تدريبات ومناورات أوكرانية ودعوات للحزم مع روسيا طبول الحرب تُقرع على أبواب أوروبا تشهد الجبهة الأوكرانية الروسية تطورات متسارعة على وقع التوتر المتصاعد بين الغرب وروسيا مع استمرار الأزمة الأوكرانية في ظل تحشيد عسكري متبادل وتحركات سياسية لتجنب الحرب. ق.د/وكالات يواصل الجيش الأوكراني لليوم الثاني إجراء مناورات عسكرية في الكلية العسكرية قرب العاصمة كييف تستمر 4 أيام سيتدرب فيها جنود من الوحدات الخاصة على تفعيل منظومة صاروخية بريطانية مضادة للدروع وصلت ضمن المساعدات الأخيرة إلى أوكرانيا. وتأتي تلك المناورات من جانب الجيش الأوكراني لاختبار جاهزية جنوده لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل مع روسيا بسبب الأزمة في إقليم دونباس. ونقل موقع ذا هيل (The Hill) الإخباري عن جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون قوله في مقابلة متلفزة تبث الأحد إن بعض مطالب روسيا بما في ذلك منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو تقع خارج نطاق اختصاص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكن هناك مطالب أخرى ستكون الولاياتالمتحدة على استعداد للعمل مع روسيا بشأنها. وأضاف أن هناك أشياء معينة لن تقدّم الولاياتالمتحدة تنازلات بشأنها مشيرا إلى أن واشنطن كانت عند بدء المفاوضات مستعدة لوضع شيء ما على الطاولة إذا كان الروس مستعدين لذلك أيضا كتقليص حجم ونطاق بعض تماريننا في القارة . وأكد كيربي عدم إغلاق الباب أمام المحادثات وأنه لا يزال هناك متسع لذلك لكن علينا أن نرى إلى أين تذهب هذه المحادثات وفق قوله. في غضون ذلك قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنكوف إن شحنة أسلحة أمريكية رابعة وصلت إلى كييف تضم 81 طنا من الأسلحة والذخائر. وأشار ريزنكوف في مساءلة أمام البرلمان إلى أن بلاده تنتظر مزيدا من الطائرات المحملة بالأسلحة في الأيام المقبلة. وأوضح أن حجم الدعم والمساعدات العسكرية يبعث على التفاؤل وأنه أكثر بكثير مما ينشر في وسائل الإعلام. وأضاف ريزنكوف أن كميات الأسلحة المضادة للدبابات التي أصبحت بحوزة الجيش الأوكراني تفوق بكثير عدد الأهداف المحتملة. كما أعلن الجيش الأوكراني أنه أجرى تدريبات على تشغيل منظومة صواريخ مضادة للدبابات أرسلتها بريطانيا قبل أيام. وقال مدير الأكاديمية العسكرية في كييف بافلو تكاتشوك إن التدريبات نُفّذت بإشراف مدربين بريطانيين وتركزت على خصائص هذه الأسلحة المتطورة وتقنياتها. *دعوات لليقظة والحزم مع روسيا وقد دعت السلطات الأوكرانية الدول الغربية إلى إظهار يقظة وحزم في مفاوضاتها مع روسيا المتهمة بحشد قوات على الحدود بهدف تنفيذ اجتياح. وتنفي موسكو أي نية للقيام بذلك لكنها تطالب بضمانات أمنية بينها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. ورغم رفض الولاياتالمتحدة هذا الأمر في رد مكتوب إلى موسكو هذا الأسبوع فإن القنوات الدبلوماسية ما زالت مفتوحة. وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان شدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على أهمية التحلي باليقظة والحزم في الاتصالات مع روسيا حسب بيان للخارجية. ودعا كوليبا إلى إعطاء الأولوية لتسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة بين روسيا والغرب في شأن أوكرانيا على وقع توتر متصاعد. وفي السياق ذاته دعت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس