نفى الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق أن يكون قد أفتى بجواز تجسيد شخصيتي الحسن والحسن حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلسل التلفزيوني الذي تبثه العديد من الفضائيات العربية خلال شهر رمضان الحالي؛ مؤكدا التزامه بفتوى مجمع البحوث الإسلامية المانعة لتجسيد الأنبياء وكبار الصحابة. وفي تصريحات خاصة ل«أون إسلام» عبر مفتي الديار المصرية عن اتفاقه مع فتوى الأزهر المانعة للتجسيد، داعيا عموم المسلمين إلى الالتزام بهذه الفتوى، وهو ما شدد عليه كل من د.علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ود. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية. ويأتي نفي د. واصل متزامنا مع نفي عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ قيس المبارك إجازته عرض المسلسل الديني (الحسن والحسين)، والذي روجت فضائيات أن فتوى مشايخ -بينهم المبارك وواصل- أجازت عرضه، وقال المبارك في تصريح لصحيفة (اليوم) السعودية: "لم أتحدث عن مسلسل معين غير أنني كتبت من قبل بضرورة وجود ضوابط لتمثيل شخصيات الصحابة". وأكد واصل، في تصريحات صحفية له على هامش حفل إفطار جماعة الإخوان المسلمين، أنه يتفق مع رأي مجمع البحوث الإسلامية -الذي هو عضو فيه- في عدم الموافقة على تجسيد شخصية حفيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: "لم تصدر مني أي فتوى مكتوبة تجيز ذلك، وما يقال في أي قناة فضائية عكس هذا لا أساس له من الصحة". وأضاف المفتى السابق: "يجوز فقط تجسيد شخصية الحسن والحسين وغيرهما من شخصيات الصحابة المبشرين بالجنة بالصوت فقط، وليس بالتجسيد". وحذر د. نصر من استغلال اسمه للترويج لمسلسل الحسين والحسين الذي يذاع على بعض القنوات الفضائية والذي يدعي بعض الأشخاص حصولهم على فتوى منه بجواز تجسيد آل البيت، مهددا بمقاضاة الفضائيات التي تنسب إليه إجازة تجسيد الحسن والحسين في حال استمرارها في تزوير رأيه. وأشار إلى أن هناك خلافا حول تجسيد مثل هذه الشخصيات مما يحدث شقاقا في المجتمع، وقال: "الأفضل للجميع التوحد وعدم إثارة الفتن في مخالفة ما عليه أغلبية العلماء من عدم تجسيد آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم". ومتفقا معه، قال مفتي مصر الحالي د. علي: "جمعة مجمع البحوث الإسلامية له فتوى واضحة في هذا وهو منع تجسيد الأنبياء وتمثيل المبشرين بالجنة وآل البيت ونحن ملتزمون بهذه الفتوى، كما ينبغي على المسلم الالتزام بهذه الفتوى". وبدوره أكد الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن "عرض مثل هذا المسلسل يزيد الفتنة بين السنة والشيعة ويعرض لخلاف تاريخي نحن في غنى عنه اليوم، كما أنه يخالف ما عليه إجماع العلماء في هيئة كبار العلماء بالأزهر بعدم جواز تجسيد آل بيت رسول الله ومن بينهم حفيدا رسول الله صلى الله عليه وسلم". أما د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية، فقد برر هذا المنع بأن تجسيد الرسل وآل بيت البنوة ممنوع محافظة على مكانتهم. وأضاف أن مجمع البحوث الإسلامية كان قد اتخذ قرارا بمنع تجسيد شخصيات الرسل والأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وقال: "إن هذا المنع يستند إلى أن تجسيد الشخصية كأن الممثل يقول "أنا هذه الشخصية" فالذي يمثل شخصية الرسول فكأنه يقول أنا محمد بن عبد الله، وهذا نوعٌ من الكذب والرسول نهى عن الكذب عامة كما هو الحكم الشرعي في الإسلام وخاصة الكذب، فقال صلى الله عليه وسلم "من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". وأشار إلى أن الشخصية التاريخية سواء كانت رسلا أو أنبياء أو من آل بيت النبوة التي يراد تمثيلها سيمثلها ممثل قد لا تكون صفاته الأخلاقية متناسبة مع عظمة الشخصية التي يمثلها.