أكدت مصادر أمريكية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قرر نهائيًا ألا يعود إلى اليمن، وذلك بسبب الضغوط الأمريكية التي مورست وبسبب خوفه من محاكمة مثل التي أجرتها الثورة المصرية للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أمس الاثنين عن المصادر القول إن السفير الأمريكي لدى اليمن جيرالد فايرستاين طلب من رئاسة الخارجية الأمريكية ألا تتحدث عن الضغوط الأمريكية على صالح، ولكن عن المصالح الأمريكية، وذلك لأن صالح، كما قال السفير "شخص عنيد، ويجب عدم وضعه في ركن ضيق". وأضافت المصادر: "السفير نقل لوزارة الخارجية أن صالحًا إذا عاد فسيكون أكثر غضبًا على معارضيه، خاصة الذين حاولوا قتله، خاصة أن إصابات صالح لا تمنعه من العودة؛ لأنها حريق خارجي، ومشاكل في التنفس". وفيما يخص أسباب قرار الرئيس اليمني بالبقاء في المملكة العربية السعودية، أوضحت المصادر الأمريكية أن صالحًا استقر على البقاء في السعودية، حيث يوجد الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وذلك خوفًا من محاكمته في اليمن بعد أن يتغير النظام. وكشفت أن صالحًا كان يريد العلاج في ألمانيا، لكن الألمان اشترطوا قبوله كمواطن عادي وليس كرئيس جمهورية. ولم تحدد المصادر الأمريكية توقيت توقيع صالح على المبادرة الخليجية، لكنها قالت: إنه ما دام قرر البقاء في السعودية، لا بد أن يوقع عليها مع تعديلات لها صلة بتوقيت الانتخابات وتقديم ضمانات لعائلة صالح. من جانبه، أكد عبد الله الرضي، السفير اليمني في المملكة المتحدة أنه "لا يوجد ما يشير إلى عدم عودة فخامة الرئيس إلى أرض الوطن". وأضاف للصحيفة: "الموضوع المهم اليوم بالنسبة لليمنيين هو الحوار الذي ينبغي أن يستمر بين الفرقاء السياسيين للوصول إلى حل، بغض النظر عن كثرة التصريحات حول عودة الرئيس الذي لا يوجد مانع من عودته إلى بلاده بعد اكتمال فترة النقاهة".