بقلم: رشيد حسن* حقيقتان هامتان تفرضان نفسيهما في هذا العام الجديد ونحن نحاول ان نقرأ اهم الاحداث المتوقعة وهما: الاولى: من المحال دوام الحال فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يعد المواطن العربي من الماء الى الماء بقادر على الاحتمال .. والبقاء منبوذا.. مجهولا ..!! الثانية: لقد وصلت الاوضاع في العالم العربي الى القاع ..ولم يعد وراء هذه المرحلة الا النهوض والخروج من تحت الماء .. كما علمتنا تجارب الشعوب والامم الاخرى.. لقد بات واضحا .. ان كافة القوى الاقليمية والدولية وخاصة العدو الصهيوني واميركا ساهمت في تردي الاوضاع العربية ..وأن هذه القوى حريصة على بقاء هذه الاوضاع المزرية كشرط رئيس لفرض سيطرتها .. ونهش اللحم العربي الحي... فها هي دول الجوار الثلاث: العدو الصهيوني وايران وتركيا تتنافس في بسط نفوذها .. وما التنافس الشديد بينها الا لملء الفراغ العربي .. وهذا يذكرنا يالزمن العربي الجميل ..زمن عبدالناصر حيث لم تجرؤ اي من هذه الدول وغيرها على الاقتراب من النار العربية المتأججة بعد ان وحد ناصر الامة من خلال مشروعه القومي النهضوي لاسترداد حقوقها وتحرير أوطانها وطرد الاستعمار فكانت صيحته المدوية ارفع راسك يا اخي فقد ولى عهد الاستعباد..! لقد اثبتت الاحداث خلال ما يسمى بالربيع العربي وهو حقيقة الزمهرير العربي ..ان الاستقواء بأميركا والغرب عموما.. جر المنطقة كلها الى حروب اهلية وأعاد الامة كلها الى أيام داحس والغبراء.. وحرب البسوس.. وكان المنتصر الوحيد هو العدو الصهيوني. . وقد تعمقت التفرقة والتجزئة .. ودمرت الانجازات ..وأصبحت الحواضر العربية والتي كانت منارات للحضارة والتقدم مجرد اطلال تنعق فيها البوم والغربان.. لا مناص الا العودة الى الذات واعادة الامانة الى الشعوب متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم اهاتهم احرارا ..فلا مناص من العودة الى حضن الامة .. وترك الاوهام جانبا .. فليس بمقدور قطر واحد الخروج من عنق الزجاجة .. وليس بمقدور اي قطر حماية نفسه الا بسيوف اشقائه.. لقد علمتنا التجارب ان الاستقواء بالأجنبي كارثة .. فانظروا الى ما حدث لليبيا .. وان الاعتراف بدولة العدو الصهيوني الغاصبة .. ونزع صفة العدو عنها لم يغير من سلوكها العدواني ولم يغير دمها وجلدها فبقيت مصرة على الاخلاص للايدلوجية الصهيونية ..العنصرية القائمة على الاحتلال والتهجير والتطهير العرقي. لقد اثبتت الاحداث فشل سياسة المحاور وفشل سياسة الاستقواء بالدول الاجنبية .. وفشل سياسة التطبيع ..وفشل مهادنة ومساكنة العدو.. ولا بديل امام الامة الا العودة الى ذاتها .. الى اروميتها.. الى مشروعها النهضوي .. الى وحدتها .. لتعود كما ارادها الباري عز وجل خير امة اخرجت للناس..
فهل يكون هذا العام هو عام التغييرات الجذرية عام عودة الروح الى الجسد العربي المهدود..؟؟ نجزم ان التغيير قادم وسيكون عميقا ومدويا . ولن يتأخر ..