الدول الأوروبية والولاياتالمتحدة إلى الحذر الشديد وعدم تقديم تنازلات لروسيا معتبرة أن موسكو وحدها قادرة على نزع فتيل التوتر. وأكدت كالاس أنها تجري محادثات لتعزيز وجود الحلف الأطلسي في بلدها كرادع علمًا أن إستونيا تستضيف كتيبة متعددة الجنسيات من قوات الناتو. ورأت الزعيمة الإستونية التي وصلت إلى السلطة في 2021 بعدما كانت نائبة في البرلمان الأوروبي أن روسيا المتهمة بأنها تعتزم غزو أوكرانيا تمارس نهجًا سوفياتيًّا يعتمد على توجيه الإنذارات على أمل الحصول على تنازلات من الدول الغربية. ونشرت روسيا نحو 100 ألف عسكري عند الحدود الأوكرانية في الأسابيع الماضية مطالبة بعدم ضم كييف إلى الحلف وانسحاب قوات الناتو من دول مثل إستونيا انضمت إلى الحلف بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية نقل 12 منظومة صاروخية مضادة للطائرات من طراز بانتسير-إس إلى بيلاروسيا للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين في 10 فيفري المقبل. وأكدت الوزارة استكمال إعادة نشر قوات ومنظومات دفاع جوي في بيلاروسيا في إطار تدريبات مرتقبة. *دعوات لتضامن أوروبي بشأن الأزمة وضمن المواقف الأوروبية أيضا طلب رئيسا وزراء المجر وبولندا وحلفاؤهما من اليمين المتطرف الأوروبي إظهار تضامن إزاء الأزمة الأوكرانية في إعلان رفضت مرشّحة اليمين المتطرّف الفرنسي للانتخابات الرئاسية مارين لوبان توقيعه. وورد في جزء من الإعلان الختامي عقب لقاء بين أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية وتلك السيادية الذي قرأه المتحدث باسم حزب فوكس الإسباني خورخيه بوشاذي إن تحركات روسيا العسكرية على حدود أوروبا الشرقية أوصلتنا إلى شفير الحرب . وتابع إن التضامن والإصرار والتعاون في مجال الدفاع بين دول أوروبا أمور أساسية في مواجهة تهديدات مماثلة منددا ب عدم فعالية دبلوماسية الاتحاد الأوروبي . ورفضت مرشحة حزب التجمّع الوطني للانتخابات الرئاسية في فرنسا مارين لوبان توقيع الإعلان وقالت نحن لا نتشارك الموقف نفسه بشأن الملف الأوكراني . وكان الوضع في أوكرانيا أحد المواضيع الأساسية التي ركّز عليها الاجتماع الذي شارك فيه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونظيره البولندي ماتيوس مورافيتسكي. *مئات الجنود الفرنسيين إلى رومانيا وفي سياق المواقف والتحركات الأوروبية أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي السبت أن فرنسا تعزم إرسال مئات من الجنود إلى رومانيا في إطار نشر محتمل لقوات من حلف شمال الأطلسي. وقالت بارلي لإذاعة فرانس إنتر إن هذا هو السبب الذي دفعني إلى الذهاب إلى رومانيا الخميس. تحدثنا طبعًا مع شركائنا الرومانيين عن هذه المسألة وذلك بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 19 جانفي الجاري استعداد فرنسا للمشاركة في مهمّات جديدة خصوصًا في رومانيا . ورأت بارلي أن رومانيا المحاذية لأوكرانيا والمطلة على البحر الأسود -الذي يعدّ منطقة توتّر شديد إذ تطل عليه روسياوأوكرانيا أيضًا- تقع في بؤرة التوترات وتجب طمأنتها . ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان السبت إنه سيزور أوكرانيا مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك يومي 7 و8 فيفري المقبل. وأضاف أنه طمأن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن فرنسا متفقة تماما مع شركائها على ضرورة إيجاد سبل لتهدئة الأزمة في أوكرانيا.