اعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية مقتل 42 شخصا في حي الجورة بمدينة دير الزور شرق البلاد، اثر اقتحام دبابات الجيش السوري في وقت مبكر من صباح أمس الأحد المدينة، وسط انباء عن مقتل 16 مدنيين وجرح آخرين برصاص الأمن السوري والشبيحة في بلدة الحولة بالقرب من حمص وسط البلاد وقتيلين اثنين في إدلب. وقال ناشطون ان قوات الامن السورية المدعومة بالشبيحة اقتحمت مدينة دير الزور، وبث الناشطون على الانترنت صورا تسمع فيها اصوات المدفعية. وقال اتحاد تنسيقيات الثورة أن 42 قتيلا سقطوا في دير الزور، فيما يغلق الأمن المشافي والمصابون يعالجون في المساجد. ونقلت وكالة "رويترز" عن مقيمين ونشطاء قولهم: "المدرعات والدبابات دخلت عدة أحياء على المشارف، انهم يطلقون نيران أسلحة آلية ثقيلة وسمع دوي الانفجارات في منطقة الجورة". من جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "ان الدبابات منتشرة في شوارع واحياء من المدينة وعلى التلال المحيطة بها" مؤكدا حصول حملة اعتقالات واسعة "عشرات في حي واحد". في غضون ذلك، نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر، لم تسمها، أن تسعة اشخاص قتلوا وجرحى آخرين صباح امس برصاص عناصر من الجيش والامن السوري والشبيحة اثر اقتحام بلدة الحولة قرب حمص وسط سوريا. وكان عبد الرحمن افاد في وقت سابق ان الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات تقدمت من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور ودخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها امام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في اطراف المدينة. واوضح ان هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية، والتي كانت منتشرة في اربعة انحاء من دير الزور، اتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في ارتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيرا الى ان القصف استمر دقائق فقط وتقدم اثره رتل من الدبابات الى حيي الموظفين والعمال. واضاف نقلا عن ناشطين في دير الزور انه بعدها جرت عملية تموضع انطلقت على اثرها عملية الاقتحام من عدة محاور على وقع قصف مدفعي. واشار عبد الرحمن الى ان اهالي حي الجورة عمدوا الى اعاقة تقدم اليات الجيش بواسطة حواجز وسواتر ترابية اقاموها في حيهم. من جهتها، انتقدت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان الموقف التركي تجاه ما يجري في سوريا مؤكدة ان وزير الخارجية التركي سيسمع لدى زيارته سوريا "كلاما أكثر حزماً". وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل تصريحا لشعبان قالت فيه "ان كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة الى سوريا فانه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي". وانتقدت شعبان الموقف التركي الذي "لم يُدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والأمن والجيش؟!" بحسب الشريط الاخباري. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلن ان صبر تركيا "نفد" ازاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته احمد داود اوغلو دمشق اليوم الثلاثاء لينقل اليها "بحزم" رسائل بهذا المعنى. واكد رئيس الوزراء التركي ان بلاده "لا يمكنها أن تبقى تتفرج على اعمال العنف الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية". وكانت انقرة, التي توطدت علاقاتها بدمشق خلال السنوات الاخيرة, دعت الرئيس بشار الاسد الى ان يباشر باصلاحات لكن دون ان يصل بها الامر الى حد المطالبة برحيله. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 21 الف شخص ونزح الآلاف, وفق منظمات حقوقية.