الذكرى ال42 لأزمة الرهائن الأمريكيين في إيران: عندما تكلل الوساطة الجزائرية بالنجاح حلت أول أمس الخميس الذكرى ال42 لاحتجاز مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين في الرابع من نوفمبر عام 1979 52 دبلوماسيا أمريكيا بسفارة الولاياتالمتحدةبطهران كرهائن الأمر الذي أشعل فتيل أزمة غير مسبوقة بين البلدين كان للجزائر دورا بارزا في حلها بشكل سلمي عبر عملية وساطة شاقة انتهت بالإفراج عن هؤلاء الدبلوماسيين بعد فترة احتجاز دامت 444 يوم. ففي 4 نوفمبر 1979 وبعد مضي قرابة 9 أشهر على قيام الثورة الإيرانية اقتحم متظاهرون من أنصار الثورة مقر السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكيا من موظفي السفارة كرهائن لمدة 444 يوم فضلا عن مصادرة آلاف الوثائق لتدخل بذلك العلاقات الأمريكية الايرانية أزمة دبلوماسية لا تزال ارتداداتها حاضرة حتى اليوم. وبرر قادة الثورة الإيرانية هذه الحادثة بأنها جاءت كرد فعل على سماح الإدارة الأمريكية لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بدخول الأراضي الأمريكية لأغراض علاجية ومنحه حق اللجوء الأمر الذي أثار أنصار الثورة الذين اتهموا الولاياتالمتحدة ب التخطيط لتقويض الثورة وإعادته إلى الحكم . وبعد يومين على حادث اقتحام السفارة تسلم مجلس الثورة الإسلامية حكم البلاد وأعلن رفض بيع النفط الإيراني للولايات المتحدة التي ردت بفرض حظر على السلع الاسته لاكية وأعلنت تجميدها الأموال الإيرانية المودعة في مصارفها. وبعد محاولات فاشلة من الادارة الأمريكية في تحرير الرهائن قبلت الحكومة الإيرانية الدخول في مفاوضات مع الولاياتالمتحدة بوساطة من الحكومة الجزائرية وذلك بطرحها عددا من الشروط لتحرير الدبلوماسيين المحتجزين ومن أبرزها: الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الولاياتالمتحدة إلغاء المطالب الأمريكية بالحصول على تعويضات توقف الإدارة الأمريكية عن التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية وإعادة ثروة الشاه المحتجزة في البنوك الأمريكية. وكللت الجهود الحثيثة التي بذلتها مجموعة من الدبلوماسيين من خيرة أبناء الجزائر بإشراف وزير الشؤون الخارجية الاسبق الراحل محمد الصديق بن يحيى بتوقيع طرفي الازمة الولاياتالمتحدة وايران على ما أطلق عليه اتفاق الجزائر لحل أزمة الرهائن في 19 يناير 1981 بالجزائر وفي اليوم الموالي وصلت تلك الأزمة إلى محطتها الأخيرة حيث أطلق سراح الرهائن الأمريكيين في طهران.