وسط مناورات بحرية وحشود عسكرية كبرى واشنطن تحذر من غزو روسي في أي لحظة قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن التحرك العسكري الروسي ضد أوكرانيا يمكن أن يحدث في أي لحظة وذلك بالتزامن مع مناورات حربية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في البحر الأبيض المتوسط وأخرى روسية في البحر الأسود بالإضافة إلى حشود عسكرية من الجانبين. ق.د/وكالات قال سوليفان أن روسيا جهزت القدرات اللازمة لشن عملية عسكرية كبيرة ضد أوكرانيا مؤكدا أن واشنطن تكثف جهودها لإعداد الرد على التصعيد الروسي إلى جانب حشد الحلفاء ودعم أوكرانيا. وقد وضعت مجموعة حاملة طائرات أمريكية تحت قيادة حلف الناتو العملياتية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأدرياتيكي وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة وبالتزامن مع اتهامات غربية لروسيا بالاستعداد لغزو أوكرانيا. وتهدف مناورات نبتون سترايك 22 (Neptune Strike 22) التي خُطط لها منذ 2020 لتعزيز القدرة على التعاون والاندماج بشكل فعال. وتشارك في المناورات حاملتا طائرات و15 سفينة و90 طائرة حربية وقوات من 28 دولة في حلف الناتو. ولم يتأخر الرد الروسي على تحركات الناتو شرقي المتوسط حيث أطلقت موسكو مناورات في البحر الأسود لضمان سلامة الملاحة. وقال أسطول البحر الأسود الروسي إن التدريبات تضمنت مواقع الرادار الثابتة والمتحركة في شبه جزيرة القرم وعملت أطقم القتال على توفير التوجيه الملاحي للسفن في عرض البحر. وفي ذات السياق نشرت الولاياتالمتحدة مقاتلات إف 15 (F 15) الاعتراضية في إستونيا لمراقبة تحركات الطيران الروسي في الجناح الشرقي للناتو وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. كما قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت إن ألمانيا تدرس إرسال قوات إضافية إلى ليتوانيا مع استمرار تزايد التوتر بشأن الحشود العسكرية الروسية بالقرب من أوكرانيا. *حشود عسكرية وقال شاهد من وكالة رويترز إن طائرة تقل جنودا أمريكيين هبطت في بولندا في إطار دعم واشنطن شركاءها في الناتو شرقي أوروبا وسط حشد عسكري روسي على حدود أوكرانيا. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الأربعاء الماضي بإرسال نحو 3 آلاف جندي إضافي إلى بولندا ورومانيا ضمن مساعي واشنطن لطمأنة الحلفاء الذين يساورهم القلق إزاء التحركات الروسية. وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتاك بعد دقائق من هبوط الطائرة إن هذه كانت المجموعة الأولى من الجنود الأمريكيين من وحدات النخبة. وأضاف المزيد من الطائرات ستهبط في الساعات المقبلة وسينتشر الجنود في الجزء الجنوبي الشرقي من بلادنا. من جهة ثانية أظهرت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية ونشرتها شركة أمريكية خاصة تفاصيل مناورات عسكرية على حدود بيلاروسيا مع أوكرانيا قبل التدريبات المشتركة التي أعلنتها موسكو ومينسك والتي وصفها الناتو بأنها أكبر انتشار في بيلاروسيا منذ الحرب الباردة. وقالت روسياوبيلاروسيا إنهما ستجريان تدريبات مشتركة في الفترة من 10 حتى 20 من الشهر الجاري بهدف التدريب على التصدي لهجوم على الحدود الجنوبية لتحالفهما. وأظهرت الصور من شركة ماكسار تكنولوجيز (Maxar Technologies) ومقرها الولاياتالمتحدة أن وحدات عسكرية مسلحة بالصواريخ وقاذفات صواريخ متعددة وطائرات هجومية انتشرت في بيلاروسيا في 3 مواقع قريبة من الحدود مع أوكرانيا. *سيناريو حرب وقد أعلن مسؤولون أمريكيون أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا وأنه بات لديها بالفعل 70 من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه. وحشدت موسكو 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا ويمكن أن تكون لديها القدرة الكافية لشن هجوم في غضون أسبوعين وفقا لهؤلاء المسؤولين الذين أبلغوا بذلك الأعضاءَ المنتخبين في الكونغرس الأمريكي والشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة. وأشار هؤلاء إلى أن الاستخبارات الأمريكية لم تحدد إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي إلى الغزو الكامل. وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة في ظل احتمال تسببه في مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني وما بين 5 آلاف و25 ألف جندي أوكراني وما بين 3 آلاف و10 آلاف جندي روسي كما يمكن أن يتسبب في تدفق مليون إلى 5 ملايين لاجئ بشكل رئيسي إلى بولندا. وشدد المسؤولون على أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن بوتين لم يتخذ قرارا نهائيا بغزو أوكرانيا لكن صور الأقمار الصناعية تُظهر أنه جمع كل ما يحتاجه للقيام بما قال المسؤولون إنه سيشكل أكبر عملية عسكرية في أوروبا منذ عام 1945. ووصف ديمتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا بالأمم المتحدة التحذيرات الغربية من غزو روسي قريب لأوكرانيا والإطاحة بحكومتها في يومين بأنها جنون وذعر على حد تعبيره. وقد اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن فرص إيجاد حل دبلوماسي للأزمة مع روسيا أكبر بكثير من التصعيد العسكري.