** ما رأيكم في هذه الظاهرة التي انتشرت هذه الأيام بين المصلين في صلاة التراويح، حيث نجد كثيرا من المأمومين يمسكون بالمصاحف خلف الإمام ليتابعوا قراءته، فهل يجوز ذلك؟ مع العلم أن بعضهم يرى أن هذا يساعده على الخشوع؟ * يقول الدكتور منير جمعة- الأستاذ بجامعة أم القرى: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: قبل أن نبين الحكم الذي نميل إليه، نسوق الاعتبارات التالية: 1- نظرة المأموم في المصحف لم يرد به نص – صحيح أو ضعيف- وأما أثر عائشة رضي الله عنها- إن صح- في نظر الإمام وليس المأموم. 2- القياس في العبادات لا يجوز عند أكثر العلماء. 3- قياس المأموم على الإمام- إن قلنا بجواز القياس- في هذه المسألة قياس مع الفارق؛ لأن الإمام مأمور بالقراءة في الصلاة ، أما المأموم فمأمور بالاستماع لقول الله: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [الأعراف/204] وإن كان من قراءة ففاتحة الكتاب فقط. 4- لا يوجد حاجة لنظر المأموم في المصحف، فإن قيل: لتلقين الإمام والفتح عليه، قلنا هذه مهمة الحفظة خلف الإمام، ولا يجوز دخول الصلاة من أجل تلقين الإمام، فليست هذه نية صحيحة للصلاة كما ذكر العلماء، وإن قيل لمراجعة ما يحفظ أو تعلم أحكام التجويد؟ قلنا: ليست الصلاة محلا لذلك، بل محل ذلك حلقات التجويد والتلاوة، وإن قيل للخشوع؟ قلنا: الخشوع يكون بالتدبر فيما يقرأ الإمام " َفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد/24] وليس بالنظر في المصحف؛ إذا لم نجد أحدا من السلف- بل من الخلف أيضا- قال: إن هذه وسيلة للخشوع! وعلى هذا، فلا أرى وجها لجواز النظر في المصحف للمأموم، فلا دليل عليه شرعا، ولا حاجة إليه عقلا.