقاً، بل تعدّتها إلى جوائز باهظة الثمن على غرار سيارة أو شقة... تُرى كيف ينظر الإعلاميون العرب إلى هذه الظاهرة وكيف يقيّمونها؟ ميشال قزي: "ضرورة.." يعتبر مقدّم البرامج ميشال قزي أن برامج الألعاب ضرورة على الشاشات، ليس في رمضان فحسب بل في أيام السنة، لأنها تكسر روتين البرامج التي تكون في معظمها حوارية أو فنية أو مسلسلات درامية وغيرها، أو تعطي الأولوية للأخبار والبرامج السياسية، ربما بسبب تسارع الأحداث في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، لذا من الطبيعي أن تشهد برامج الألعاب فورة خلال الشهر الفضيل كون الناس يجتمعون أمام الشاشات حيث تبلغ نسبة المشاهدة أوجها. يلاحظ قزي من خلال تجربته أن المشاهد يهوى المشاركة في مسابقة معينة مباشرة على الهواء لربح جوائز أو لمجرّد الترفيه والابتعاد عن الأخبار السياسية التي تثير فيه الخوف والقلق. يشدّد قزّي على ضرورة ألا تكون برامج الألعاب مستنسخة عن بعضها وأن تتضمن أفكاراً جديدة حتى لو كان البرنامج يقوم على سؤال وجواب وجائزة معيّنة، مؤكّداً أن الشاشات، راهناً، تتنافس في ما بينهما لتقديم أكبر نسبة من الهدايا أو الشيكات المصرفية، أو استضافة نجوم العالم العربي. يضيف قزي: «من الضروري أن يتوافر جديد دائماً وألا نكرّر أنفسنا من سنة إلى أخرى والأهم أن تكون ثمة مصداقية في التعاطي مع المشاهد في هذه النوعية من البرامج». ميراي مزرعاني: "تواصل.." منذ انطلاقتها في الإعلام المرئي عُرفت ميراي مزرعاني بهذه النوعية من البرامج. تؤكّد مزرعاني ضرورة أن تكون لبرامج الألعاب مساحتها خلال الشهر الفضيل الذي تسيطر عليه أجواء البهجة والفرح والمحبة وتنعكس على المشاهد فيتابع برامج ممتعة ترفيهية بعدما ملّ، طيلة السنة، الأخبار السياسية المتوترة والبرامج الحوارية الروتينية التي باتت تشبه بعضها البعض. وتوضح مزرعاني أن المشاهد يفضّل أن يكون على تواصل مباشر مع الإعلامي على الشاشة لإرسال أمنياته إلى الأهل وربح جوائز من خلال المشاركة في المسابقات. وتشدّد مزرعاني على ضرورة أن تكون الأجواء الرمضانية طاغية على هذه البرامج من خلال التركيز على سمات الشهر الفضيل ولقاء العائلة حول طاولة الإفطار والسهرات الرمضانية، إضافة إلى الأحاجي والهدايا والألعاب والمطبخ الرمضاني وغيرها من العادات والتقاليد التي يتّسم بها هذا الشهر الفضيل. راغدة شلهوب: "تنويع.." ترى الإعلامية راغدة شلهوب أن برامج الألعاب تدخل تنويعاً على البرامج الرمضانية التي تكون في معظمها إما حوارية أو مسلسلات درامية، وتشير إلى أن برامج الألعاب تتميز عن غيرها في أنها تشكّل مساحة تواصل مباشر بين المقدّم والمشاهد من خلال المشاركة في المسابقة وربح جوائز قيّمة إضافة إلى التحيات التي يوجّهها إلى أهله وأقاربه في حال كان بعيداً عنهم. تضيف شلهوب: «تفرض برامج الألعاب نفسها خلال شهر رمضان وتتنافس الشاشات على تقديم جوائز قيّمة بحيث تفوق الجوائز النقدية آلاف الدولارات، ما يشجّع المشاهد على المتابعة اليومية والمشاركة بأي وسيلة كانت». عن التشابه بين هذه البرامج توضح شلهوب: «من الطبيعي أن يكون ثمة تشابه لأن هذه النوعية من البرامج قائمة على أسئلة وأجوبة وجوائز معينة، لكن ما يميّز برنامجاً عن غيره هو المقدم الذي يضفي على برنامجه، بفضل ذكائه وحنكته، جواً وطابعاً مختلفين». تشدّد شلهوب على ضرورة أن تطغى سمات الشهر الفضيل على البرامج سواء كانت حوارية أو ترفيهية وغيرها... شانتال سرور: "تميز.." تشير الإعلامية شانتال سرور إلى أن الشاشات تبذل قصارى جهدها لتكون أكثر تميزاً خلال الشهر الفضيل، فتعمل على أن تتنوّع برامجها بين الدراما، التي تأخذ حيّزاً أكبر من الوقت، وال «توك شو» وبرامج الألعاب التي باتت ضرورية. تضيف سرور: {أصبحت لهذه النوعية من البرامج موازنة خاصة ومهمّة، وجوائزها قيّمة، وتحقق أكبر نسبة اتصالات من المشاهدين ما يسبّب ضغطاً كبيراً على شبكات الهاتف». لا تجد سرور مشكلة في ظاهرة برامج الألعاب طالما أنها ممتعة ومسلّية لكنها تشدّد على ألا تكون مستنسخة عن بعضها وأن تكون ذات مصداقية عالية.